Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

مسيرة بلعين ما لها وما عليها في ذكرى انطلاقتها العاشرة

$
0
0

u0628u0648u0633u062Au0631 4نجيب فراج -في العشرين من شباط من عام 2005 انطلقت المسيرة الاولى في قرية  بلعين ضد جدار الفصل العنصري بمشاركة  الاطفال والنساء والشيوخ  والشبان وبمشاركة المتضامنين الاجانب الذين يطلق عليهم في بلعين اصدقاء الانسانية  متجهين نحو الجهة الغربية من القرية، حيث الساعات الأولى لعمل جرافات الجيش الإسرائيلي التي كانت تدمر الأرض وتقلع الزيتون وتمحي ذكريات جميلة عاشها الأجداد والآباء والأبناء، بذريعة بناء جدار يقول الاحتلال “أنه للأمن” ولكن الحقيقة هو لسرقة الأرض وما عليها وتحتها من ثروات لبناء المستوطنات، ولتكون هذه المسيرة باكورة لمسيرات في عدة قرى اخرى واطلق عليها المقاومة الشعبية.
وبهذا الوقت يقول عبد الله ابو رحمة منسق المقاومة في بلعين انه ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه الأيام نظمت 521 مسيرة أسبوعية في يوم الجمعة، بالإضافة إلى ما يقارب 80 مسيرة أخرى عشوائية غير منتظمة، أي في أيام الأسبوع الأخرى.
واضاف ان الغرض ليس التفاخر من وراء عدد المسيرات ولكن الرسالة هي أين كان الهدف؟ وماذا نحتاج لتحقيقه؟ من اللحظة الأولى ورغم بساطة أهالي القرية وصغر حجمها عدديا إلا أن عدم القبول بالأمر الواقع الذي خلقه الاحتلال في القرية والقرى المجاورة من خلال بناء الجدار، كان مرفوضا لديهم، والسعي وراء الهدف الذي أجمع عليه أهالي القرية رغم التباين في وجهات النظر، وهو مقاومة الجدار حتى ينهار، مع الحفاظ على الاستمرارية الدائمة لهذه المسيرات، جعلنا أقرب من الوصول إلى غايتنا.
    ويصف ابو رحمة الجهد الذي بذلك طيلة تلك السنوات بانه خلية نحل دائب الحركة  فقد كان العمل الجماعي من تنظيم وتوزيع للمهام  والمسؤوليات، وتوحيد للجهود، الخطوة الأولى في بداية المشوار، حيث ذلل العديد من العقبات، سهلت علينا قبول الأصدقاء الدوليين كشركاء  لنا في النضال ضد أعداء الإنسانية، وكذلك الحال بالنسبة للنشطاء الإسرائيليين، حيث لم يكن سهلا قبولهم و لم يكن يعرف أهالي القرية الإسرائيليين إلا كجنود ومستوطنين، ولكن بعد بداية المشوار وخوض التجربة وجدنا أن هناك جنودا ومستوطنين وهنا  إنسانيين ومناضلين. حيث الرصاص لا يميز في المسيرة بين اللون والجنس والدين حسب تعبيره وكذلك الاعتقال أيضا مع أن هناك فارق في المحاكمة ونوع العقوبات ما بين الفلسطينيين وغيرهم من نشطاء دوليين وإسرائيليين.
    أما الخطوة الثانية  بحسب ابو رحمة والذي لاحقته قوات الاحتلال بالاعتقال عدة مرات كان اخرها منتصف الاسبوع الاخير حينما قضت بالحكم عليه اربعة اشهر بالسجن مع وقف التنفيذ والتي أوصلت بلعين إلى أن تكون رمز المقاومة الشعبية محليا وعالميا، حيث أطلق عليهم البعض اسم الغانديين الجدد أو غانديي فلسطين، هو خروج المسيرات من طور النمطية التقليدية إلى طور التجديدية الإبداعية، مستخدمة كل الوسائل والطرق للتعبير عن المعاناة والمأساة التي يسببها بناء الجدار، بالصورة اللاإنسانية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي: من خلال المسرح والتجسيد والفن والموسيقى والرياضة والدراما والأفكار الجديدة التي توظف المناسبة، وهذه الخطوة قادت إلى خطوة ثالثة وهي تشجيع الإعلام ونقله للصورة الحقيقية للمعاناة الفلسطينية بعيدا عن التزييف والتزوير للحقائق الذي يبدع الاحتلال الإسرائيلي في توظيفهما في تشويه الحقائق، حيث زرعت بلعين جسرا من الثقة بمصداقيتها وبإقناعها للإعلام المحلي والدولي وأحيانا الإسرائيلي لنقل قصتها، والمقصود الإعلام بكافة أشكاله المسموع والمقروء والمرئي، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ناهيك عن حملات التحشيد والمناصرة من خلال الندوات والمؤتمرات والتغريدات على التويتر والفيس بوك.
 
    أما الخطوة الاخرى تمثلت في كيفية توظيف العمل الشعبي والفعاليات والمسيرات في مساندة المرافعة القانونية، رغم أن معظم القضايا المتابعة في المحاكم الإسرائيلية نتيجتها لصالح دولة إسرائيل ونسبة قليلة جدا يكون الحكم فيها لصالح الفلسطينيين، إلا أن الإصرار والمواظبة والعمل الدؤوب والتوظيف الجيد للفعاليات الشعبية أقنع المحكمة العليا الإسرائيلية  أن الجدار في بلعين ليس للأغراض الأمنية، كما يدعي الجيش الإسرائيلي، وإنما لغرض مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، وهذا ما دفع المحكمة للحكم في الرابع من أيلول عام 2007  بهدم الجدار في بلعين، لقد كان القرار مفرحا لأهالي القرية في تلك الفترة ولكنه لم يكن نهائيا، فالمسيرات لم تتوقف، وإنما استمرت، وأضافت أهدافا أخرى، منها تعمير الأرض التي حررت، وتشجيع المواطنين على البقاء فيها على مدار الساعة، من خلال خلق علاقة متينة بين الأرض وصاحبها، تجعله يشعر بالمتعة حين يعمل فيها، بالإضافة إلى تجميل المنطقة بعوامل الجذب الأخرى.
   واشار الى انه ورغم الطابع  السلمي لمسيرة بلعين الا ان الجيش الاسرائيلي  لم يدخر جهدا ولم يتوان للحظة في قمع المسيرات في بلعين فقد استخدم شتى صنوف الأسلحة، منها ما هو قديم، ومنها ما أستخدم لأول مرة، مبدعا في العقاب الجماعي، ومتفننا في المداهمات الليلية، معتقلا المئات، ومصيبا بجراح الآلاف، مسببا في استشهاد شهيدين من أسرة واحدة وهما  (جواهر وباسم  أبو رحمة)، كل هذا وكان الرد منا لن نحيد عن هدفنا وهو تحرير أرضنا.
 
    وشدد ابو رحمه  إن ما حققته بلعين من نجاح وإنجاز لم يكن نجاحا فرديا وإنما هو مجهود  جمعي يستحق الجميع عليه الثناء من فلسطينيين ودوليين ونشطاء إسرائيليين، لذا لنشارك فرحة النجاح بمشاركة كل من جاء إلى بلعين خلال الفترة من عام 2005 وحتى هذه اللحظة، باحثين عن نجاح أخر للإنسانية، ومن لم يأت خلال هذه الفترة يمكن له أن ينضم من غد ليشاركنا نشوة الانتصار. 
 
 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles