نفق الاضراب مظلم ولكن بصيص النور حاضر بقوة

 نجيب فراج – اكد المحامي جواد بولس رئيس الوحدة القانونية في نادي الاسير الفلسطيني والذي يتابع عن كثب اضراب الاسرى الاداريين المتواصل لليوم السابع والاربعين على التوالي ان الاسرى هؤلاء حملوه امانة لينقلها للرأي العام الفلسطيني وهي عبارة عن وعد قاطع من هؤلاء الاسرى على انهم سوف يستمرون بالاضراب عن الطعام مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.
جائت اقوال بولس بعيد زيارة لخمسة من الاسرى المضربين عن الطعام في مستشفى ايخالوف الاسرائيلي، حيث يواصل تنقله بين المشافي والسجون للالتقاء بالمضربين والاطلاع على احوالهم، موضحا ان هؤلاء الخمسة يقبعون في ظل اجواء غاية في الصعوبه فكأنهم في زنازين  انفرادية وليسوا على اسرة الشفاء حيث يعيشون في انقطاع تام عن العالم الخارجي  اذ يمنعون من كل انواع الاتصالات ومحرومون من مشاهدة التلفاز او الاستماع الى الاذاعة او مشاهدة أي نوع من الاعلام المكتوب ومن قراءة الكتب ، كما تمنعهم ادارة السجون من التواصل مع المحامين وممنوعين من الزيارات ، هذا عدا عن ربط ارجلهم واياديهم في الاسرى، وقال “حتى الذهاب الى الحمام لقضاء الحاجة له الف رواية وحكاية ، وانهم لا يعرفون أي شيء عن العالم  وليسوا باي صورة من التطورات الخارجية وهذه سياسة اسرائيلية تتعمد اسرائيل من استخدامها على مر العقود الماضية وذلك لادخال الشك والقلق الرهيب اليهم وذلك كي يتوهموا ان العالم غير منتبه لهم وان شعبهم قد نسيهم وانهم في المعركة لوحدهم، انها شكل من اشكال الحرب النفسية.
وقال بولس انه ومن وسط هذه الحالة من الظلام الحالك يشع بصيص نور له دلالات كبيرة حيث يتمتعون بعزيمة ثابتة ووضوح في الرؤيا فهم يعرفون ماذا يريدون ومصممون على مواصلة درب التحدي والتمسك بحقوقهم واهدافهم وهم لن يتراجعوا عن اضرابهم حتى تحقيقها بالكامل وعلى الراس منها كسر سياسة الاعتقال الاداري المتناقضة مع الاعراف  والمواثيق الدولية.
واشار بولس الى ان المعركة الحالية متشعبة وفيها الكثير من التعقيدات لا سيما وان مصلحة السجون تتعمد عدم التعامل مع المحامين بسلاسة وهي ترفض ان تقدم المعلومات عن الاسرى الذين يتم نقلهم الى المشافي اذ يتواجد نحو 80 اسيرا الان في هذه المشافي على طول وعرض البلاد ولكننا نجهل اسمائهم وبالتالي نضطر ان نذهب الى كل مستشفى على حده لمعرفة الاسرى المتواجدين فيه والاطمئنان على حياتهم وقال “انني اتابع وضع كل اسير على حده لانه وعدا عن الوضع العام فان لكل اسير مشكلته الخاصة ونحن نحاول ان نقدم الاستشارة والخدمة القانونية لهم.