الشهيد سرور ابو سرور سقط في بيت جالا وظل يحلم بالعودة الى بيت نتيف

نجيب فراج – وقف الشيخ احمد ابراهيم ابو سرور والد الشهيد سرور الذي سقط برصاص الاحتلال الاسرائيلي عصر اليوم في مواجهات مدينة بيت جالا على مدخل المستشفى حيث كان نجله قد لفظ انفاسه الاخيرة جراء الرصاصة التي اخترقت صدره متماسكا حيث كان يتحدث عبر الهاتف النقال ليؤكد لمحدثه بان خبر الاستشهاد صحيحا، وقال وبشكل حاسم “نحتسبه عند الله شهيدا”، مؤكدا ان نجله سرور ارتقى شهيدا على مذبح القضية الوطنية الفلسطينية كغيره من الاف الشهداء، واكد ان سرور شاب في مقتبل العمر وهو طالب جامعي في جامعة القدس المفتوحه مجتهد في دروسه مكد وملتصق تماما بقضيته الوطنية.
الشيخ ابو سرور من الشخصيات المعروفة بمحافظة بيت لحم حيث كان اسيرا لدى قوات الاحتلال وامضى في سجونها نحو 15 عاما بتهمة انتمائه لحركة فتح والمشاركة في مقاومة الاحتلال وقد اطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الاسرى الشهيرة التي تمت في العام 1985 بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة واسرائيل وهو متقاعد عسكري شغل في هيئة التوجيه السياسي بمحافظة بيت لحم.
العديد من المواطنين الذين هرعوا الى المستشفى الحكومي في بيت جالا لحظة انتشار خبر استشهاد سرور اعربوا عن مدى اعجابهم لرباطة الجأش التي تحلى بها الوالد حيث قال ابراهيم مزهر متماسك يمثل المناضل الحقيقي الذي خاض تجربة عريقة في داخل السجن وينتمي انتماءا حقيقا لوطنه وقضية شعبه وهو حريص دوما على وحدة الشعب ومن الرجالات المعروفة على سعيد المحافظة وهو من رجالات الاصلاح العشائري، وقال ان استشهاد نجله سحابة اليوم برصاص الاحتلال جعله اكثر تمسكا بضرورة ان يرحل الاحتلال عن ارضنا كي نستطيع ان نعيش بهدوء وامن واستقرار، فلا حياة مع هذا الاحتلال.
الشهيد سرور كان وحينما سقط شهيد قد عاد لتوه من جامعة القدس المفتوحة التي يقع مقرها في مدينة بيت جالا حيث استكمل كافة متطلبات التسجيل للفصل الدراسي الثاني فجوبه بالرصاصة الاحتلالية التي وضعت حدا لحياته ، وقد ادت عملية الاستشهاد الى غضب كبير في صفوف المواطنين فاندلعت المواجهات العنيفة كما خرج مئات الشبان مساء اليوم في مسيرة عفوية في شوارع مخيم عايدة وهي تهتف بحياة الشهيد وتطالب بضرورة الانتقام لدمائه ولكافة الشهداء كما طالب الشبان الغاضبون بضرورة وقف التنسيق الامني.
الشاب معاذ تيم وهو صديق للشهيد قال وعيناه تدمع ” لقد فقدت اليوم خير اخ وخير صديق ، وهاهو يتركني لوحدي لا يمكنني ان اتصور الحياة بدونه ، لقد كان من الشبان الذين يملكون طموحا كبيرا وكان منفتح على الحياة ومقبل عليها، كان دائما يحلم بحق العودة الى ارض الاباء والاجداد الى قريته الاصلية بيت نتيف، رغم انه لم يلد بها ولم يعش فيها وحتى لم تكتحل عيناه بهذه القرية التي تقع شمال غربي محافظة الخليل وتبعد 20 كم عن مركزها، وتم تهجير سكانها منها في شهر تشرين الثاني من عام 1948 ضمن عملية يوعاف التي نفذها الجنود الاسرائيليين”. وكان الشهيد سرور يتحدث عن قريته لاصدقائه دوما وهو يعرف التفاصيل عنها سواءا من ما قراه اوما سمعه من والده واجداده حيث يذكر دائما بان قريته التي يصفها بانها جميلة تشتهر بزراعة بالعنب والرمان والتين وتحتوي على العديد من المواقع الأثرية وكانت تعد من أكبر قرى شمال الخليل”.
رئيس بلدية تقوع حاتم صباح وهومحاضر في الجامعة كتب على حسابه في التواصل الاجتماعي يقول” الشهيد سرور احمد ابراهيم ابو سرور،،دبلوم المهارات الإدارية / جامعة القدس المفتوحة،، استحق شهادة اكبر بكثير ،، وتخرج قبل الجميع،، عرفتك طالبا يافعا ومرحا والسرور على محياك الجميل دائما،، الرحمة لروحك الطاهرة والجنة مثواك ان شاء الله”
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
واعلنت القوى الوطنية والمؤسسات المختلفة وبعد تشييع الجثمان اليوم الاربعاء عن فتح بيت العزاء في محيط منطقة”مفتاح حق العودة” بمخيم عايدة حيث يقام مفتاح كبيرا من الحديد على مدخله كرمز للتمسك بحق العودة وهذا ما تسك به الشهيد سرور واقرانه من مئات الشبان في المخيم
الادارة