نجيب فراج -نظمت مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية ندوة موسعة حول الاثار المترتبة على زيارة قداسة البابا فرنسيس الى الاراضي الفلسطينية التي تمت الشهر الماضي حيث خرجت الندوة بعدة توصيات اهمها العمل الجاد مع مختلف الجهات لتحويل المكان الذي صلى به قداسة البابا فرنسيس قرب بوابة جدار الفصل العنصري على مدخل بيت لحم لمزار ديني يؤمه الحجاج والسياح في بيت لحم من اجل تنفيذ صلوات تدعو لاحلال السلام وانهاء الظلم الذي يمثله الجدار.
وشارك في الندوة المطران عطا الله حنا والاب ابراهيم الشوملي والتي افتتحها المهندس انطوني حبش المدير الاقليمي للمؤسسة الى جانب مشاركة شخصيات وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي وصحفيين حيث رحب في بداية الندوة المهندس انطوني حبش بالحضور واشار الى اهمية استثمار زيارة قداسة البابا ومعانيها الدينية والانسانية خصوصا وقفته على جدار الفضل العنصري حيث مثلت هذه الوقفة في راي الكثيرين رسالة رفض للظلم والاضطهاد ودعوة من قداسته لاحلال السلام.
واشار حبش الى ان هذه الندوة التي تاتي بمبادرة من مؤسسة الاراضي المسكونية تهدف الى مناقشة مجموعة من الافكار والسياسات حول كيفية الاستفادة من زيارة قداسة البابا لفلسطين عموما وبيت لحم خصوصا حيث ان زيارته حملت الكثير من معاني التضامن ورفض الظلم وحثت على العمل من اجل الوحدة الروحية بين ابناء الديانة المسيحية من جهة والاخوة الفلسطينية العربية الفلسطينية بين ابناء شعبنا الفلسطيني.
المطران عطا الله حنا
بدوره اشار المطران عطا الله حنا الى ان زيارة قداسة البابا حملت في طياتها معاني ورسائل قوية على مختلف الاصعدة بدا من الصعيد الروحي الديني حيث شكلت الزيارة رسالة محية ودفاع عن الانسان والكرامة الانسانية.
واشار المطران حنا الى ان صورة قداسة البابا قرب الجدار العنصري تحمل معاني روحانية حيث اراد ان يقول ما قاله السيد المسيح في اريحا عندما ذهب لزيارتها ولم يستطع احد سكانها وهو باسم زكا وكان قصير القامة فصعد الى شجرة فناداه السيد المسيح وقال له انه اتى ليزور كل الناس وليلتقي بهم .
وراى المطران حنا في توقف البابا عند الجدار العنصري واطفال مخيم عايدة ما هو الا رسالة تؤكد على معاني الديانة والرسالة المسيحية وهي رسالة تضامن مع المستضعفين لان السيد المسيح لم يكن يذهب لاصحاب النفوذ بل الي المتالمين و الفقراء حيث اراد من هذه الوقفة تجسيد روحانية الكنيسة التي ترفض الاحتلال
كما اكد حنا ان السيد المسيح لم ياتي للمسيحيين لوحدهم بل اتي لاحتضان العالم وليتضامن مع كل مظلوم معذب وبالتالي فان قداسته اتى بنفس الرسالة التي اتى بها السيد المسيح لان الفلسطينيون معذبون
من جهته قال الاب ابراهيم الشوملي انه يجب استثمار الزيارة بكل ابعادها الدينية والانسانية والروحية مشددا على ضرورة تنفيذ عمل شي كبير يبقيها في الاعلام وفي الواجهة خصوصا ونحن في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح .
وقال الشوملي الذي وجه شكره لمؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية التي بادرت لمثل هذا اللقاء ان زيارة البابا حملت الكثير من المعاني والاهداف والمواقف والحركات اولها انها زيارة دينية روحية مسكونية تمثلت باللقاء الذي جمع مع البطريرك الارثوذكسي لتاكيد العمل على توحيد الكنيسة بمعنى الكلمة.
واشار الى ان قداسة البابا طالب بحل الدولتين وبالتالي فقد قوبل قداسته عند زيارته لمطار تل ابيب من قبل الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ورئيس وزراءه نتنياهو بالفتور لانه اكد حق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة وحرية ودولة .
كما انه قداسته قد تحدث في القداس عن المخاطر للاطفال الفلسطينين و وجه رسالة للعالم حول الاطفال وصعوبة عيشهم من خلال كلمة قوية جدا حيث قال نشعر بالعار امام الله لما يعانيه الاطفال واشار الى ان وقفته بالقرب من الجدار واطفال مخيم عايدة شكلت رسالة انسانية هذا الى جانب كلماته اتجاه اطفال مخيم الدهيشة
كما اشار الشوملي الى تصريحات قداسته في المسجد الاقصي حيث تكلم عن الاخوة الاسلامية المسيحية و وجه ندا محبة واحترام ودعا الجميع لتعلم فهم الاخر وضرورة الاستفادة منه كما شدد لان نكون دعاة سلام موضحا انه استعمل كلمات اسلامية تاكيد علي الاخوة.
وفي ختام الورشة فتح باب النقاش للحضور حيث جرى مناقشة سبل الاستفادة من هذه الزيارة على مختلف الاصعدة فيما قام المطران حنا والاب الشوملي بالرد على الطروحات والاسئلة وشدد الحضور في الختام على استكمال هذه المناقشات وتحويلها لخطوات عملية في مختلف الاصعدة .