Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

ام عمر.. والدة الاسرى الستة والمعاناة المستمرة

$
0
0

1476879_786618348022007_60640435_nنجيب فراج -ورحلت الحاجة اميرة احمد عبد النبي صلاح “78 سنة” من سكان بلدة الخضر لتلاقي وجه ربها بعد حياة  مليئة  بالتضحية والعطاء والاخلاص من دون تذمر او ملل ، فهي الحاجة التي وقفت مع ابنائها الستة وجميعهم اعتقلوا في السجون الاسرائيلية بدون استثناء ، اربعة منهم تصادف وجودهم في المعتقلات الاسرائيلية  في ان واحد، فتنتقل من سجن الى اخر بداءا من سجن الخليل قبل مجيء السلطة الفلسطينية ومرورا في سجن جنيد ومجدو والنقب وريمون وايشل والدامون وبئر السبع وعسقلان  وانتهاء بسجن نفحة، وهي متاكدة بان السجن لا يغلق ابوابه على احد بحسب ما كانت تقوله لاقرانها من اهالي الاسرى الذين  كانوا يرافقونها في رحلة العذاب الطويلة التي لا تنتهي.
فقد شيعت جماهير غفيرة في بلدة الخضر الحاجة ام عمر يوم امس ، ورغم الاحوال الجوية السائدة التي تمثلت بهطول الامطار والثلوج بكثافة وكانت لبلدة الخضر نصيب كبير من هذه الثلوج الا ان الاهالي خرجوا عن بكرة ابيهم ليشاركوا في تشييع هذه الام الصابرة كما لهجت الالسن، حيث تبادل المشيعون اطراف الحديث عن هذه الحاجة التي ضرب الامثال بها في الصمود والتحدي ومدى وقوفها خلف ابنائها الاسرى وكانت دائما تقول اينما ذهبوا ابنائي فسأذهب خلفهم.
هذا وقد نعت القوى والمؤسسات والفعاليات في البلدة الوالدة ام عمر” التي ناضلت بطريقتها  الخاصة من اجل فلسطين وعروبتها وكرامة شعبها ، فلم يخلو سجن احتلالي الا وزارته، ولم تدع اعتصام للاسرى امام الصليب الاحمر الا وذهبت اليه للتضامن مع الاسرى، هكذا كانت ام عمر وهكذا بقيت”، بحسب ما جاء على لسان نصوص النعي.
الحاجة ام عمر انجبت ستة ابناء وجميعهم دخلوا السجون الاسرائيلية بتهمة  المشاركة في مقاومة الاحتلال فقد اعتقل نجلها الاكبر عمر في العام 1985  وكان عمره 16 سنة   وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة خمس سنوات،  فيما اعتقل نجلها  احمد صلاح لمدة ثماني سنوات في العام  1988  وكان عمره 15 عاما ، واعتقل نجلها نبيل لمدة سنة ونصف السنة في العام 1990، واعتقل محمد في العام 1991 لمدة ثلاث سنوات، فيما اعتقل  نجلها عماد في العام 1998 لمدة عامين، اما الابن السادس فهو اشرف والذي كان يبلغ عمره 24 فاعتقل في العام 2003 لمدة ثماني سنوات وقد اطلق سراحه قبل نحو العامين، لتبقى طوال هذه السنين الممتدة تتنقل بين سجن واخر لوحدها على اعتبار ان زوجها الذي توفاه الله في العام 2000 لم  يتمكن من زيارة انجالها لمرضه حيث لا يذكرون هؤلاء الابناء انه زارهم الا قليل من المرات، اما الوالدة فكانت تواظب على الزيارة بدون انقطاع وكانها دوام رسمي لتلميذ مدرسة لا يغيب عن مدرسته  بحسب وصف عدد من امهات الاسرى اللواتي واكبنها على مدى هذه السنين  بزيارة ابنائهن .
كانت دائما الدعاء لابنائها لانهم ببساطة عرفوها على فلسطين ومدنها من خلال تجوالها في السجون فشاهدت حيفا وبئر السبع وعسقلان ورام الله ونابلس ولولا اعتقالهم لما تمكنت من ذلك ، هذا ان دل على شيء بحسب نجلها احمد صلاح وهو الذي يشغل منسق لجنة مواجهة الاستيطان والجدار في البلدة فانما يدل على مدى عدم تذمرها او غضبها من ابنائها فكانت دائما تشيد بهم وبنضالاتهم وتفتخر بها، ويضيف صلاح” لقد كانت دائمة التواجد في مقرات الصليب الاحمر للتضامن مع الاسرى وحينما خرج اشرف من السجن قبل عامين كان اخر اعتقال ولكنها كانت دائما تتابع اوضاع الاسرى وحينما اضرب خضر عدنان الاسير الذي فجر اضرابات الاسرى الفردية ظلت تتابعه وتدعوا الله  له بالانتصار وكانت  تشعر مع امه عن بعد رغم عدم معرفتها بها، ويضيف”لقد كانت والدتي رحمها الله بمثابة البوصلة التي تشحننا بالقوة وبالمعنويات العالية ، فالضحكة عند احلك الظروف لا تفارق محياها، والكلمة الجميلة  التي تطلقها اثناء الزيارات لا تغيب على شاكلة  الله معكم، كونوا اقوياء ، توحدوا وانتبهوا لبعضكم البعض ، انها وصايا مقدسة من ام عرفت قيمة ابنائها المناضلين”.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Latest Images

Trending Articles



Latest Images