نجيب فراج – لايمكن لاي مراقب او متابع لاحداث مخيم عايدة للاجئين الى الشمال من مدينة بيت لحم والذي يشهد مواجهات مع قوات الاحتلال منذ نحو العام ونصف العام تتوقف احيانا وتتواصل احيانا اخرى ان يتوقع كم عدد من قنابل الغاز المسيل للدموع التي تسقط على منازل المخيم ومؤسساته بشكل متعمد من قبل جنود الاحتلال وذلك لهدفين الاول هو لمعاقبة الاهالي جماعيا من جهة ومن الجهة الاخرى للضغط عليهم ليبادروا لمنع الفتية والشبان من عدم تصديهم لقوات الاحتلال والمشاركة في المواجهات ضدهم، وذلك بحسب العديد من النشطاء في المخيم الذي تحول الى جحيم لا يطاق من جراء الممارسات الاسرائيلية التي تنوعت وتعددت من حيث اشكال القمع.
مبادرة عفوية
ولا شكل انه من قلب المعاناة والاحداث الدامية يظهر العديد من مظاهر الابداع وهذا بالفعل ما حصل بعد ان سقطت الاف قنابل الغاز المدمع خلال الاسبوعين الماضيين على الاقل فقد بادر عدد من الاطفال والفتية بالقيام بعدة اعمال مستغلين وجود مخلفات هذه القنابل وهي عبارة عن علب من صفائح الحديد حيث تمثل ذلك بتكوين كلمة عايدة من هذه العلب عند احد المداخل المؤدية للمخيم وتحلق الفتية اصحاب المبادرة حول مبادرتهم معتدين فيها رافعين اشارة “النصر ” بايديهم، حيث قال الفتى بلال زين الدين لمراسل “القدس”دوت كوم ان مبادرتهم جائت لنقول لقوات الاحتلال ات قنابل غازهم لا تخيفنا بل نتحداها بكل الطرق والوسائل من بينها اننا استغليناها لنخط كلمة مخيم عايدة حيث نفتخر ونعتز بمخيمنا الذي نعيش فيه بشكل مؤقت لانه في نهاية المطاف سنعود الى بلداننا الاصلية.
شكل لتحدي الاحتلال
اما الفتى محمد عبد الرحمن”12 عاما” قال انه شارك في تلك المبادرة العفوية لانها شكل من اشكال تحدي الاحتلال وقمعه وبطشه” نحن لا نخاف كل هذه التصرفات ولن تجعلنا ان نهرب او نترك منازلنا”، وقال القتى محمد واصفا ما يحدث في المخيم بانه حرب احتلالية علينا من خلال ما يمارس من اقتحامات واعتقالات واصابات وما شابه لكننا نحن باقون هنا ونحن سنظل هنا وسنبقى متمسكين بحق العودة.
في مبادرة اخرى قام نشطاء في لجان المقاومة الشعبية بجمع عشرات مخلفات قنابل الغاز المسيل للدموع من مخيم عايدة وتوجهوا بها الى ساحة المهد وعلقوها على احدى الاشجار في الساحة ابان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الاخير حيث لفتت المبادرة الحشود الكبيرة وكذلك وسائل الاعلام المختلفة .
اعتداءات بدون توقف
وبهذا الصدد قال مازن العزة الناشط ضد الجدار والاستيطان قمنا بهذه الخطوة لكي نسلط وبطريقتنا الخاصة على ما يحدث من اعتداءات اسرائيلية على اهلنا من الاطفال والنساء والشيوخ وبطريقة تهدد حياتهم ولنقول ايضا حتى للجانب الامريكي الذي يتباهى بانه يدعم بعض المشاريع في الاراضي الفلسطينية ولكنه يشارك الجانب الاسرائيلي في الاعتداء علينا وعلى ارضنا ومقدراتنا من خلال تصدير الاسلحة بكل اشكالها وانواعها فهي شريك اسرائيل باحتلالها.
من جانبه قال الناشط المجتمعي ابراهيم مسلم ان ما يحدث في المخيم من اعتداءات اسرائيلية لا تتوقف بانها كارثية فمنذ نحو ثلاثة اسابيع متواصلة لم تتوقف قوات الاحتلال من هذه الاعتداءات والتي تتمثل باقتحام المخيم على مدار الساعة ويلقون في اليوم الواحد نحو 150 قنبلة غاز وكلها تسقط داخل المنازل وداخل المؤسسات المختلفة اثناء تواجد اطفال وفتية وصبيا بممارسة نشاطاتهم الثقافية والفنية فيها ما يؤدي الى اصابة عشرات المواطنين بحالات اغماء في اليوم الواحد ، كما يتعمد الجنود محاصرة مسجد المخيم الرئيس الواقع في وسطه اثناء قيام جموع المواطنين باداء الصلوات عند المغرب والعشاء فيطلقون الغاز باتجاه المسجد ويحاصرون العشرات من المصلين ومعظمهم من كبار السن داخل المسجد ويمنعونهم من الخروج منه، لاكثر من ثلاث ساعات على مدار الاسابيع الماضية، هذا اضافة الى اقتحام بعض المنازل وتحويل اسطحها الى نقاط عسكرية بهدف المراقبة ويمارس الجنود ممارسات استفزازية وخارجة عن الاخلاق العامة كالتبول فيوق الاسطح دون رقيب او حسيب.
اعتقالات مستمرة
اما موضوع الاعتقالات يقول مسلم “حدث بلا حرج، وهناك اكثر من 60 شابا وفتى في سجون الاحتلال جراء الاعتقالات العشوائية بحق الشبان ، ومنهم من يتحول للتحقيق المكثف والعنيف تمهيدا لمحاكماتهم”.
يشار الى ان مخيم عايدة يبلغ عدد سكانه نحو اربعة الاف وسبعماية نسمة كلهم ينحدرون من 43 قرية القرى الفلسطينية التي جرى تدميرها في عام النكبة، ويقع المخيم على بعد كيلو مترات معدودة من مدينة القدس، ولذا فقد جرى تطويقه بجدار الفصل العنصري وتحول محيطه الى ثكنة عسكرية فابراج المراقبة تطل عليه من كافة الجهات وخاصة من جهة معسكر قبة راحيل وهذا ما جعل المخيم نقطة توتر ساخنة ودائمة مع قوات الاحتلال تكثفت خلال السنة والنصف الاخيرة حيث استشهد الفتى صالح العمارين واصيب العشرات من الفتية ، عدد منهم اصيبوا باعاقات دائمة.
وازاء كل هذه الجرائم فان المواطنون بمختلف مشاربهم يتخوفون بشكل جدي مما قد يحدث من جراء هذه الاعتداءات حيث يقول احد المواطنين “بان هناك تربص اسرائيلي بنا وهناك مخطط لا بد ان يرتكبه الجنود متذرعين بالمواجهات ولربما يرتبكون حوادث استهداف وقتل لابنائنا من خلال مجزرة يعد لها، فلا يمكن ان يمر يوم واحد من دون ان يكون هناك بصمات لقوات الاحتلال على مدى الساعة”.
↧
الاصبع على الزناد في مخيم عايدة
↧