Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

الشهيد سمير القنطار فلسطيني الهوى وقومي الانتماء

$
0
0

thumb.php نجيب فراج – لم يكن الاسير المحرر الشهيد اللبناني سمير قنطار لينتمي الى لبنان موطنه الاصلي وحسب بل يعتبره ابناء الشعب الفلسطيني ابنا لفلسطين وهو الذي ناضل من اجل حريتها ومكث في سجون اسرائيل نحو 30 عاما.
وكان القنطار البالغ من العمر 53 سنة قد اغتيل من قبل الصورايخ الاسرائيلية الليلة الماضية التي استهدفته في عمارة سكنية ببلدة جرمانا في ريف العاصمة السورية دمشق منطقلة وحسب وسائل اعلام مختلفة من قاعدة عسكرية قرب طبريا.
لقد عاش القنطار نحو 30 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي بين الاسرى الفلسطينيين متنقلا بين عدد من هذه السجون قبل ان يطلق سراحه في عام 2008 ضمن صفقة تبادل اسرى وجثث بين اسرائيل وحزب الله اللبناني، وابدى خلال هذه الفترة الطويلة من العقود الثلاث مواقفا مميزة في دعم القضية الوطنية الفلسطينية في كافة مراحل تطورها وحقب نضالاتها وكان حسب الكثير من الاسرى يبدى حرارة لا يمكن وصفها على مدى انتمائه للقضية الفلسطينية التي يعتبرها قضية العرب الاولى ، فكان فلسطينيا بامتياز ليس فقط لانه ينتمي الى قضية فلسطين معنويا وعاطفيا بل حتى ان لهجته اصبحت فلسطينية بعدما تاثر من رفاقه واخوته في السجون.
القنطار الذي نفذ عملية ضد اهداف اسرائيلية من خلال خلية فدائية تابعة لجبهة التحرير الفلسطينية التي اسسها عبد الرحيم احمد وابو العباس ويتراس حاليا جناحها في فلسطين واصل ابو يوسف وجناحها في الخارج علي اسحق بعد ان انشق عنها، وقتل في العملية ستة من الاسرائيليين واستشهد اثنين من المنفذين واصيب القنطار بجراح ومن ثم تم اسره ليحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات ، وبما ان عائلته تقطن في لبنان ولم يستطع أي فرد منها زيارته طيلة هذه المدة، كان الاسرى الفلسطينيين يكلفون امهاتهم كي يقمن بزيارة اسرى قادمون عبر الحدود او ما كان يعرف في حينه “اسرى الدوريات” وبالفعل فقد التزمت والدة الاسير جبر وشاح من قطاع غزة حيث كلفها نجلها حينها بزيارة سمير بهذه الزيارة في كل مرة على مدى عقود طويلة وحتى بعد الافراج عن نجلها ظلت ملتزمة بالزيارة الى ان افرج عن قنطار فنمت علاقة وثيقة بين الوالدة الطاعنة في السن الان وبين سمير القنطار الذي اصبح يطلق عليها والدته الثانية لدرجة انه وحينما اطلق سراحه اوصى بقدومها اليه في لبنان كي يشاهدها بدون قيود واسلاك شائكة وبالفعل خرجت عبرمعبر رفح حيث كان المعبر في ذلك الوقت اقل اغلاقا من اليوم وذهبت الوالدة الفلسطينة ومكثت عنده الاسبوعين في لقاء حميم لا يمكن وصفه حتى بحسب الصور واشرطة الفيديو اذ قابلته واحتضنته كابن لها بحسب ما قاله جبر وشاح، وقد تعرفت على والدته وعلى بقية افراد العائلة الذين لم تتوقف السنتهم عن شكرها وامتنانهم لها على وقفتها معه خلال كل تلك الفترة.
الوالدة ام جبر الان طاعنة في السن وتعاني من مرض الشيخوخة، وعلم انه حينما اعلن عن اغتيال سمير فضل ابنائها وافراد عائلتها ان يخفوا الخبر عنها وذلك قلقا على حياتها وخوفا من ان يصدمها الخبر المفجع، فيبداية الامر وفيما بعد جرى اخبارها بالحدث لتنهمردومعها بكثافة وتبكيه بحرقة
نسج سمير علاقات عديدة مع الاسرى بكافة مشاربهم وانتمائهم وافكارهم ونشبت علاقة قوية بينه وبين مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح واحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية وقد سربت العديد من الصور التي تجمعهم الثلاثة اثناء وجودهم في سجن هداريم الاسرائيلي، وقد اعرب البرغوثي عن حزنه الشديد على عملية الاغتيال واصفا الشهيد وحسب مصادر حقوقية بانه رفيق درب وصديق عمر افنى حياته من اجل القضية الفلسطينية، كما اعرب سعدات ايضا عن حزنه الشديد على هذا الفققدان وعلم ان ابناء الحركة الاسيرة بدأوا يتقبلون العزاء في استشهاد سمير داخل السجون، حيث اكد العديد من الاسرى بانه سمير ساهم ايضا في بناء وتمتين وتصليب الحركة الوطنية الاسيرة.
هذا وقد نعته العديد من المؤسسات الحقوقية والفصائل الفلسطينية ومن بين من اصدر بيانات الشجب والاستنكار نادي الاسير الفلسطيني وهيئة شؤون الاسرى وحركة فتح والجبهة الشعبية وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة الديمقراطية وحركة الجهاد الاسلامي حيث وصفوا المناضل الشهيد القنطار بانه مناضل صلب ورجل شجاع من اجل الحرية ومن اجل قضية شعبنا.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles