نجيب فراج -لا يمكن وصف مشاعر السخط والغضب والقهر التي تجتاح وجدان والدة الاسير ناصر ابو سرور من مخيم عايدة المحكوم بالسجن المؤبد منذ العام 1993 على خلفية مشاركته بتصفيته احد ضباط المخابرات الاسرائيلية الذين كانوا مسؤولين عن مخيم عايدة، حيث تحاول الحاجة ام ناصر الهاء نفسها بالاعمال المنزلية رغم كبر سنها فتحدثت عن مشاعرها بعد ان تم تاجيل الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى والذين كان ناصر احد هم.
تقول والدة ناصر انها تشعر بالم وحزن وحسرة بعد ان سمعت هذا القرار سيما وانها كانت قد اعدت نفسها لاستقبال واحتضان ولدها الذي لم تحتضنه او تضمه لصدرها منذ21 عاما مشيرة الى ان الامل عاد اليها بالافراج عن ابنها بعد ان رفضت اسرائيل على مدار نحو عشرين عاما الافراج عنهم بحجة ان ايديهم ملطخة بالدماء وفق التسمية الاسرائيلية وتجدد هذا الامل في الدفعتين الثانية والثالثة الا اننا شعرنا بنوع من التحطيم والخذلان بعد قرار حكومة اسرائيل رفض الافراج عن الدفعة الرابعة.
وقالت والدة الاسير ناصر:”نشعر بمرارة وانتظار حرام عليهم ان يعذبوا الناس هذا العذاب فقدنا الامل بالسابق لكن بعد الافراج عن الدفعة الاولي عاد الامل فانتظرنا الدفعة الثانية وهذا لم يحصل ، ثم الثالثة الان بعد ما جري لم يبقي فينا عقل بعد واحد وعشرين سنة ونصف اشعر بان ناصر اعتقل من جديد”.
واضافت:” في هذه اللحظات اتذكر الايام الاولى لاعتقاله واتذكر كيف تم الحكم عليه بالسجن المؤبد وكيف شعرت انني لن اراه يعود الى المنزل وما رافق هذه المشاعر من الم ومرارة”.
وقالت والدة الاسير ناصر ان اكثر ما اثر فيها هو انها زارت ناصر قبل اسبوع اي قبل ايام من موعد تنفيذ الافراج عن الدفعة الرابعة فوجدته صامدا متفائلا بالفرج وبالرغم من ذلك قال لي الا احزن اذا تراجعت اسرائيل عن الافراج عنهم مشيرة الى انه كان يشعر بان اسرائيل ستتلاعب بهم”.
وقالت انه اخرج معها الكثير من اغراضه وصوره مع الاسرى وصور للعائلة كان يحتفظ بها بالسجن حيث اخرج كل الصور والاغراض تحضيرا للافراج وهي تقوم هذه الايام وهي تشعر بالحزن بتقليب صوره وتقبيلها متسائلة لماذا فعلت اسرائيل بالاسرى وذويهم وبالشعب الفلسطيني كل ذلك .
كما تؤكد والدة الاسير ناصر انها والدة تحلم بضم ابنها والفرح به والعيش معه كباقي الامهات، ومع ذلك فانها تشعر بالراحة لانها زارته هذه الزيارة حيث ان شقيقاته طلبن منها عدم الذهاب لزيارته لانه سيخرج بعد ايام وفق ما كان مقررا ولم يردن ان تشعر والديتهن بالتعب والارهاق نتيجة مشاق رحلة الزيارة للاسرى التي عايشتها على مدار 21 عاما حتى ان احدى شقيقاته ارادت تمزيق التصريح للابد لان ناصر كان من المقرر ان يعود للمنزل.
واكدت انها لو لم تزره لكانت قد اصيبت بجلطة موضحة انه كان على صواب عندما شكك بالاحتلال ونواياه كما طلب منها ناصر الا تحزن اذا لم يتم الافراج عنه لانه قال لها انه ما يزال يتمسك بالامل.
واشارت الى انها لم تاكل ولم تخرج من المنزل منذ الاعلان عن قرار اسرائيل عدم الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى وانها تواصل متابعة الاخبار لحظة بلحظة مشيرة الى ان مشاعر الحزن التي تعايشها هي تلك نفسها التي عايشتها عند لحظة الاعتقال الاولى.
وحول الاستعدادات التي كان من المفترض ان تقيمها اشارت الى انها كانت خائفة ومتوجسة من التحضير بشكل كبير لكنها قامت بتحضير بعض الاشياء البسيطة فقط كملابسها لانها شعرت بالشك بعد زيارتها لناصر.
وتوضح والدة الاسير ناصر انها بالرغم من مخاوفها الا انها جهزت ملابس تراثية”اثواب تقليدية”لم تلبسها منذ ان اعتقل وقررت ان تلبس كل يوم واحد عند الافراج عنه.
وبعد عدم خروجه مع الدفعة الثالثة قررت عدم تحضير اي شيئ حتى يتم اصدار قائمة الاسماء وصدور اسم ناصر بينها لانها كانت قد قامت بشراء سرير جديد لناصر و وضعته في منزلها في غرفته الا انه لم يخرج في هذه الدفعة مما اعطاها قرار بعدم التحضير بشكل كبير قبل ضمان الافراج عنه.
ووجهت الوالدة “ام العبد” البالغة من العمر 87 عاما رسالة للاسرائيليين بالقول الا يوجد لكم ابناء، واضافت:”عندما تم اسر جلعاد شاليط اقامت اسرائيل الدنيا ولم تقعدها وحولت قضية اسير واحد الى قضية انسانية عالمية فكيف هو الحال لابناءنا الذين يبلغ عددهم الالاف اليسوا بشرا لهم حقوق “، ام ان القوي عايب
وهذا ينطبق ايضا على الوالدة “ام مصطفى والدة محمود جميل ابو سرور ابن عمه لناصر وزميله في جامعة بيت لحم ورفيق دربه في الخلية التي شاركت في تصفية الضابط المشار اليه ن وهي ايضا طاعنه بالسن ويامل الكثير من النشطاء وممثلي القوى والفعاليات المختلفة الذين يتوافدون على منزلي العائلتين ان يكون الفرج قريبا بعد طول انتظار وبعد درب الالام الطويل الذي لا يمكن ان ينسى ، وكلهم امل ايضا ان يطل اللعب اعمار الوالدتين الصابرتين كي تكحلان اعينهما بفلذات الكبد ومهجة القلب وحبات العيون كما تقول ام مصطفى .
يشار الى ان اسرائيل اجلت الافراج عن الدفعة الرابعة واستخدمتها للضغط على السلطة الفلسطينية من اجل تمديد المفاوضات حتى نهاية العام بعد ان كانت قد اتفقت على الافراج عن الاسرى القدامى مقابل عدم توجه القيادة الفلسطينية الى مؤسسات الامم المتحدة ومنها محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
↧
درب الام طويل في مسيرة والدتي الاسير ابو سرور
↧