نجيب فراج – تواجه جمعية الرواد للثقافة والفنون ومقرها مخيم عايدة والتي تعني بشؤون الطفل وتنمية قدراته الظروف الصعبة الناتجة عن الاحتلال الاسرائيلي وممارساته منذ احتلال فلسطين وحدوث النكبة الكبرى بتنفيذ برامج تعني بالاطفال واجراجهم من وزاقعهم وتعميق مواهبهم وتنميتها.
وبهذا الصدد يقول الدكتور عبد الفتاح ابو سرور مدير عام الجمعية انه في ظل السعي الدؤوب من قبل الإحتلال الإسرائيلي لإغتيال أحلام الطفولة في فلسطين بشتى الطرق والوسائل من خلال الاستهداف المباشر للطفل الفلسطيني في جميع مجالات الحياة الصحية والنفسية والتعليمية والاجتماعية, وفي ظل هاجس الخوف والقلق الذي يطارد أطفال فلسطين في كل مكان بسبب استهدافهم من قبل جيش الاحتلال , فإنهم يندفعون غالباً إلى اللعب داخل بيوتهم خوفاً من أن تحصد أرواحهم رصاصات الاحتلال الذي يغتال الطفولة والبراءة في وضح النهار, من بين هذا الركام تعمل الجمعية على دعم مواهب الأطفال والسعي دائما لتلبية احتياجاتهم وتوفير كل السبل والامكانيات لتعزيز وتنمية قدراتهم ومهاراتهم في شتى المجالات.
انتاج البرامج الفنية
وقال ان الجمعية تتيح البرامج الفنية والحرفية من اجل الاستفادة من الفنون والحرف وتطبيقها، فقد نظمت الجمعية العديد من تلك البرامج , وأتاحت الفرصة لأطفال مخيم عايدة لإكتساب وتعلم مهارات التصوير سواء الفوتوغرافية أو الفيديو عن طريق عقد العديد من اللقاءات والدورات التدريبية للأطفال وتدريبهم نظريا وعمليا على اسس التصوير وكيفية التقاط الصور، ومن ثم حثهم على انتاج بعض هذه الاعمال وعرضها امام المواطنين الذين يعجبون دائما بمثل هذا الانتاج لما يتميز من قدرات ولمسات فنية جميلة.
المخيم الشتوي
كما نظمت جمعية الرواد مخيما شتويا خلال العطلة المدرسية للأطفال لتعلم بعض المهارات الفنية التي ينفذها الشباب المختصون بنجارة الخشب وتنفيذ التصاميم والمجسمات الخشبية للألعاب, قال ان الهدف من تعريف وتعلّم الاطفال حول هذه المهنة، يتجسد في تطوير الإبداع والخيال مع زيادة القدرة على التنفيذ العلمي, وتعزيز المهارات والتدريب, وتعلّم الحرفية الميكانيكية, و تعزيز القيم الاجتماعية مثل الصبر والمثابرة ومساعدة بعضهم بعضاً, والتشجيع على العمل في شكل مستقل وتعزيز الوعي الذاتي, والأهم من ذلك كله تحقيق المتعة والاستفادة.
وقال ابو سرور ان تنمية القدرات والمهارات تشكل حاجة أساسية من حاجات الطفل ,لا تقل أهمية عن الحاجة إلى الصحة والغذاء المناسب و ليس جديداً القول أن تلك الورشات والدورات التي تنظمها جمعية الرواد لها أهمية خاصة في حياة الأطفال، وهي فترة البناء الجسدي والعقلي والنفسي لهم ، وهذا جانب مهم في تكوين شخصية الطفل بشكل متوازن وسليم. ويبقى الحلم يرواد جمعية الرواد في أن تنشئ جيلا يعتمد على نفسه ومهيئأ للإنخراط في الحياة العملية مع اشراقة جديدة للحياة ترسمها جمعية الرواد لهؤلاء الأطفال كل يوم.
مسرحية “الحرب”
ومن بين الاعمال المسرحية البارزة التي انتجها مركز رواد مسرحية ‘حرب’ التي عرضت على خشبة مسرح المركز وقد حاكت الواقع المرير للحياة في قطاع غزة، جراء انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي لحقوق الإنسان اثناء الحرب الأخيرة على غزة .
وتشابكت أحداث المسرحية فيما بينها، ناسجة عمل مسرحى يحاكى الواقع المرير الذى تعيشه الأسر الفلسطينية في غزة بتناقضاتها، فانتقلت بسلاسة من بين الاوراق والمعاجم إلى ترجمة حقيقية لمعنى كلمة حرب من خلال تجسيد أثرها في نفوس الأطفال الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم خلال الحرب وللطلبة الذي حرموا من تحقيق أحلامهم وفرحتهم بنتائج الثانوية العامة .
ولامست مسرحية الآلم الذي وسمه الإحتلال على قلوب الفلسطينيين في كل مكان في ظل خذلان العرب للقضية الفلسطينية وعدم مناصرتهم لها وأظهرت عدم إكتراثهم بالمجازر التي ارتكبها الإحتلال في غزة .
واستطاع مخرج وكاتب العمل المسرحي عيسى مصطفى ، تعرية جملة الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، من خلال قدرته على تجسيد نموذج مصغر لواقع الأحداث في غزة حيث تناول العمل المسرحي انتهاكات الكرامة الإنسانية وبشاعة الحرب التي مسحت عائلات باكملها من السجلات المدنية وحولت غزة الى مقبرة أرقام .
الفكرة الخطرة
اما التجرية العملية تمثلت ايضا بانشاء مشغل للنجارة والاعمال اليدوية اسسته الجمعية ويتم فيه تصنيع الالعاب الخشبية والمستلزمات الخشبية الاخرى التي تحتاجها المؤسسة لتنفيذ برامجها ، حيث قام الأطفال المشاركين في المخيم الشتوي الذي تنفذه جمعية الرواد خلال العطلة المدرسية للاطفال بزيارة المشغل وتعلم بعض المهارات الفنية التي ينفذها الشباب المختصون بنجارة الخشب وتنفيذ التصاميم والمجسمات الخشبية للالعاب .
وقال قائمون على الفكرة انها كانت تبدو خطرة إلى حد ما، فمن منا يمكن أن يتخيّل طفلاً في يده منشار يقص به الخشب، أو طفلة تدق مسماراً بكل عزمها منجزة بذلك مهمة يخشاها أحياناً البالغون، مشيرين “انه ولا يبدو الأمر مختلفاً من ناحية الحماسة والقدرة على التعلّم بين فتاة أو فتى، فكلاهما يُظهران القدرة ذاتها على التعلّم والاكتساب، وإن كانت لدى الفتيات القدرة على الصبر والإعادة أكثر من الصبية، الذين يُظهرون شجاعة أكبر في إنجاز بعض المهمات.
↧
جمعية الرواد:اجيال صاعدة واشراقة جديدة للحياة
↧