Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

قصة “مجد”والمعركة المستمرة ضدها لابقائها داخل السجن

$
0
0

13062095_1220510844661088_5136107948948019134_nنجيب فراج -لم تتخيل نضال اسعد صلاح والدة الاسيرة الشابة مجد عطوان ان يتم اعتقال كريمتها على يد قوات الاحتلال بعد نحو نصف قرن من اعتقالها هي في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وكانت نضال التي تبلغ اليوم نحو 44 عاما قد اعتقلت في العام 1990 ضمن احداث الانتفاضة الاولى وكان عمرها لم يتجاوز العشرين عاما وذلك بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال وقد حكم عليها بالسجن الفعلي لمدة سنة وثلاثة اشهر، ولم تكن حينها متزوجه ، وبعد تحررها من خلف القضبان تزوجت وانجبت بنت وولدين، من بينهم محمد الذي يبلغ اليوم عمره نحو 16 عاما وقد اعتقل لمدة ثمانية اشهر واطلق سراحه قبل عدة اشهر.
اعتقال مجد الغير متوقع
وتقول نضال لمراسل”القدس” انها توقعت اعتقال محمد، ولكنها لم تتوقع على الاطلاق اعتقال مجد البالغة من العمر 23 سنة، وحينما داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلهم المتواضع في البلدة القديمة من الخضر فجرا قبل نحو الاسبوعين اعتقدت مع بقية افراد عائلتها ومن بينهم مجد ان الاعتقال ربما يكون للنجل محمد ولكن المفاجاة كانت كبيرة حينما طلب ضابط القوة المقتحمة والتي ضمت عددا من المجندات مجد، فصرخت الوالدة باعلى صوتها استهجانا لهذه الخطوة معربة عن استغرابها متسائلة لهم مالذي فعلته مجد حتى تاتي كل هذه القوة من اجل اعتقالها، وكان رد الضابط كالعادة”ان لا تخاف وان القضية ثلاثة ايام وتنتهي”.
ومنذ ذلك الحين خضعت مجد للتحقيق حول كتاباتها على موقع التواصل الاجتماعي فنقلت من سجن تلموند للنساء تارة الى تحقيق المسكوبية وتارة اخرى الى مركز توقيف غوش عصيون وتمحور التحقيق حول هذه التهمة ونشر صور للشهيدين مهند حلبي وضياء تلاحمة، ولم تقف المسالة عند هذا الحد بل عقد جلسات متتالية لمحاكمتها في عوفر وذلك كل ثلاثة ايام مرة وقد وجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية تهمة “التحريض العنيف عبر الفيس بوك”، وذهب ممثلها في الجلسة الاخيرة التي عقدت الاربعاء الماضي الى تقديم استئناف لتعطيل قرار القاضي بالافراج عنها مقابل دفع غرامة مالية الفي شيكل وقد نجح النائب العسكري في ذلك ليتم تاجيل الجلسة ليوم الاحد القادم”.
جلسات المحاكمة
الجلسات الثلاث للمحكمة في عوفر التي عقدت بالتوالي قامت نضال وزوجها يوسف بالحضور في اشارة الى مدى تلهفهما على ابنتهما خاصة وان الاثنين يمنعون من الزيارة بدعوى المنع الامني كونهما اسيران سابقان، فيوسف عطوان كان قد امضى سبع سنوات قيد الاعتقال على فترات، ولذا فهما يتحمسان للذهاب الى المحكمة لرؤيتها ليس ذلك وحسب بل ليؤكدا على وقوفهما خلف مجد بكل قوة وعزم وتصميم حتى يتم عودتها الى البيت، وهو امر سيحدث في نهاية المطاف كما تقول نضال.
وعندما يستمع أي مرء الى ملابسات القضية وتفاصيل ما يحدث في المحكمة فانه بلا شك يستنتج مدى العقدة التي يزرعها الجانب الاسرائيلي لتعطيل الافراج ليس فقط عن مجد ولكن عن كل الاسرى وان كانت قضاياهم ليس بالحجم الكبير فيتم استخدام كل الادوات “القاضي والنيابة العسكرية والجيش والشاباص واجهزة الامن” حتى التمكن من ان يبقى الاسير والاسيرة اكبر قدر ممكن من الوقت داخل السجن، ومن هنا تكمن عقدة المعركة المستترة التي تشن ضد الاسرى والاسيرات وحتى ضد محامييهم.
