ثقل الامانة بثقة القراء غاية لا تدرك

نجيب فراج -اكملت مدونتي المتواضعة المليون الثاني من القراء في غضون نحو اربع  سنوات  ، حيث بدأت المسيرة في الشهر الاول من العام 2010 وتمكنت من اغلاق المليون في شهر ايار من عام 2013  ، ولكن المفاجأة كانت بالنسبة لي هي ان المليون الثاني من القراء الاعزاء كانت في غضون عام ونصف، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على تعاظم نسبة القراء بشكل  ملحوظ، كما يدل ان الثقة منهم كانت كبيرة للغاية، الامر الذي يجعل حمل الامانة ثقيل للغاية لكي نحوز على مزيد من الثقة الغالية وهذا يتطلب مزيد من الصدق والنزاهة والحيادية والاخلاص والانحياز لجماهير القراء وقضاياهم الملحاحة وما اكثرها.
اعود واكرر ما قلته في مناسبة اغلاق المليون الاول وهو انني لم اكن متحمسا لانشاء هذه المدونة حينما اقترحها علي الزميل خالد ابو عكر المدير التنفيذي لمؤسسة امين المشرفة على المدونات، فكنت في حينها اعتقد انها غير مجديه، وتقبلت الفكرة على مضض لاكتشف  ان وجهة نظري كانت خاطئة وان وجهة نظر الزميل خالد هي الصائبه، حيث بينت المدونات ومن ثم كافة اشكال صحافة الانترنت هذا الفضاء المفتوح وبدون رقابة هي الثورة الحقيقية نحو المكاشفة والانفتاح، ونحو توجيه ضربة قاضية  لكل انواع الرقابات  هذا السلاح المثلوم الذي يرتد الى عنق منفذيها من السلطات المختلفة واجهزتها البالية ، لقد اكتشفت ورغم قلة الامكانيات ان هذا النوع من الصحافة هو الذي سيحدث التغيير وهو الذي سيضع كل مصالح الحكام واجهزتهم في دائرة الخطر، وان سقوط الامبرطوريات المتفولذة قادم لا محاله.
لا بد لي في هذه الوقفة ان اجدد العهد لكل القراء الذين تحمسوا للمدونة او اولئك الذين انتقدوا موادها ان اكون عند حسن ظنهم جميعا نحو التطوير والارتقاء من اجل الحقيقة كل الحقيقة للجماهير وهو شعار الكاتب الفذ والعبقري الكبير الشهيد غسان كنفاني الذي رفع هذا الشعار من على مجلة الهدف قبل اكثر من 45 عاما ليصبح الشعار سرمدي،فثقة الناس غاية لا تدرك.