استنكار واسع لاحداث الخضر

نجيب فراج – اعرب محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل عن استنكاره الشديد ازاء الشجار الذي وقع  مساء امس في محيط دير الخضر للروم الارثوذكس ببلدة الخضر اثناء الاحتفال بعيد مار جرجس للطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي، حيث وقع شجار بين عدد من شبان بلدة الخضر وبين عدد من اهالي مدينة بيت جالا الذين قدموا للمشاركة في هذا العيد السنوي الذي تراس قداسه  المطران عطا الله حنا، فوقع الشجار على خلفية بعض السلوكيات الصبيانية  وتطور الى ان يصبح تراشقا بالحجارة وصل عدد منها الى محيط الدير ذاته وادى الحادث الى اصابة نحو  ثمانية مواطنين بجراح مختلفة  نقلوا   الى مستشفى  الجمعية العربية واحدهم نقل الى المستشفى الاهلي في الخليل  ووصفت حالته بالصعبة ، كما ادى الحادث الى صعوبة خروج المئات من داخل الدير الى منازلهم لبعض الوقت  وقد تدخلت الشرطة الفلسطينية والجهات المعنية وعملت على فض المشكلة التي ظلت اثارها حتى منتصف الليل الماضي.
المحافظ حمايل اكد خلال حديثه لمراسل”القدس”دوت كوم عقب اجتماع امني تراسه قبل عصر اليوم للتباحث في المشكلة انه ومن اجل تبان الحقيقة فان المشكلة ناتجة عن تصرف صبية وعمل صبياني بعيدا عن أي توجه مقصود يمكن ان يسيء للعلاقة الاخوية التاريخية بين المسيحيين والمسلمين في هذه الديار واكبر دليل على ذلك ان هذه هي المشكلة الاولى على مر عشرات السنين الماضية في الخضر وخلال هذا العيد المقدس بل بالعكس فان جماهير محافظة بيت لحم من ابناء الديانة الاسلامية ومن بينهم ابناء الخضر يشاركون في هذه الاحتفالات سنويا  ويفرحون مع اخوانهم المسيحيين ومنهم من يشارك في تقاليد العيد كتقديم النذور وما شابه.
وقال انه ومنذ اللحظات الاولى من وقوع المشكلة توجهت الجهات الرسمية ومن بينهم نائب المحافظ الاخ محمد طه الى دير الخضر وقدموا الاعتذار واكدوا على عمق العلاقة المسيحية الاسلامية  التي يعتز ويفتخر بها لقوتها ومتانتها مؤكدا انه قد جرى تطويق المشكلة ونحن نقوم بعمل حثيث في سبيل تطييب الخواطر، وقال ان الشرطة قد اعتقلت ثلاثة من المتهمين باثارة هذه المشكلة وبحسب التحقيق ونتائجه فانه سيتم اعتقال  كل من يثبت تورطه بهذه المشكلة من قريب او بعيد.
اما رئيس بلدية الخضر توفيق صلاح فقد اكد  بان القضية عابرة وهي عبارة عن شجار صبياني ونحن نستكر استنكارا شديدا لما حصل وهناك اجتماعات متواصلة من قبل مؤسسات الخضر والوجهاء في هذا الموضوع وان الاستنكار عام وشامل ولا احدج يقبل أي اعتداء على الكنيسة او على المواطنين بغض النظر عن ديانتهم او اماكن سكناهم.
من جانبه اكد الدكتور نائل سلمان رئيس بلدية بيت جالا على ان الحادث مستنكر وبعيد وغريب عن عادتنا وتقاليدنا وهو لن يؤثر على الاطلاق على العلاقة الاخوية بين ابناء الشعب الواحد مشيرا الى انه تحدث مطولا مع رئيس بلدية الخضر واتفقا على ضرورة انهاء اثار المشكلة  التي لن تؤثر على العلاقة المتينة بين بيت جالا والخضر.
واشار سلمان ان معظم الجرحى من بيت جالا وعددهم نحو سبعة قد غادروا المشفى وهناك حالتين تحتاجان الى المكوث في المشفى نظرا لحاجتهما لمزيد من الرعاية الطبية.
الحادثة  اثارت ردود فعل مستنكرة بشكل عام واكد العديد من النشطاء بانها  حادثة غريبة ومستنكرة وقال الناشط احمد صلاح  من الخضر بان عيد ” الخضر” هو عيد لكل ابناء البلدة ومحيطها ونحن نعتز ونفتخر بهذه العلاقة  التي تتجسد بوجود الكنيسة قبالة الجامع في الخضر وقد نشر صورة بالفعل لهذين المكانين المقدسين على صفحته في الفيس بوك.
هذا وقد اكد العديد من المتابعين ان الحادثة اصبحت من وراء الظهر ولكن بالضرورة لا بد من اتخاذ اجراءات وقائية في المناسبات القادمة من اجل عدم تكرارها.