نجيب فراج -فجعت جماهير مخيم عايدة خصوصا وجماهير محافظة بيت لحم بوفاة الوالدة صبحة عبد العزيز ابو سرور والدة الاسير محمود ابو سرور سحابة هذا اليوم عن عمر يناهز نحو 84 عاما ، بعد انتظار طويل كي تحتضن نجلها محمود المحكوم بالسجن المؤبد، حيث امضى نحو 23 سنة في الاسر، وكان يفترض ان يتم اطلاق سراحه ضمن الدفعة الرابعة من معتقلي ما قبل اوسلو وعندما تنكرت اسرائيل بذلك اصابتها المفاجئة مما وادت الى جلطة دماغية حادة وذلك في الثلاثين من اذار الماضي موعد الافراج عن الدفعة الرابعة، وظلت ما بين المشفى والبيت المؤقت في مخيم اللاجئين الى ان توفيت هذا اليوم من دون ان تتكحل عينيها بمشاهدة محمود.
هذا وقد جرى عصر اليوم تشيثع جثمان الفقيدة ” العبد” في موكب جنائزي مهيب حيث اجريت لها مراسم عسكرية من قبل قوات الامن الوطني الفلسطيني، وتقدم الجنازة الاسرى المحررون ما قبل اوسلو من محافظة بيت لحم اضافة الى حشود كبيرة من المواطنين وممثلي المؤسسات المختلفة وقد جرى مواراة الجثمان الطاهر التراب في المقبرة الاسلامية في محيط القبة شمالي بيت لحم وسط حزن وغضب كبيرين على سياسة اسرائيل ونهجها في المماطلة والتسويف التي تعاملت به مع السلطة الفلسطينية بحسب ما قاله الناشط ابراهيم مسلم رئيس لجنة اهالي الاسرى في محافظة بيت لحم، مشيرا الى ان الوالدة ام العبد ظلت حتى الرمق الاخير وهي تطلق اسم “محمود” من فمها والذي لم يبرح المكان عن لسانها، كانت فترة الشهور الاخير منذ البدء بالافراج عن اسرى ما قبل اوسلو والتي نفذتها اسرائيل بالتقطير حيث اطلق سراح الفعة الاولى البالغ عددهم 30 في اب اما الثانية في اكتوبر والثالثة في كانون اول حيث كانت هذه الفترة من اصعب الفترات على الوالدة “ام العبد” وكانت تتامل انيرد اسم محمود في كل مرة من الدفعات الثلاث الى ان اجل للدفعة الاخيرة وهذا ما جعلها ان تتيقن بانه سيكون فيها ولكن قرار اسرائيل التعسفي كان اكبر ما امالها ولكنه بشكل مؤقت ، وها هي ترحل عن الدنيا الى دار الاخيرة شهيدة حزينة ولكنها مطمئنه بان الاسرى سيتحررون بصفقة التبادل وهي اللغة الوحيدة التي ترضخ بها اسرائيل.