التهمة المستجدة
اما القضية الاخرى التي اثيرت من خلال اعتقال مجد وغيرها من الشبان والشابات هو طبيعة التهمة وهي تهمة مستجدة مع ظهور ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي ومن هنا كما يقول عيسى قراقع رئيس هيئة الاسرى والمحررين لمراسل”القدس”، والذي زار العائلة في البيت ان القضية تكمن في منع المواطنين من التعبير عن ارائهم وهي مهمة مستحيلة بعد ان اصبحت وسائل الاعلام الاجتماعي مفتوحه بهذه الطريقة، صحيح انهم يلاحقون افرادا ولكن لن يستطيعون ان يلاحقون الانتر نت اويغلقونه، انهم يسعون لتكميم الافواه في القرن الواحد والعشرين لمنع كشف ممارسات الاحتلال البشعة فالافضل لهم وقف الاحتلال برمته ويشير بهذا الصدد انه قد جرى اعتقال عشر فتيات فقط خلال الأسبوعين الاخيرين بتهمة التعبير على الفيس بوك وهناك جرى تسجيل اكثر من 130 حالة لمحاكمة اصحابها بذات التهمة بينهم بقي نحو ثلاثين ناشطا قيد الاعتقال وقال” بين قوات الاحتلال وحرية التعبير ثأر لا يتوقف ولكن ايضا لن يتوقف مهاجمة الاحتلال وجرائمه”.
وفود عديدة امت بيت العائلة للتضامن معها في قضية اعتقال مجد وكان لسان حال الوالدين هذا هو الاحتلال ولا نستغرب ماذا يفعل وكانا يقابلان كافة الوفود بصبر ورباطة جاش وهو حال مجد عندما يتم عرض جسدها النحيل في قفص المحكمة حيث وصفتها والدتها بانها تتمتع بمعنويات عالية جدا رغم حالة الارهاق التي تلم بها من جراء تنقلها ما بين سجن تلموند في الوسط وبين محكمة عوفر قرب رام الله عبر البوسطة المعروفة بصعوبتها وبظروف النقل المرهقة.
اتصال ديما الواوي
كتب يوسف ليعبر عن مشاعره اتجاه اعتقال”الجميلة مجد” كما وصفها حيث قال في احدى المرات” إبنتي مجد جميلة الجميلات..فلسطينية القسمات والإنتماء..تملك قلبا لا يتسع بداخله إلا لحب فلسطين وشهداءها وأسراها وأحرارها”، كما كتب في منشور اخر وعندما جرى الافراج عن اصغر اسيرة في السجون ديما الواوي الاسبوع الماضي والتي اتصلت فيه لتطمئنه عن مجد يقول” وصلني صوتها عبر سماعة الهاتف وكأنها ملاك ينشد لحن الوفاء لمن تركتهن خلفها من إسيرات…فقالت مسا الخير عمو أنا ديما الواوي كنت في السجن عند بنتك مجد…تهديكم سلامتها وهي بصحة جيدة وضروري ان تبعثوا لها الاغراض التي تحتاجها بأي طريقه…فرحت وسعدت لسماع صوتها وكأنني أكلم إبنتي..شكرا لك من كل قلبي يا إبنتي”.
“جملة باي طريقة “توضح وتدلل مدى صعوبة التواصل مع مجد حتى في ارسال الاغراض التي تحتاج، وهي جملة تختصر كل المعانيات التي يواجهها الاسرى والاسيرات داخل تلك الاكياس الحجرية وهو الوصف الذي يصفه الاسرى في بيانتهم الرسمية لدى اصدارها لوصف كيفية العيش فيها”.
كل التقديرات تشير الى ان مجد سوف تكون في منزلها بالتاكيد وتأمل العائلة ان يفرج عنها في جلسة المحكمة الوشيكة”، ومع ذلك يؤكد يوسف انه بامكان انهاء قضية مجد ولكن القضية الاكبر في ملاحقة الشعب الفلسطيني ليس لها افقا حتى الان”.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles