نجيب فراج -استضاف معهد الأبحاث التطبيقية “أريج “ومركز أبحاث الأراضي ممثلي وقناصل الاتحاد الأوروبي والدول العربية المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لاطلاعهم على اخر المستجدات السياسية والأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وتقويض العملية السلمية. واستعرض د. جاد إسحق آخر المستجدات والتطورات على الساحة السياسية حيث تناولت المحاضرة عرضا للانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها اعتداءات المستوطنين التي طالت الاراضي والممتلكات الفلسطينية واماكن العبادة المسيحية والاسلامية حيث تصاعدت وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية بشتى انواعها وذلك مع اشتعال الهبة الجماهيرية في الاراضي الفلسطينية في أوائل شهر تشرين الاول من العام الماضي.
وتناول د. اسحق انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام 2015 بالأخص النصف الثاني من العام المنصرم. حيث باتت انتهاكات المستوطنين تشكل قلقا يوميا للمواطنين الفلسطينيين وخاصة أن هذه الاعتداءات لم تقتصر على الاراضي والممتلكات الفلسطينية فقط، بل امتدت الى ارتكاب اعتداءات دموية على المدنيين الفلسطينيين بذريعة دفع الثمن والانتقام. ومع غياب الردع الإسرائيلي لهجمات المستوطنين الهمجية وما تسمى بعصابات تدفيع الثمن، ازدادت هذه الاعتداءات عاما بعد عام وأصبح الامر مبعثا للقلق والخوف من أن تسيطر جماعات المستوطنين المتطرفة على زمام الامور وبالتالي تضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل فرض المزيد من الوقائع المريرة على الارض الفلسطينية المحتلة. هذا وانتقلت الاحتكاكات والمواجهات إلى داخل القرى الفلسطينية وعلى الطرقات وفي الاماكن المقدسة والمقامات الاثرية… الخ. كما أن مسلسل الاستخفاف الإسرائيلي بحقوق الفلسطينيين أصبح دافعا قويا للمستوطنين لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم والتي أصبحت تشكل عامل رعب في نفوس الفلسطينيين. حيث سجل معهد أريج 898 اعتداء تمت على أيدي جماعات المستوطنين في الفترة سابقة الذكر واستهدفت المواطنين الفلسطينيين والاراضي والممتلكات والثروة الحيوانية والزراعية وحتى المدنيين الفلسطينيين، والحقت خسائر فادحة على جميع الأصعدة ، وذلك بزيادة قدرها 20 % عن العام 2014 وبواقع 373 اعتداء اضافيا (42 %) منذ بداية الهبة الجماهيرية . و فيما يخص الاعتداءات اوضح د. اسحق أيضا بان 265 اعتداء حصلت على الاماكن الدينية والاثرية، اغلبها كانت بحق المسجد الاقصى المبارك في القدس. و فيما يخص الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة فقد بلغت 275 اعتداء، أما الاعتداء على الممتلكات والمنازل والسيارات وغيرها فقد وصلت الى 231 اعتداء.
كما عرض د. اسحق أيضا الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاراضي الفلسطينية واقتلاع الاشجار وهدم المنازل الفلسطينية خلال العام 2015، حيث تم اقتلاع 13,671 شجرة فلسطينية معظمها من أشجار الزيتون في الفترة السابقة الذكر في جميع المحافظات الفلسطينية سواء من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي أو على ايدي قطعان المستوطنين، كان معظمها في محافظة رام الله بواقع 5120 شجرة تم اقتلاعها في الفترة السابقة الذكر تليها محافظة الخليل بواقع 4150 شجرة تم اقتلاعها وتتبعها محافظة طوباس حيث تم اقتلاع 1500 شجرة.
ومن ناحية أخرى فقد سلط د. اسحق الضوء على الأوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة التي تم تسليمها للفلسطينيين خلال فترة العرض والتي جاءت في معظمها بذريعة “الدوافع الامنية” ناهيك عن تلك المتعلقة بما يسمى بأراضي الدولة ، حيث بلغ عدد الاوامر العسكرية التي صدرت خلال العام 2015، 464 امرا عسكريا، 356 منها صادر عن الادارة المدنية الاسرائيلية، 111 امر صدر عن بلدية القدس الاسرائيلية.
ففيما يتعلق بمصادرة الاراضي خلال العام الماضي فقد أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أوامر لمصادرة ما مجموعه 3870 دونما بالإضافة الى الاعلان عن اكثر من 1500 دونما من الاراضي الفلسطينية في الاغوار كأراضي دولة تمهيدا لاستغلالها لصالح المشاريع الاستيطانية والتوسعية.
كما أشار د. اسحق إلى العطاءات الاسرائيلية التي تم طرحها من قبل الجهات الرسمية الاسرائيلية ذات الاختصاص والتي فاقت بمجموعها 8970 وحدة استيطانية في 37 مستوطنة اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة (بما فيها القدس الشرقية) وتركزت في معظمها في مدينة القدس الشرقية ومحيطها أو ما يعرف اسرائيليا باسم “القدس الكبرى”.
هذا وقد عاود د. اسحق التذكير والتطرق للمخططات الاسرائيلية المستقبلية لبناء 47000 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية المقامة في الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة.
وأوضح د. اسحق أخر المستجدات فيما يتعلق بالجدار الفاصل في الاراضي الفلسطينية وتحدث عن اخر المستجدات لمقاطع الجدار في منطقة كريمزان في محافظة بيت لحم حيث اشار أيضا الى استئناف سلطات الاحتلال الاسرائيلي العمل في مقطع الجدار في محيط التجمع الاستيطاني غوش عتصيون الواقع غربي محافظة بيت لحم كما تطرق ايضا الى البدء في بناء الجدار الفاصل في مدينة بيت جالا وتحديدا في منطقة بير عونا .
