نجيب فراج -عبرت شخصيات دينية ومسؤولين محليين عن ارتياحهم الكبير لقرار محكمة العدل العليا الاسرائيلية برفض بناء جدار الفصل العنصري على اراضي دير كريمزان التابعة لمدينة بيت جالا والذي صدر صباح اليوم الخميس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في دير راهبات كرمزان عصر اليوم الخميس بحضور كلا من البطريرك فؤاد طوال بطريرك اللاتين في الاراضي المقدسة، ورئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس، ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون ، ورئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك والمحامي غياث ناصر الذي مثل الاهالي والبدية في هذه القضية التي استمرت في اروقة المحاكم على مدى تسع سنوات، كما حضر المؤتمر حشد من رجال الدين المسيحي وعدد من اصحاب الاراضي ، وجمهرة كبيرة من ممثلي وسائل الاعلام المحلية والدولية.
وبهذا الصدد قال البطريرك طوال ان القرار هو انتصار للجميع على حد سواء وليس للكنيسة وحدها، فهو انتصار للعائلات والمحامين ورجال الدين ايضا للمحكمة التي عارضت توجه الجيش الاسرائيلي في بناء هذا الجدار ، مشيرا الى ان وقوف قداسة البابا فرنسيس وجهوده بهذا الاتجاه كان له اثرا عظيما حيث اثار القضية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو خلال زياره للبلاد في شهر ايار الماضي، كما انه استقبل رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور قبل عدة اشهر حيث كانت لكل الضغوط الدولية دورا في التاثير على هذا القرار.
وقدم البطريرك طوال التهاني في هذه المناسبة بحلول الاسبوع المقدس وقرب حلول عيد الفصح المجيد.
اما رئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس فقد اكد مع صدور هذا القرار بوجود فرحة كبيرة لاهالي مدينة بيت جالا خصوصا ولابناء الشعب الفلسطيني عموما، حيث جاء في القرار القضائي ان الجدار يجب ان يغير مساره ويجب ان يبنى بالتوافق وهذا معناه اولا ان المسار القديم انتهى وثانيا لا يوجد في ذهننا ان نتوافق في بناء الجدار اذ سنرفض ذلك كليا وهذا معناه بوضوح فشل اقامة الجدار على ارضنا، مؤكدا انه نتاج نضال شعبي وفي المحاكم على مدار تسعة اعوام دون كلل او ملل متأكدين من انتصارنا لاننا اصحاب حق شرعيين ولهذا تمكنا من تحقيق هذا الانجاز التاريخي، مقدما الشكر لكافة اهالي المدينة ولرجال الدين ولكافة الفعاليات التي ناضلت معنا كما قدم الشكر الى المحامين الذين واصلوا الليل بالنهار مما كان له كبير الاثر في ذلك.
وردا على سؤال ان كان هناك خطة لدى البلدية ان تقوم بالبناء في هذه الاراضي اجاب انها اراضي خاصة للمواطنين وكذلك هي مناطق تصنف ب”ج” حسب ااتفاق اوسلو ولكن لدينا الامكانية وبالتالي لا سلطة لنا عليها في هذا الاطار.
وقد عبر المحامي غياث ناصر عن ارتياحه الشديد من النتيجة، معتبرا القرار انتصار قانوني هام لأهالي مدينة بيت جالا. وشكر كل من ساهم ودعم لإنجاح القضية.
من جانبه تحدث المحامي تسفي ايفني من مؤسسة سانت ايف التي واكبت القضية في المحكم منذ نشاتها بان القرار هام جدا لانه يوقف جدار يشكل عقبة كبيرة لحياة المواطنين في مدينة بيت جالا ولذا يحول حياتهم الى شبه مستحيلة، وقال انه في حالة ان تجد السلطات جدارا بديلا عن ذلك فلكل حادثة حديث ولكن سوف يتردد الجيش كثيرا في ذلك ولنا موعد اخر معهم فيما اذا تم تكرير اقامة الجدار في هذه المنطقة.
