Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

قصة عائلة خلال ثلاثة عقود من المعاناة توجت باستشهاد معتز في زمن السلام المزعوم

$
0
0

9998634874نجيب فراج -عاد معتز زواهرة من المانيا حيث كان هناك في جولة دامت لثلاثة اشهر في زيارة لاحدى قريباته على عجل قبل نحو ثلاثة اسابيع حينما كان شقيقه الاسير غسان المعتقل اداريا منذ سنة ونصف مضربا عن الطعام لمدة اربعين يوما وذلك من اجل مواكبة اضراب شقيقه وذلك تحبا لاي حدوث أي مكروه له وليكون بين افراد عائلته في هذا الطرف العصيب وكان يقول لاصدقائه انه قطع زيارته خوفا على ان يستشهد غسان وهو في الغربة ولكن لم يكن ليعرف انه جاء لمواجهة مصيره حيث وضعت رصاصة احتلالية حدا لحياته حينما اطلق جنديا اسرائيليا رصاصة من نوع دمدم اصابته في ظهره واستقرت في صدره خلال المواجهات التي يشهدها محيط شمال مدينة بيت لحم ما ادى الى استشهاده.
وشيع جثمان معتز ظهر اليوم في موكب جنائزي مهيب شارك فيه عشرات الالاف من المواطنين اذ انطلق موكب التشييع من مخيم الدهيشة حيث تقطن عائلته باتجاه مقبرة الشهداء في قرية ارطاس المجاورة وسط غضب كبير ودموع لم تتوقف من قبل المشيعيين استنكارا لهذه الجريمة التي وصفها الكثير بانها اعدام ميداني لا سيما وان معتز كان يدير ظهرة للجنود وكذلك نظرا لما يتمتع من من صفات واخلاق لكل من عرفه فكان هذا الشاب اليافع البالغ من العمر 27 عاما متوقد الذهن عالي الانتماء لقضيته ونظرا للوعي الكبير الذي يتمع به فهو احد الشبان النشطاء في المجالي الاجتماعي والتطوعي وكان مشاركا في العديد من المؤسسات الحقوقية التي تنفذ برامج ترفيهية وتثقيفية للاطفال وهو رياضي وكان عضوا في المنتخب الوطني للشباب ولعب في عدة فرق رياضية لكرة القدم من بينها فريق ابداع الرياضي وفريق نادي ارثوذكسي بيت جالا، وفريقي العبيدية وابو ديس.
وفوق كل ذلك فانه ينتمي لعائلة مناضلة اذ اعتقل والده ابراهيم لنحو تسع سنوات في سجون الاحتلال كذلك فقد اعتقل شقيقه غسان لاكثر من 12 عاما بينها خمس سنوات بالاعتقال الاداري ولا زال كما اعتقل شقيقه محمد الاصغر منه لمدة خمس سنوات وشقيقه حمدان لمدة سنة وكذلك شقيقه احمد، ولهذا كله كان الموقف دامعا بامتياز.
اثناء فترة اضراب شقيقه عن الطعام مع خمسة اخرين من زملائه نصبت خيمة اعتصام امام صرح الشهيد في مخيم الدهيشة حيث ظل الوالد والوالدة نجية وكذلك الابناء معتصمون على مدار اربعين يوما وكان بالتأكيد معتز لم يفارق هذه الخيمة وحينما اعلن عن فك الاضراب بعد خضوع ادارة السجون لمطالب هؤلاء الاسرى وقف معتز على طرف الطريق في شارع القدس / الخليل يوزع الحلوى على السيارات المارة وذلك من قبيل الفرح على الانتصار كما قال للمواطنين والمواطنات الذين وقفوا ليستفسروا عن سبب هذه الحلوى وكان المواطنون يردون بطبيعة الحال الف مبروك، فهذه اللفتات كما تقول مريم اسماعيل من الخضر عبر حسابها على الفيس بوك وهي ناشطة سياسية جعلتها ان لا تنسى الموقف وحينما علمت عن استشهاده خطت هذه الكلمات بحزن شديد حيث لم تكن تعرفه ولدى مشاهدتها لصورته فجعت بخبر الاستشهاد.
كان الكثير من المواطنين من الاصدقاء والاقارب  والاحبة للشهيد معتز  وعائلته حاملون  هم كيفية ان يدري شقيقه غسان عن خبر الاستشهاد وهو داخل السجن، وحسب عدد من اصدقائه اكدوا بانه احد الشبان الذين يواجهون المصير برباطة جأش وعزيمة لا تلين وهو قادر على ان يواجه هذا الخبر المؤلم بحسب خاله ناجي عودة.
هكذا عرف معتز لدى كل من تعامل معه ولم يكن أي مرء ان ينساه لانه بشخصيته يحتل مكان في العقل والوجدان والضمير فكيف حينما يستشهد كما قال صديقه منصر ابو جبل واضاف” لقد فجعنا بهذا الرحيل ولكنه أي رحيل انه الى الخلود وسيبقى معتز في الوجدان وهاهو يعمد بدمائه الزكية ارض فلسطين الطاهرة”.
وكان والد الشهيد معتز وهو يودع نجله قد قال كلمات تركت اثرها على كافة المستمعين اليها حيث قال “ان كل مصيبة تقع لنا اهون من مصيبة ان يدنس الاقصى اويهان فارواحنا بالتاكيد رخيصة دفاعا عن الاقصى وعروبة فلسطين، وجدنا هنا كي نواجه مصيرنا وندافع عن ارض الوطن ولازالة أي ظلم يقع علينا ولا يمكن لاحد ان يدافع عن فلسطين الا شعبها، ففخري بك كبير يا ابني يا مهجة قلبي”.
ودعت فلسطين شهيدا اخر ولسان حال المشيعين وهم يقولون هذه المراسم تليق بالشهيد عريس فلسطين ، كان ينوي  ان يحتفل بخطوبته في الشهر القادم “انه يزف اليوم الى تراب فلسطين الغالي”.

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles