Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

جماهير العمال غير مبالية بالاول من ايار وهمها ايجاد لقمة العيش بكرامة

$
0
0

20150501_072740نجيب فراج -لا يبالي الحشود الكبيرة من ابناء الطبقة العاملة الفلسطينية وخاصة الذين يعملون داخل مناطق الخط الاخضر في الشركات والمعامل والورش الاسرائيلية بعيد العمال العالمي، بل كل همهم كيف يتمكنون من عبور الترسانة الحديدية الضخمة التي وضعتها دولة اسرائيل عند مناطق التماس المختلفة في الضفة الغربية ، ليصلوا الى اماكن عملهم في المواعيد المحددة، وكثير من الايام لا يتمكنون بفعل اجراء الجنود عند هذه النقاط او الحواجز او المعابر.
لقد تواجدت  منذ الساعة السادسة صباحا اليوم الجمعة الذي يصادف الاول من ايار عند معبر بيت لحم الشمالي الذي يصل بيت لحم 20150501_073923بتوأمها القدس، وهو معبر هام ومركزي يعبر من خلاله الاف العمال يوميا اولئك القادمون من محافظتي بيت لحم والقدس، ولقد انتقد الكثير من العمال مجئينا في الساعة السادسة على اعتبار انه متاخر وان الاكتظاظ الحقيقي هو عند الرابعة فجرا حيث يتجمع العمال هناك لياخذوا دورهم في التفتيش ولكي يضمنوا الوصول الى المواعيد المحددة.
العامل مراد ابو علي وهو في ريعان الشباب وحينما سئل عن رايه بعيد العمال كان قد تنساه مستدركا بالقول”اه اليوم عيد العمال” واضاف بان هذا اليوم لا يهمه وبالنسبة له العطلة الاسبوعية هي السبت واضاف وهو يعبر نفق حديدي ليوصله الى مكان نقطة 11212219_830880566961736_1954719515_nالجنود لتفتيشه بانه لو عطل هذا اليوم فانه سيفقد اجرته، فلا احد يمكن ان يعوضه.
وهذا ما قاله العامل احمد موسى الاعرج من سكان قرية الولجة الى الجنوب الغربي من بيت لحم والذي يعمل في حقل الزراعة باحدى الفيلات الكبيرة في القدس المحتلة واضاف في حديث لمراسل”القدس”دوت كوم انه يتذكر عيد العمال ويعرف عنه بعض الشيء، وقال ولكن في هذا العالم الذي لا يعرف غير لغة العمل كي نستطيع ان نعيش فيجب علينا ان نكد ونتعب ونجتهد، مشيرا الى ان اجراءات الاحتلال الاسرائيلي على المعابر هي اجراءات تجويعية وتركيعية لا تهدف ابدا الى الى اذلال العمال
من جانبه قال العامل محمود فنون وهو في مقتبل العمر ويعمل كهربائيا باحدى الورش الاسرائيلية بالقدس المحتلة حيث كان يتجه نحو المعبر بخطى سريعة كسائر زملائه خوفا من التاخر بان عيد العمال لدى العمال في اسرائيل ليس عيدا واضاف انا مثلا متزوج ولدي ابنان فان عطلت في هذا اليوم فمن سيجل لنا خبزة العيش، مشيرا الى وجود الكثير من التقصير من نقابات العمال التي لا يتعدى دورها على الاستماع لمعاناتنا وفي احسن الاحول توثيقها، ولكن نحن وهم في مركب واحد ونخضع لاحتلال واحد .
اما العامل عطا محمود شحادة من سكان ارطاس ويبلغ من العمر 65 عاما ويعمل مزارعا او “بستنجي” حسب ما فضل ان يصف عمله فقد وصف وضع العمال الفلسطينيين داخل مناطق الخط الاخضر انها مزريه وصعبه ومريرة فجنود الاحتلال يتعمدون تطبيق اجراءات مذلة بحقهم، وضرب مثلا على ذلك يوم امس الخميس حينما كان نحو الفي عامل يهمون بالدخول الى المعبر وجميعهم لديهم تصاريح الدخول قام الجنود وبشكل مفاجيء باغلاق المدخل لاكثر من ساعتين وبدون اية اسباب ولربما ذلك لمزاجية الجنود، وحينها تجمهر عند المعبر وفي محيطه اكثر من اربعة الاف عامل في اجواء متوترة للغاية، وما كانت النتيجة الا ان يعود اغلبهم الى منازلهم جراء تلك الممارسة.