وبدورها عبرت رئيسة بلدية بيت لحم عن فرحتها العارمة في نجاح القضية، وقالت ان قرار المحكمة هو قرار عادل حيث أخذ بحق سكان بيت لحم وبيت جالا في أخر منطقة بقيت كمتنفس لمدينة بيت جالا، وعبرت عن شكرها لكافة المؤسسات والمحامين وكذلك لقناصل الدول الاجنبية لجهودهم المتواصلة في القضية. كما وشكرت مؤسسة سانت ايف وكافة الجهات والمؤسسات التي قدمت أعتراضات في القضية
هذا وقد تبادل الاهالي اصحاب الارض التهاني بهذا القرار، حيث تبلغ مساحة الااضي المستهدفة نحو ثلاثة الاف دونم ومزروعة باشجار الزيتون واللوزيات وهي منطقة خلابة تعتبر امتداد طبيعي لمدينة بيت جالا وتعود لنحو 58 عائلة من الاهالي، وبهذا الصدد قالت غريس ابو مهر من اصحاب الاراضي ان القرار مفرح وهو انتصار لنا حيث كان نعيش كابوس هذه المصادرة اليوم لدينا شعور ان ارضنا تعود لنا ، مشيرة الى ان مساحة الاراضي التي تملكها عائلتها نحو 20 دونما وهي مصدر لكل افراد العائلة في الزيت والزيتون.
.
وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية قد اصدرت اليوم قرارا نهائيا يقضي برفض المصادقة على مسار جدار الضم والتوسع في منطقة الكريمزان ببيت جالا، وأمرت جيش الاحتلال الاسرائيلي بالبحث عن مسار بديل في المنطقة.
وقد صدر هذا القرار بعد نضال قانوني دام تسعة أعوام، من خلال التماس تقدمت به بلدية بيت جالا واصحاب الارض ومثلم المحامي غياث ناصر وكذلك مؤسست سانت ايف حيث تعود حيثيات القضية إلى عام 2006 حين أصدرت سلطات الجيش أوامر عسكرية لإقامة الجدار في منطقة الكريمزان، بشكل يسبب ضررا جسيما لأهالي المدينة ولدير الرهبان ودير الرهابات اضافة الى مدرسة وروضة تابعة للاديرة الواقعة في تلك المنطقة.
وحسب المخطط الذي أعلن عنه من قبل الجيش قي هذه المنطقة، فان الجدار يقطع الوادي المسمى “وادي أحمد” بمحاذاة جسر الأنفاق، ومن ثم يتسلق منطقة الكريمزان بمحاذاة الجمعية العربية، متجها إلى مستوطنة هار-جيلو، بشكل يهدف إلى ضم هذه المستوطنة إلى مستوطنة جيلو وخلق تواصل جغرافي بين المستوطنتين، وقطع الاوصال بين مدينة بيت جالا واراضيها التي تشكل ذحرا استراتيجيا لها..
ونتيجة للمسار المذكور للجدار، سيتم ضم منطقة ضخمة من الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة الكريمزان والتي تبلغ مساحتها حوالي ثلاثة آلاف دونم تقريبا إلى الجهة الإسرائيلية من الجدار، حيث سيتعذر على أهالي مدينة بيت جالا الوصول إلى هذه الأراضي، وسيكون الدخول في أوقات محددة يقررها الجيش بعد أن يثبت المواطن ملكيته للأرض وبعد أن يحصل على تصريح دخول من سلطات الجيش، الأمر الذي لا ضمان له ولا كفيل، نظرا لما يحدث في أماكن أخرى في مناطق الضفة الغربية حيث يواجه الفلاح الفلسطيني صعوبات جمة في الوصول إلى أراضية الواقعة خلف الجدار.
.
وكانت قوات الجيش وبقرار من وزراء الدفاع المتعاقبين واخرهم الحالي موشي يعلون الذي قد اضطر الى بتغيير مسار الجدار مرتين في أعقاب الاعتراضات، حيث أضاف إلى مسار الجدار مقطعا جديدا وفقا له يتم ضم دير الراهبات إلى مدينة بيت جالا، بعد أن يحيط المسار الدير المذكور من الجهات الثلاثة ويؤدي إلى تقسيم أراضيه.
وجاء القرار ايضا بعد قرار مماثل صدر في قضية اراضي بتير المجاورة قبل عدة اشهر حيث قررت المحكمة وقف المسار الحالي في اراضي بتير التي اعتمدتها منظمة اليونسكو جزء من التراث العالمي.
↧
فرح فلسطيني بوقف جدار الفصل في اراضي كريمزان
↧