Image may be NSFW.
Clik here to view.نجيب فراج -اورد الباحث في شؤون الاسرى رياض الاشقر بعضا من الاحصائيات بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974، في السابع عشر من نيسان من كل عام ، ليكون يوماً وطنياً للوفاء للأسرى وتضحياتهم ، و يوماً لتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوماً لتكريمهم و للوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم، يوماُ للوفاء لشهدائهم الذين بلغوا حتى الان (206) من الشهداء.
وقال الاشقر في دراسة اعدها بهذا الصدد ان حالات الاعتقال التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال عام 1967 بلغت ما يزيد عن (850) الف حالة، وطالت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني، بينهم عشرات الالاف من الاطفال، والنساء ، اضافة الى نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، والمرضى والصحفيين، والاكاديميين، وكبار السن، والمعاقين.
بينما لا تزال سلطات الاحتلال تعتقل (6000) اسير فلسطيني من بينهم 24 اسيرة و 230 طفلا تتجاوز اعمارهم ال 18 عاماً، و13 نائب من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، و1200اسير منهم مرضى يعانون من امراض مختلفة وعدد منهم يعانى من امراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي و 21 اسير يعانون من اعاقات داخل السجون و480 أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة ، و480 اسري معتقلين بشكل ادارى بدون تهمة او محاكمة ، و30 اسير معتقلين منذ ما قبل عام 1994 . اقلهم امضى 20 عاماً فى السجون .وهناك 65 اسير من الذين تحرروا في صفقة وفاء الاحرار اعاد الاحتلال اعتقالهم مرة اخرى.
ويعتبر الاسير “كريم يونس” من ارضى ال 48 عميد الاسرى الفلسطينيين واقدمهم ، حيث انه معتقل منذ 33 عام.
ويتعرض الاسرى لك اشكال التنكيل والتعذيب والتضييق داخل السجون من ابرزها حرمانهم من الزيارة سواء كان بشكل جماعي او فردى واحيانا يصل المنع الى سنوات ، و تطبيق سياسة الاهمال الطبي بحق الاسرى المرضى، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم الامر الذى يؤدى الى تراجع اوضاعهم الصحية ودخولهم في مرحلة خطيرة ، وهذا الامر ادى الى استشهاد (53) اسيراً .كان اخرهم الاسير “رائد الجعبرى” كذلك ادى الى وفاة العشرات من المحررين الذين اصيبوا بالأمراض الخطيرة داخل السجون ، واستهدوا بعد اطلاق سراحهم بأيام او اسابيع وكان اخرهم الشهيد “جعفر ابراهيم عوض” 22 عام من الخليل .
و يعانى الاسرى من عمليات الاقتحام للغرف والاقسام، والاعتداء عليهم بالضرب والشتم والتفتيش العاري، واحيانا برش الغاز الخانق والسام عليهم ، كما يعانون من سياسة العزل الانفرادي في زنازين ضيقة تفتقر الى كل مقومات الحياة الانسانية ، وقد يمكث الاسير لوحده سنوات او شهور طويله في تلك الزنازين، ومن سوء الطعام وقلته الذى تقدمه ادارة السجون لهم و انعدام وسائل التدفئة في السجون وقله الملابس والأغطية الشتوية ويعانون بعد الاعتقال من استخدام وسائل التعذيب المحرمة دولياً بحقهم، بما فيهم استخدام التعذيب بالكهرباء .
وقال الاشقر انه رغم هذه الظروف القاسية والصعبة لم يستسلم اسرانا الابطال لسياسات الاحتلال، بل قاوموا ودافعوا عن انفسهم وخاضوا العشرات من المواجهات والاضرابات عن الطعام ضد ادارة السجون من اجل تحصيل حقوقهم، واستطاعوا بفضل ارادتهم وامعائهم الخاوية اجبار الاحتلال في الكثير من المرات على توفير العديد من المستلزمات الحياتية الاساسية التي نصت عليها كافة القوانين والمواثيق الانسانية.
وقد سقط خلال تلك المعارك في الاحتلال خلف القضبان العديد من الشهداء بعضهم قضى بإطلاق النار عليه بشكل مباشر كما حدث مع الشهيد محمد الاشقر من طولكم في سجن النقب، ومنهم من سقط نتيجة الاضراب كالأسير عبد القادر ابوالفحم .
وقد ارتقى في سجون الاحتلال (206) من الشهداء نتيجة التعذيب او القتل العمد بعد الاعتقال او الاهمال الطبي المتعمد للمرضى، الذين يقبع بعضهم فى مستشفى الرملة منذ سنوات ولم يطرأ اى تحسن على وضعه الصحي، حيث لا يقدم لهم سوى المسكنات فقط .
ورغم محاولات الاحتلال عبر الانتهاكات التي توصف، و السجون التي يجرى بداخلها أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، الا ان همم الاسرى توازى الجبال الرواسي ، حيث استغلوا سنوات اعتقالهم في التعليم والحصول على المعارف، وحصل المئات منهم على الثانوية العامة والبكالوريوس داخل السجون ، ولم يتوقف الامر عند ذلك بعد حصل بعضهم على شهادة الماجستير والدكتوراه خلف القضبان ، وابدع الاسرى في طرق التواصل مع العالم الخارجي عبر تهريب اجهزة الاتصال وبطريقة سرية واخفاءها عن اعين السجان.
ويعتبر الشعب الفلسطيني الاسرى رمزاً وطنياً للنضال والمقاومة، وهم رأس الحربة فى مواجهة اعتى قوة إجرامية في العالم ، وهم من قدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف شعبهم وحقوقه العادلة، وتركوا عائلاتهم فكان لهم في سجل التاريخ والبطولة صفحات مضيئة ومشرقة .