نجيب فراج – اكد العديد من المواطنين ان جنود الاحتلال الاسرائيلي المرابطين عند الحاجز العسكري الذي يعرف باسم”الكونتينر” المقام على اراضي السواحرة الشرقية والمطل على طريق وادي النار الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها يستخدمون حتى الكلاب الضالة ضد بعض الشبان الذين يتم توقيفهم عن الحاجز بداعي التفتيش والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية.
ويلاحظ الاف المواطنين الذين يجتازون هذا الحاجز يوميا بان عدد من الكلاب الضالة تشاهد في هذا الحاجز وتبقى رابضة هناك وذلك بفعل ان الجنود اعتادوا على تربيتها وتقديم مخلفات ما يلقونه من طعام لدرجة ان المواطن المسافر يعتقد بانها كلابا بوليسية وهي ليست كذلك بحسب ما يؤكد العديد من المواطنين لمراسل”القدس”دوت كوم وخاصة سائقو المركبات العمومية او سائقوا الشاحانات الثقيلة، ويبلغ عدد الكلاب في بعض الاحيان التي تستظل بهذا الحاجز نحو عشر، واضحت مدربة بطريقة او باخرى من قبل الجنود خلال حركاتهم وخاصة عندما يقفون عدد من المواطنين ويبداون باجراءات التفتيش او ما ماشابه.
الشاب جمال من سكان مدينة بيت لحم وفضل ان يكتفي البوح باسمه الاول قال انه كان يستقل سيارة عمومية قادمة من مدينة رام الله باتجاه بيت لحم، ولدى وصول السيارة منطقة الحاجز طلب منه الجنود الترجل من السيارة واركنوه جانبا وقام احد الجنود بالصراخ عليه لانه رفض ان يجلس القرفصاء ويدير وجهه على الحائط ويرفع يديه الى الخلف وحينما بدا الجندي بالصراخ هجمت عليه ثلاث كلاب وهي تنبح بصورة عالية باتجاهه وحاول الرجوع الى الخلف لتلحقه الكلاب من دون ان
يتدخل الجنود ليزيد من خوفه فاضطر ان يركض ليخلص نفسه من هذه الكلاب وحينها رمى الجنود الهويه له لياخذها عن الارض ويواصل الركض لتواصل الكلاب ذلك وجنود الحاجز تعلو ضحكاتهم من المنظر المخيف حقا حسب وصفه.
وهذا ما حصل لنجوى درويش مدير مركز بديل والتي كانت عائدة الى بيت لحم من الجسر وكان ذلك في حوالي الساعة الثانية عشر والنصف بعد منصف الليل فاوقف الجنود السيارة التي كانت تستقلها واجبروها ان تنزل من السيارة وتنزل امتعتها ايضا ومن ثم طلبوا من سائق السيارة العمومية مواصلة الطريق باتجاه بيت لحم من دونها، وبعد ذلك سلط الجنود الكشافات القوية باتجاهها وطلبوا منها العودة للخلف باتجاه ابو ديس فعادت وهي تحمل حقائبها وهنا لحقتها اربعة كلاب وهي تنبح مما ادى الى اثارة الرعب بها وقالت”لمراسل”القدس”دوت كوم “ان الكلاب الاربعة وهي كلاب ضالة بالتاكيد كانت تسير خلفي وتصطدم احيانا في اقدامها والجنود يتفرجون وما ان غادرت منطقة الحاجز سيرا على الاقدام عادت هذه الكلاب الى الحاجز”.
وفي قصة اخرى فقد اقدم الجنود على ضرب الشاب عمر عادل عبد المعطي”24 سنة” من سكان الخليل لدى مرورها عبر الحاجزبعد ان اوقفوا شاحنة تجارية لنقل البضائع التي كان ابوغليون يقودها ومن ثم طلبوا منه الترجل منها وبعد ذلك انهالوا عليه بالضرب المبرح مستخدمين العصي واعقاب البنادق والقوه بعد ذلك ارضا الى ان حضرت سيارة عربية وقام راكبوها بنقله الى حاجز الامن الوطني عند مدخل بلدة العبيدية، حيث جرى الاتصال باسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني الذي قام طواقمه بنقله الى مستشفى بيت جالا الحكومي في حالة تعب وارهاق وغثيان شديد وغيبوبة بين الحين والاخر
والملفت للانتباه انه وخلال الاعتداء عليه ورميه على الارض كانت نحو خمسة كلاب تحوم حواليه وتنبح وتحاول الاقتراب منه مما ادى الى اخافته.
اما المحامي فريد الاطرش مسؤول الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة الغربية فقد روى حادثة حصلت معه قبل عدة ايام حينما كان يجتاز هذا الحاجز بسيارته فكان احد هذه الكلاب واقفا في وسط الشارع فاضطر الى التوقف خوفا من دهسه وحينها صرخ عليه احد الجنود ان يسير حيث ادى ذلك الى حدوث اختناقات عند الحاجز فرد الاطرش على الجندي بان يبعد الكلب فلم يكترث وظل الكلب لاكثر من خمس دقائق وهو يغلق الشارع قبل ان يبتعد من تلقاء نفسه، ويقول الاطرش”انه لو قام بدهسة لاعتدى عليه الجنود الذين يوضحون بمثل هذه الحلات بانه ليس له دخل بهذه الكلاب”.
من جانبه قال هشام شرباتي الباحث الميداني في مؤسسة الحق انه وثق احدى القصص المشابهة لمواطن من يطا فضل اجتياز الحاجز بمعية ابنه الصغير سيرا على الاقدام نظرا لوجود اكتظاظ وحينها صرخ عليه الجنود لمنعه من ذلك على اعتبار ان اجتياز الحاجز سيرا على الاقدام ممنوع بعرف هؤلاء، فانقضت الكلاب الضالة عليه وعلى ابنه الذي اصيب في حينه.
شرباتي قال لمراسل “القدس”دوت كوم ان هذخه الكلاب هي ضالة وقد تجمعت حول الجنود لقيامهم الاعتناء بها، وان هذه التصرف هو مناف للاعراف والمواثيق الدولي وانتهاك خطير لحقوق الانسان ولا بد من اثارتها امام المؤسسات الدولية لانها تشكل خطرا على حياة المواطنين ولربما تكون ناقلة للامراض خاصة وان هذه الكلاب بدون تطعيم او عناية صحية وقال انه في بعض الاحيان حتى الكلاب البوليسة المدربة التي يستخدمها جنود الاحتلال يفقدون السيطرة عليها فما بالكم بالكلاب الضالة مؤكدا ان استخدامها يدلل على مدى الاستهتار بالمواطنين وعلى مدى الخطورة الناتجة عنها ولا بد من التوقف الفوري عن ذلك.