وهذا ما قاله ايضا سائق لاحدى المركبات العمومية الذي ينقل عمالا ما بين يطا وعبر بيت لحم مشيرا الى ان الازمة كبيرة جدا وان معاناة العمال لا يمكن وصفها فما ان يحصل العامل على تصريح للدخول الى اسرائيل الا ويكون قد نشف ريقه ويكلفه في الشهر 2500 شيكل وعندما يحصل العامل على 6000 شيكل تقريبا شهريا فما الذي سيتبقى له بعد ثمن التصريح وبعد المواصلات والاكل والعطل طبعا الشيء القليل.
ومعاناة العمال في اسرائيل لم تتوقف عند هذا الحد فالذين يمنعون من الحصول على التصاريح اضعاف اولئك، وبالتالي معاناتهم اكبر بكثير منهم فهم يضطرون الى سلوك طرق التفافية وعرة وطويلة للوصول الى اماكن عملهم دون تصاريح وهي طريقة خطرة للغاية وغالبا ما يتعرضون للملاحقة من قبل قوات الاحتلال الذين ينصبون لهم الكمائن ويطلقون عليهم النيران وليس ذلك وحسب فان العامل يدفع مبالغ طائلة لسائقين ينقلونهم داخل مناطق الخط الاخضر ويحولون المركبات الى علب ساردين وهي معاناة بحد ذاتها وايحانا يتم ملاحقة هذه المركبات الغير شرعية بعرف الشرطة الاسرائيلية الامر الذي يؤدب الى انقلاب بعضها لتكون المخاسر والضحايا من العمال كبيرة.
النقابي محمد العطاونة عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات عمال فلسطين وسكرتير دائرة الاعلام في الاتحاد والذي يتابع اوضاع المعابر عن كثب وفي كل تفاصيلها قال “ وهو يصف معبر ترقوميا بالقول انا اطلقت عليه حاجز الموت، لما يمر به العمال من اجراءات يصعب على المرء مهما بلغت طلاقة لسانه ان يصفها ، حيث يضطر العامل ان ياتي عند الساعة الواحدة من فجر يومه الى الحاجز كي يتمكن من الولوج عبره الى مكان عمله داخل مناطق الخط الاخضر في الموعد المحدد لبدء العمل وهي ما بين السادسة والنصف والسابعة صياحا، وهؤلاء العمال الذين ياتون في هذه الساعة المبكرة جدا يخرجون من مناطق بيت لحم ومناطق شمال الخليل كبيت امر وحلحول والعروب على اعتبار انها مناطق بعيدة، اما العمال الذين ياتون من المناطق الاقرب للمعبر والقاطنين في المناطق الغربية من الخليل فهم يحضرون بعد ذلك بساعة”، “انها طريق الالام ، حيث يخضع العامل لثلاث مراحل من التفتيش تستغرق ما بين 28 دقيقة وما بين 54 دقيقة وهذا يجعل الاف العمال ربما يصل عددهم الى ثمانية ان يتكدسوا في خارج المعبر لانتظار دورهم، اما المراحل التي يمر بها العمال فالمرحلة الاولى يمر عبر 200 متر من حاجز حديدي وهنا يخضع للتفتيش الالكتروني السريع، اما المرحلة الثانية هو فحص تصريح الدخول وبطاقة الهوية اما التفتيش الثالث فهو تفتيش يدوي في مختلف انحاء الجسد”، ويقول عطاونة انه ليس بالضرورة ان يكون العامل محظوظا حينما يقرر الجندي الطلب منه بخلع ملابسه ويجري ذلك بشكل يومي على اعبتار انها خاضعة لمزاج الجنود، الذين يمارسون دوما اجراءات عنصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، اما عند العودة فاجراءات التفتيش تكون اقل بكثير ليصل العامل الى بيته ما بين الساعة الخامسة والسابعة حسب موقع منزله واجراءات الجيش في ذلك اليوم، المهم في الموضوع ان العمال ما ان يتناولوا عشائهم ويرتاحون بعض الوقت القصير جدا مع عائلاتهم ليبدأون بالتحضير لليوم الثاني من العمل الذي لا تفصلهم سوى خمس الى ست ساعات، وهذا يعنى اولا ان علاقتهم الاسرية سطحية وعلاقاتهم الاجتماعية قريبة من الصفر”.
واشار الى ان العديد من العمال يتعرضون للاصابة اثناء الازدحام والتدافع كما حصل مع العامل كايد عبد الرحيم بروييش من بلدة بيت كاحل مشيرا الى ان اتحاد العمال يتابع عن كثب ويستمع الىشهادات العمال بدقة شديدة ويحضر التقارير المتوالية ويرفعها لمنظمة العمل الدولية والتي تقع في اطار مسوؤلياتها متابعة هذه الملفات جميعها مشيرا الى ان ما يرتكب بحق العمال يقع في دائرة جرائم الحرب ولا حياة لمن تنادي.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles