نجيب فراج – تضاعفت ساعات العمل لدى رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون المنهمكة في التحضير لزيارة قداسة البابا فرنسيس الاول الى المدينة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
فقبل نحو اسبوع من الزيارة ليس لدى فيرا بابون وطاقمها المساعد في البلدية اي شيء ممكن ان تنشغل به سوى هذه الزيارة التي تسميها بانها تاريخية ومصيرية وهامة ليس لمدينة بيت لحم او لاهلها وحسب بل لكل ابناء الشعب العربي الفلسطيني.
وبهذا الصدد فقد دعت بابون صباح السبت الصحافيين العاملين في محافظة بيت لحم والتقت بهم في مقرها بالبلدية حيث وضعتهم في اخر التطورات والتحضيرات بهذا المجال واستمعت الى اقتراحاتهم بشان الافضل في الجانب الاعلامي وقالت ان للصحافيين نظرة هامة نظرا لخبرتهم في هذا المجال ، وذلك في اشارة الى مدى اهتمامها بالمشاورة واخذ اراء واقتراحات الغير ، وقالت”نحن نريد ان نخرج من هذا الحدث التاريخي بابهى الصور نظرا للاهمية القصوى التي يمثلها قداسة الحبر الاعظم ولما لحاجة بلادنا لمثل هذه الزيارة، بلادنا الجريحة التي لا زالت تعاني من ويلات الاحتلال واجراءاته العنصرية”.
وخلال الاجتماع اعلنت بابون عن نيتها لعقد مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء القادم الساعة الحادية عشر من قبل الظهر للتحدث حول ترتيبات الزيارة والفقرات التي ستتضمنها.
وقد علم ان قداسة الحبر الاعظم سوف يهبط بالمروحية القادمة من عمان مباشرة في حوالي الساعة التاسعة و20 دقيقة صبيحة الخامس والعشرين من يوم الاحد الكائن في جبل مرير او ما يعرف بجبل انطون ومن ثم التوسعة في التاسعة والنصف الى مقر الرئاسة لاقامة مراسم الاستقبال في القصر الرئاسي ، وفي العاشرة سوف يلقي كلمة هناك وفي حوالي الساعة الحادية عشر قبل الظهر وبعد الانتقال الى ساحة المهد سوف يتراس قداسا الهيا بحضور نحو عشرة الاف مواطن سيصلون الى بيت لحم من كل انحاء فلسطين التاريخية على اعتبار انه القداس الوحيد الذي سيقام خلال زيارة الحبر الاعظم للارضي المقدسة، وقد اكدت رئيسة البلدية انه قد جرى طباعة عشرة الاف بطاقة لحضور هذا القداس من بينهم 500 جالسين على المقاعد وفي مقدمتهم 230 من المسؤولين واصحاب السلك الدبلوماسي.
وبعد القداس وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف سيتناول قداسته طعام الغذاء مع عشرات العائلات الفلسطينية في مطعم فندق الكازانوفا الملاصق لمدينة المهد، وقد علم ان جميع العائلات هي تلك العائلات التي تعاني من اثار الاحتلال سواءا بالاعتقال او الاستشهاد او العائلات التي حوصرت منازلها بفعل جدار الفصل العنصري.
وفي حوالي الساعة الثالثة سيقوم قداسته بالدخول الى كنيسة المهد والوصول الى المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح قبل الفي عام ونيف وسيؤدي صلاة خاصة لها طابع روحاني بامتياز، وفي حوالي الثالثة وعشرين دقيقة سينتقل الى مخيم الدهيشة للاجئين ويلتقي اطفالا من هناك في مؤسسة الفينيق ومن ثم ستجرى مراسيم الوداع في حوالي الساعة الرابعة الا ربعا.
الزيارة سوف يتخللها الكثير من الفعاليات استقبالا لقداسته من بينها تسليم هدية من قبل الرئاسة الفلسطينية يسلمها الرئيس ابو مازن وهدية اخرى من بلدية بيت لحم تسلها رئيسة البلدية ، اضافة الى العديد من الهدايا الاخرى من مختلف المؤسسات وممثليها.
وقالت بابون ان امام الحبر الاعظم سوف توضع الحالة الفلسطينية بكل حذافيرها من حيث المعاناة والالام لشعبنا، حيث سيحضر الام الاسر والابعاد والاستشهاد والجدار والاستيطان والحصار ومصادرة الاراضي ، معتبرة الزيارة انها رسالة بكل المقاييس وعلى الراس منها اعطاء الاولوية لمدينة بيت لحم لما تمثل كونها عاصمة العالم المسيحي ولا بد ان تعتيش هذه المدينة العالمية الحرية بكل المقاييس ولا بد ان يعيش اهلها وشعب فلسطين الحرية بعيدا عن الاحتلال والاستيطان ، كما ان مجيء قداسته من الاردن مباشرة تحمل ايضا رسالة سياسية لا بد لكيان الشعب الفلسطيني الاستقلال عن الاحتلال وان يكون تابعا لهذا الاحتلال الذي يجب ان ينتهي.
وتؤكد رئيسة البلدية ان كل الاستعدادات قد استكملت لهذه الزيارة حيث زادت المدينة جمالا وابتهاجا لهذه المناسبة الغالية.
طواقم البلدية تواصل الليل بالنهار ففي ساحة المهد يواصل العمال اقامة المنصة التي سيعتليها البابا لرئاسة القداس الالهي، كما ان عمال اخرون ينصبون مسرحا لعرض فرق فنية ستقام على مدة عدة ايام من قبل وصول البابا احتفالا بهذه الزيارة، ففي يوم الاثنين التاسع عشر من ايار ستعزف جوقة صمود عزفا موسيقيا الساعة السابعة، وفي الثاني الثلاثاء السابعة مساء عروض لفرقة الرعاة، والساعة الثامنة الا ربعا فرقة جوقة السريان، اما في يوم الاربعاء سيكون هناك عروضا فنية لمعهد ادوارد سعيد للموسيقى وفي الساعة الثامنة عروضا لعدد من نجوم وفنانين بيت لحم، انها اجواء احتفالية بامتياز.