نجيب فراج- اكد الدكتور جاد اسحق مدير معهد الابحاث التطبيقية “اريج” المختص في مراقبة الاستيطان ان اصدار وزير البناء الاسرائيلي اوري اريئيل تعليماته بتطوير ما اسماه البنى التحتية في مجمع غوش عصيون الاستيطاني الى الغرب من بيت لحم انما هو اعلان على خنق بيت لحم بالاستيطان من كافة الجهات من خلال الشريط الاستيطاني المرتبط مع بعضه البعض بدءا من مستوطنة جيلو جنوب القدس على ارضي مدينة بيت جالا ومرورا بهار جيلو المقامة على اراضي قرية الولجة المجاورة المحاطة بالجدار والتي الحق القسم الاكبر من اراضيها الى حدود مدينة القدس المحتلة، ووصولا الى مستوطنة بيتار عيليت المقامة على ارضي قرى غرب بيت لحم والى مجمع غوش عصيون ومن ثم الى افرات في الجنوب وصولا الى المستوطنات المقامة على اراضي شرق بيت لحم والى مستوطنة هار حوماة التي اقيمت على اراضي مدينة بيت ساحور واصبحت احدى ضواحي القدس الغربية وبالتالي للاعلان رسميا عن اقامة القدس الكبرى، ومن هنا تصبح بيت لحم مخنوقة بهذا الشريط ومعزولة عن محيطها الاقرب وليس القريب وحسب.
وقال اسحق ان الحكومة الاسرائيلية تستهدف في اجراءاتها الاخيرة حوالي 75% من اراضي مناطق “ج” التي تشكل 60% من اجمالي اراضي الضفة الغربية، وهذه المساحة سوف يتم ضمها الى اسرائيل ، مشيرا الى ان ما اعلنه الوزير الاسرائيلي هو جزء من خطة وضعت عام 2008 وبدا العمل فيها بصمت على اراض الواقع وهو عبارة عن توسيع لثلاث كتل استيطانية ضخمة حول القدس الكتلة الاولى مستوطنة معالي ادوميم والعمل على تهجير كافة التجمعات البدوية في محيطها والثاني تجمع بسكات زئيف والعمل على خنق الكتل السكانية الفلسطينية من حولها كبيت اكسا وغيرها، اما التجمع الاخر وهو مجمع غوش عصيون الاستيطاني والتي تعتبر مستوطنة افرات جزء منه وسيتم بذلك عزل قرى بتير وحوسان ووادي فوكين ونحالين والجبعة عن محيطها وايجاد نفق خاص بها لربطها بمدينة بيت لحم.
وشدد على ان المخطط خطير وهو لن يبقى لبيت لحم أي متنفس وعندما تتحدث اسرائيل عن نيتها اقامة 16704 وحدة سكنية في القدس بحسب تعريفها فانه في حقيقة الامر بان من بين هذه الوحدات 5973 في اراضي بيت لحم ، و 6298 في مدينة القدس ذاتها، مشيرا ايضا الى ان اسرائيل قد اصدرت اوامر مصادرة في العام 2014 لنحو 7263 دونما في الضفة الغربية من بينها 4885 في بيت لحم لوحده ، هذا معناه بوضوح شديد مدى استهداف بيت لحم من قبل اسرائيل وكانها ندمت ان تكون ضمن اراضي السلطة الفلسطينية، واصفا الوضع انه خطير ويستهدف عزل السكان اصحاب الارض الشرعيين او تهجيرهم.
من جانبه قال الناشط ضد الجدار والاستيطان احمد صلاح لمراسل القدس دوت كوم انه على ارض الواقع فان السنة الجرافات تعمل منذ اشهر وسنين وخاصة في محيط مستوطنة افرات والاراضي الواقعة بجوارها وهي عدة جبال معظمها تابعة لبلدة الخضر، موضحا ان من بين هذه الجبال التلة الجبلية ام حمدين والتي يسميها الجانب الاسرائيلي جيفعوت ويبلغ مساحتها نحو 500 دونم اما التلة الجبلية الثانية وتبلغ مساحتها ايضا نحو 500 دونم فتدعى ام حمدين ويسميها الاسرائيلين”جفعات هزايت”، يعني بالعربية تلة الزيت، وهما تبعدان عن مدينة بيت لحم فقد ثلاث كيلومترات هوائي، وهذا ما قصده الاسرائيليون في اعلانهم اليوم ان الوحدات السكنية سيتم الحاقها الى مستوطنة افرات ملتصقة في بيت لحم، مشيرا ان العمل جاري في هاتين التلتين او الجبلين منذ اكثر من عام فتم التجريف واقامة البنى التحتية باكملها وبدات السلطات الاسرائيلية باقامة المباني عليها بعد الانتهاء من وضع الاسس، وقال سيتم الحاق هاتين البؤرتين الى مستوطنة افرات اذ بدات الجرافات العسكرية بمطر وادي ما بين المتسوطنة والتلتين والمعوف باسم”وادي دير البنات” وهو بمساحة نحو 300 دونم وفيه مواقع رومانية من بينها قصر روماني وواضح ان اسرائيل لا تريد هدمه بل ابقائه وضمه لمستوطنة افرات اضافة الى اعمدة رومانية ايضا تعمل اسرائيل على الحفاظ عليها لتكون جزء من المستوطنة.
صلاح قال ان السنة الجرافات لا تصمت ليلا ونهارا في هذه المواقع ومعظمها تعود لبلدة الخضر، مشيرا الى اننا امام المزيد من الكوارث على هذا الصعيد على حد تعبيره.