وقد تحدث عن قرارات الاستملاك الصادرة عن وزير المالية الاسرائيلي والمتعلقة بمصادرة 102 دونم من اراضي بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور بالإضافة الى قرار الاستملاك ايضا الخمسة دونمات من اراضي قرية الولجة المنكوبة بالجدار والاستيطان.
هذا وقد استعرض التصاعد الملحوظ والمقلق لنشاط الجمعيات اليمينية الاستيطانية المتطرفة كجمعية “عطاريت كوهانيم” وغيرها والتي تعمل بشكل حثيث وممنهج من اجل الاستيلاء والسيطرة على منازل المواطنين الفلسطينيين خاصة تلك التي تتمتع بموقع استراتيجي ويخدم مصالحها الاستيطانية والتوسعية حيث سيطرة هذه الجمعيات على عدد من منازل الفلسطينيين وتحديدا في مدينتي القدس والخليل.
ومن ناحية أخرى فقد تم وضع الحضور في صورة اخر مستجدات المخططات الإسرائيلية الجديدة في منطقة شرق القدس ومخطط ترحيل التجمعات البدوية الفلسطينية المتواجدة في منطقة شرق القدس والمعروفة باسم E1 ومنطقة الاغوار الفلسطينية الى المدينة الجديدة التي أعلنت عنها اسرائيل شمال مدينة أريحا وعلى وجه الخصوص شمال قرية النويعمة الفلسطينية، “رامات نويعمة”، حيث تقدمت اسرائيل بتسعة مخططات هيكلية للقرية الجديدة السابقة الذكر تهدف الى نقل التجمعات البدوية الفلسطينية في منطقة شرق القدس ومنطقة الاغوار الفلسطينية الى تلك القرية
وتم الإشارة إلى أنه وفي حين اسرائيل تسارع الخطى بتهويد الضفة الغربية المحتلة من خلال مخططاتها الاستيطانية والتوسعية تقوم ايضا بتهديد المنازل الفلسطينية بالهدم بذريعة البناء غير المرخص وغيرها من الذرائع الواهية، اذ انه وخلال العام 2015، قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم 281 منزلا و194 منشأة في مختلف انحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.
هذا وقد وضح د. جاد للحضور عملية الهدم الاخيرة للمضارب البدوية الفلسطينية في منطقة مسافر يطا جنوبي محافظة الخليل و تحديدا في التجمعين البدويين جنبا وحلاوة حيث هدمت جرافات الاحتلال قبل ايام قلية 23 منشاة سكنية وحيوانية وايضا عدد من الخلايا الشمسية والتي قام معهد الابحاث التطبيقية بنصبها وتوزيعها في التجمعين المذكورين.
هذا وقد ركز الدكتور جاد اسحق على التصاعد الخطير والمُمنهج في سياسات الاغلاق والحد من حرية التنقل والحركة والتي تفرضها سلطات الاحتلال بشكل يومي على السكان الفلسطينيين حيث اوضح للحضور الزيادة المضطردة في عدد الحواجز والعوائق التي قامت إسرائيل بنصبها على مداخل القرى والتجمعات والبلدات الفلسطينية حيث وصل عدد هذه العوائق الى 607 بزيادة قدرها 18 % بعد ان كانت 514 حاجزا قبل اندلاع الهبة الجماهيرية.
وفي ختام العرض تحدث د. اسحق عن الخطوات الاسرائيلية الأحادية الجانب التي ترمي إلى تنفيذ المشاريع الاستيطانية المختلفة في الأراضي الفلسطينية والمناورات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية التي تهدف في مضمونها الى الحسم الجيوسياسي على الارض وذلك بالانقضاض المبرمج على الاراضي الفلسطينية خاصة تلك التي تقع ما بين المستوطنات والبؤر و في المناطق الاستراتيجية وفي مناطق الممرات والتي تزيد إسرائيل من وتيرة عملياتها الاستيطانية في هذه المناطق الحساسة و ذلك بالتوازي مع المراوغة والتضليل في موضوع المفاوضات لحين انهائها مخطط العزل الذي تنتهجه من خلال اقامة الجدار الفاصل وفرض وقائع على الارض وضم التجمعات الاستيطانية الكبرى وراء الجانب الاسرائيلي من الجدار.
هذا وحذر الدكتور جاد من خطورة استغلال دولة الاحتلال الاسرائيلي للأحداث الجماهيرية والميدانية الحالية وتجييرها لصالح التسريع والانتهاء من مخططاتها الاحتلالية والتوسعية وذلك بدواعي جلب الامن ومنع ما يسمى بالهجمات على مواطنيها حيث تسعى اسرائيل حاليا الى الانتهاء من عملية بناء الجدار الفاصل وعزل بعض احياء مدينة القدس و وفرض تدابير ميدانية وعسكرية على الارض وذلك خدمة لدواعيها الامنية المزعومة.
هذا وقد أعاد الدكتور إسحق التأكيد على ما تمثله المستوطنات والبؤر الاستيطانية الاسرائيلية من عثرة كبرى في طريق العملية السلمية الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وهذا بدوره يؤكد على تمادي الاحتلال في انتهاك حقوق الفلسطينيين والذي يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية الضامنة لحقوق وحريات الشعوب الخاضعة للاحتلال العسكري والتي بالمحصلة النهائية ستقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستدامة ذات سيادة وقابلة للحياة.
↧
الانتهاكات الاسرائيلية الخطيرة عنوان اللقاء مع ممثلي الدول الاجنبية
↧