Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

حق العودة ما بين الكبير والصغير فهل تتزحزح القناعة به ؟

$
0
0

1535036_466548190157279_6560102798145478378_nنجيب فراج – لم تتزحح قناعة الحاج محمود جاد الله ابراهيم ابو سرور البالغ من العمر 83 عاما بان العودة الى قريته بيت نتيف حتمية رغم مرور 66 عاما على نكبة الشعب العربي الفلسطيني، ورغم وصوله هذا العمر المديد من الزمن مؤكدا انه اذا لم يعد هو فسيعود ابنائه او احفاده، ولكن حق العودة لن يضيع ولن يذهب سدا ولن يتقادم.
ويصف الحاج ابو جاد الله قريته بانها جميلة جدا ووادعة وتقع بين قريتي زكريا وعلار وجميعها من القرى المدمرة والتي هجر سكانها وتقع جميعها في قضاء الخليل ولكنها قريبة على القدس والرملة.
القرية الاصلية في الذاكرة شبر اشبرا
الحاج ابو جاد الله يقطن اليوم في بيت لحم ويصف وضعه الاقتصادي بانه ممتاز فهو يملك مصرفين لتبديل العملة في وسط المدينة اضافة الى مساحات واسعة من الاراضي في اماكن هامة ومع ذلك فهو يقول لو سمجت له اسرائيل ان يعود الى مسقط راسه بيت نتيف فانه سيفعل ذلك حتى لو سيرا على الاقدام حافيا وتاركا كل املاكه ، فالعودة الى قرية الاباء والاجداد لا تقدر بثمن ، فالقرية التي ولد ونشأ وترعرع فيها حيث كان عمره انذاك 17 عاما لا زالت في ذاكرته بيتا بيتا وشبرا شبرا وحارة حارة ويقول لقد كان عدد سكانها قبيل النكبة حوالي ثلاثة الاف نسمة وقد تشتتوا في اصقاع العالم، مستذكرا انه كان من بين المحاربين في وجه العصابات الصهوينية حيث اشترى والده له بندقية بقيمة 300 جنيه وانضم مع المحاربين حيث لجا الى منطقة بيت الجمال وهي منطقة واسعة وفيها دير للراهبات وهناك دارت معارك عنيفة حيث امتلك الشبان ارادة قتال لا يمكن وصفها ولكنها باقل الوسائل القتالية، مؤكدا ان الشبان بعفويتهم قد 10368254_466549646823800_7793741404406890809_nاستبسلوا اكثر من الجيوش العربية بل ان مدفعيات تابعة لاحد الجيوش كانت تطلق النار باتجاههم بقصد او بغير قصد ولكن النتيجة كانت ان النيران العربية باتجاههم وقد استشهد خلال ذلك عدد من المقاتلين ويذكر من بينهم الشهيد محمود عابدين من الجهاد المقدس وهو من مدينة الخليل، مشيرا الى ان عائلته غادرت مشيا على الاقدام القرية بمعية الالاف من المواطنين من مختلف القرى الذين ساروا باتجاه صوريف ثم بيت امر وصولا الى موقع قرب بيت لحم فاقاموا الخيام وبات يعرف بعد ذلك مخيم عايدة للاجئين الى الشمال من بيت لحم.
العودة حتمية
ويقول الحاج ابو جاد الله وهو يستذكر تلك اللحظات الاليمة وترك عائلته لقريتهم بان والده كان من بين الملاكين الكبار هناك حيث كان يملك 15 الف دونم مشيرا الى انه زارها العديد من المرات ولكنه انقطع عنها منذ 1991 وهي اخر مرة قد زارها اذ يشعر الفلسطينيون ان اتفاق اوسلو الذي وقع في العام 1993 قد عمل على تحديد حركتهم وحرمهم من التنقل داخل المناطق المحتلة منذ العام 1948 حيث كان مسموحا التواصل هناك لمن يريد وبقيود لا تكاد تذكر اذا ما قيست بقيود اليوم .
ويؤكد الحاج ابو سرور ان العودة حتمية وان أي ظلم في العالم الى زوال “لقد حكمت تركيا بلادنا نحو 450 سنة وزالت ولابد اسرائيل الى زوال واننا سنعود في نهاية المطاف الى بلادنا واذا ليس على زماننا فعلى زمان ابنائنا او زمان احفادنا ولكن العودة حتميه”مشيرا الى ان عدد ابنائه خمسة ابناء واربع بنات اما احفاده فهم كثر لم يستطع عدهم ولكن الاكيد انه يعلمهم على ضرورة التمسك بهذا الحق.
الحفيد محمود لا ينسى قريته
وكالعادة لايمكن ان يكون الحاج ابو جاد الله في المصرف الذي اعتاد على ادارته منذ عشرات السنين بهمة عالية وهو يتمتع بصحة جيدة الا ويكون احد احفاده بمعيته لمساعدته حينما ينتهون من اعمالهم فكان هذه المرة حفيده محمود نجل ابنه وليد والبالغ من العمر 28 عاما وهو يعمل محامي وسبق له ان سافر الى الولايات المتحدة ومكث هناك لسنة حيث حصل على دورة مكنته من امتلاك اللغة الانجليزية وقال محمود لمراسل”القدس” بانه يعرف جيدا عن مسقط راس ابائه واجداده من خلال الروايات التي يرويها له ولاشقائه جده وهو متمسك بحق العودة داعيا كل الاجيال المتعاقبة الى ذلك وقال انه سبق له ان زار قريته خمس مرات وحينما وصل الى الولايات المتحدة في العام 2005 لم يستطع الا ان يذكر لكل من يساله عن اصله قرية الاباء والاجداد وقد ساله احد الاشخاص عن سر هذا التمسك فاجابه ان ارواح شعبنا معلقة في تراب الوطن حيث لا يوجد اغلى منه، وقال ” انني اجزم ان شعبنا واجياله المتعاقبة سيبقى متمسكا بحق العودة الذي لا يتقادم ولا يمكن ان يسقط وان كرامة شعبنا وحريته من حرية الوطن وكرامته من خلال الحصول على كافة حقوقنا وعلى راسها حق العودة”.
العلاقة بين الاجبال متينة
ويقول محمود الصغير ان العلاقة بين الاجيال اللاجئة هي علاقة وثيقة وتاكيد على ان الكبار الذين يموتون يخلفون لنا ارث مقدس الاوهو حق العودة لا يمكن التنازل عنه وهو ملك لكل الاجيال، أي لشعبنا وامتنا العربية بامتياز”.س
ابو سرور وصحيفة القد
عندما عرف الحاج ابو سرور ان المقابلة سيتم نشرها في جريدة القدس رحب كثيرا فهو يعرفها عن قرب منذ اكثر من اربعين عاما اذ داب على مطالعتها صبيحة كل يوم وقال انها صحيفة فلسطينية يعتز بها، متعرضا الى مؤسسها وصاحبها المرحوم محمود ابو الزلف ويعرف عنه بالتفاصيل حيث اشار الى انه لاجيء من مدينة يافا وسكن القدس وقال “انه رجل ساهم في تعريف الفلسطينيين باوطانهم والتمسك بها من خلال صحيفة القدس المنبر الاعلامي المميز.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles