نجيب فراج – اعربت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بقلق وخطورة بالغين إلى استمرار ما وصفته حالة الفلتان الأمني في قطاع غزة، الأمر الذي قد ينذر بفوضى شاملة وغياب لدور المؤسسات التي يقوم عليها كامل بناء الدولة الفلسطينية.
وقالت الهيئة في بيان لها انها تابعت بصفتها المؤسسة الوطنية ووفقاً لدورها الدستوري في مراقبة وحماية حقوق الإنسان سلسلة من الحوادث امتدت منذ بداية العام الحالي وحتى إعداد هذا البيان، وتمثلت في الاعتداء على عدد من الشخصيات وممتلكاتها وعلى مؤسسات عامة دون أن يتم التوصل إلى الكشف عن أية نتائج للتحقيقات التي تم الإعلان عنها. ووفقاً لمتابعات الهيئة فقد تم رصد وتوثيق هذه الحالات ومن بينها اقدام مجهولين ملثمون بتاريخ 16/2/2015 بإطلاق النار تجاه سيارة المواطن مأمون سويدان القيادي في حركة فتح ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة أثناء توقفها أمام منزله في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، أسفر عن إصابة مرافِقَيه ياسر عليان وسلامة عويدات وتم نقلهما إلى مستشفى الشفاء بالمدينة.
وبتاريخ 15/2/2015 تم إحراق سيارة المواطن رمضان الناعوق مقدم في وزارة الداخلية والأمن الوطني أثناء توقفها أمام منزله في مدينة جباليا شمال القطاع ما أدى إلى احتراقها كلياً. وفي نفس التاريخ، تم وضع عبوة ناسفة أمام منزل المواطن خليل الجريسي من مخيم المغازي وسط القطاع وهو ضابط متقاعد في الشرطة الفلسطينية وقيادي في حركة فتح.
وقام مجهولون بإحراق سيارة المواطن عبد المنعم الطهراوي والذي يعمل في مركز الديمقراطية وحل النزاعات بمدينة غزة أثناء توقفها أمام منزله في مخيم النصيرات وسط القطاع ما أدى إلى احتراقها كلياً.
وبتاريخ 3/2/2015 قام مجهولون باختطاف المواطن محمد المغير من أمام منزله بمدينة غزة ويعمل مستشاراً لدى الممثلية الهولندية، واعتدوا عليه بالضرب المبرح لمدة حوالي 8 ساعات قبل أن يلقوه أمام مستشفى الشفاء بغزة. وبنفس التاريخ تم اعتراض سيارة المواطن الطبيب إياد شنن من شمال مدينة غزة وذلك أثناء عودته من عمله من قبل مسلحين يرتدون أقنعة سوداء، وقاموا بتغطية رأسه وتقييده والاعتداء عليه بالضرب المبرح قبل أن يتم إلقاؤه بالقرب من مستشفى الشفاء بمدينة غزة والاستيلاء على سيارته ومقتنيات شخصية أخرى.
وفي ذات السياق كانت الهيئة قد رصدت جملة من الحوادث خلال شهر كانون ثاني/ يناير الماضي من بينها أحراق مجهولون سيارة المواطن أحمد علوان من مدينة غزة وهو قيادي في حركة فتح. كما أحرق مجهولون سيارة المواطن عادل سعدو عبيد من مدينة غزة، يعمل موظفاً في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية وينتمي لحركة فتح، وذلك أثناء تواجدها أمام منزله. زرع مجهولون عبوة ناسفة محلية الصنع أسفل سيارة المواطن حلمي حمدي خلف من مدينة غزة يعمل في الشرطة العسكرية بغزة، أثناء توقفها أمام منزله، ما أدى إلى تدمير السيارة. أحرق مجهولون مكتب الإدارة في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الواقع في مدينة غزة، بعد سرقة 3 أجهزة حاسوب ومجموعة من المستندات الخاصة بالمؤسسة.
اقتحم مجهولون مقر مؤسسة رعاية الشهداء والجرحى في مدينة غزة، وقاموا بتكسير الأدوات الموجودة في المؤسسة (أجهزة حاسوب وطابعات وأثاث والعبث بالملفات).
كما انفجر المولد الكهربائي الخاص بمنزل المواطن إيهاب بسيسو الناطق الرسمي باسم حكومة التوافق الوطني، الواقع في حي الرمال بمدينة غزة وقد أفاد بسيسو لوسائل الإعلام أن الحادث مفتعل، وأنه كان قد تلقى مع جميع الوزراء في الحكومة رسائل تهديد على هواتفهم الخاصة.
ووضع مجهولون عبوة ناسفة أمام الصراف الآلي التابع لبنك فلسطين – فرع البلد في مدينة غزة، ما أدى إلى انفجار وتدمير الصراف الآلي، وحدوث أضرار في زجاج البنك.
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان كانت في وقت سابق وبتاريخ 28/1/2015 قد حذرت عبر بيان تم نشره من خطورة استمرار حالة الفلتان الأمني في قطاع غزة، وأكدت من خلاله على وجوب التزام الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها الموجودة على أرض الواقع بتوفير الأمن والحماية للمواطنين وممتلكاتهم.
واكدت الهيئة مجدداً على أن الحوادث المشار إليها جميعها تشكل حالة من الفلتان الأمني وغياب سيادة القانون، وأن استمرار وتيرتها على هذا النحو ينذر بتدهور منظومة الحقوق والحريات بما لا يمكن السيطرة على نتائجها، وطالبت وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة بأقصى سرعة لملاحقة المتورطين في تلك الحوادث وكذلك النيابة العامة بفتح تحقيقات جدية مع كل من يثبت تورطه فيها، وتقديمهم للمحاكم العلنية، ونشر النتائج على الملأ.
كما طالب البيان قيام حكومة التوافق الوطني بكامل دورها القانوني والإداري لوقف حالة التدهور لتعزيز الأمن والسلم الأهلي.