نجيب فراج -القى الاضراب الذي ينفذه سائقو السيارات العمومية في محافظة الخليل على مختلف الخطوط العاملة ما بين الخليل ومحيطها بما في ذلك خط المواصلات بين بيت لحم والخليل بظلاله على المواطنين بمختلف شرائحهم.
وكان الاضراب قد بدا منذ صباح الاحد الماضي بمشاركة نحو 900 سائق مركبه تعمل على مختلف الخطوط من بينهم نحو ذ74 مركبة تعمل على خط بيت لحم/ الخليل وبالعكس وهو خط رئيسي، حيث جاء الاضراب احتجاجا على قرار بلدية الخليل بضرورة ان يدفع كل سائق مقابل ارضية المجمع الذي جرى تدشينه حديثا في وسط المدينة مبلغ 250 شيكل شهريا.
وبهذا الصدد اعتصم العشرات من السائقين العموميين بمركباتهم صباح اليوم في منطقة باب الزقاق بمدينة بيت لحم في اطار الفعاليات التي ينفذها هؤلاء السائقون حيث شوهدت العشرات من المركبات وهي تقف في الشارع الرئيس القدس الخليل قرب باب الزقاق لهذا الغرض.
وقال السائق علي صبيح البالغ من العمر “33عاما”والذي يعمل سائقا على خط بيت لحم / الخليل منذ 12 عاما قال ان المبلغ المطلوب كبير جدا ومن شانه ان يرهق السائقين لا سيما وانهم يدفعون نحو 200 شيكل للمجمع في بيت لحم اضافة الى اجرة السمسرة 50 شيكل ولذلك فانهم سوف يدفعون مثلها لمجمع الخليل، فان ذلك زيادة اعباء على السائقين ويجعلهم فقط يعملون بدون ربح ولذلك جاء هذا الاضراب معلنا ان كافة السائقين مصممين على مواصلته حتى تحقيق مطالبهم.
اما السائق يوسف علي فقال بان بلدية الخليل ليست وحدها ضد السائقين وانما ايضا وزارة المواصلات التي تؤيد ما تفرضه بلدية الخليل على السائقين ، كذلك فان الشرطة نفسها تلاحق السائقين في شوارع الخليل فيما اذا رفضوا الوصول الى المجمع وربما تفرض عليهم غرامات باهظة.
اما محمد العزة والذي يعمل سمسارا للسيارات العاملة بين بيت لحم والخليل في نقطة التوقف باب الزقاق فقال انه مضرب مع السائقين لان اضرابهم حق ولذلك لا بد من مساندته حيث الاعباء كثيرة مشيرا الى ان الشرطة في بيت لحم لا تسمح الا لسيارتين فقط لتقفا في نقطة باب الزقاق اما المركبات الاخرى فانها مجبورة ان تذهب الى مجمع بيت لحم لتدفع الرسوم هناك ، مشيرا ان السائق على خط الخليل بيت لحم من الممكن ان يتمكن من تحميل حمولة مرتين ذهابا ومرتين ايابا حيث تبلغ اجرة الراكب الواحد تسعة شواقل أي انه ربما يتمكن من تحصيل مئتي شيكل وهذه لا بد ان يقسمها على استحقاقات عديدة بين الضريبة والسولار والترخيص والتامين ومن ثم “الارضيات في كل من مجمعي بيت لحم والخليل”، انها معادلة مكلفة للسائق.
وحسب العديد من السائقين فانهم ليسوا ضد مجمع بلدية الخليل من حيث المبدا ولكنهم ضد المبلغ الباهظ وهم يقايضون البلدية على ان يكون المبلغ مائة شيكل وهذا بحد ذاته مرضي للجميع بحسب قولهم.
من الواضح فان الازمة متفاقمة وان المواطنين الذين يتنقلون بين بيت لحم والخليل وبالعكس والخطوط الاخرى يلاقون صعوبة كبيرة للغاية ، حيث قال جمال من بلدة دورا وهو طالب جامعي في كلية فلسطين الاهلية ببيت لحم بان المسافة بين منزله والجامعة في الوقت الاعتيادي تستغرق نحو اربعين دقيقة ولكن في ظل الاضراب استغرقته نحو ساعة ونصف الساعة، اما في جامعة بيت لحم فقد لوحظ ان المئات من الطلبة من محافظة الخليل وخلال الايام الماضية لم يتمكنوا من الوصول في المواعيد المحددة الى محاضراتهم ولذلك فقد بادرت كتل طلابية مختلفة الى تخصيص حافلات من بيت لحم لنقل طلبة الخليل من والى الجامعة. في محاولات لحل المشكلة ولو جزأئيا ، وفي جامعة بولتكنيك فلسطين تشوشت الدراسة بشكل كبير جراء هذا الاضراب حيث يلاقي الاف الطلبة صعوبات من مختلف المناطق سواءا من بيت لحم او من المواقع المحيطة بمدينة الخليل من الوصول الى جامعتهم، هذا اضافة الى ان عشرات الاف المواطنين يجدون صعوبة في التنقل وخاصة العمال والموظفين العاملين خارج المحافظة او العاملون في المدينة من خارجها.
وبهذا الصدد كان قد التقى نائب رئيس بلدية الخليل جودي أبو اسنينه ، وفداً من غرفة تجارة وصناعة الخليل، يضم عدد من الاعضاء ، بهدف الاطلاع على أخر مستجدات حول محطة بلدية الخليل للمركبات العمومية وما يدور حولها من أحداث، بحضور المهندس يوسف الجعبري، ومدير عام بلدية الخليل ماهر العويوي .
حيث قال أبو إسنينه، ان البلدية تسعى ومن خلال خطتها الاستراتيجية على تطوير المدينة، وزيادة المشاريع الحيوية فيها، وذلك لما لها من اهمية تاريخية التي تعتبر ثاني أقدم مدينة بالعالم، مؤكداً ان البلدية تولي اهتمام كبير بتوفير الخدمات لساكنيها في كافة أرجاء المدينة .
من جانبه، أثنى “النتشة” على موقف بلدية الخليل وجهودها في تقديم الافضل للمواطن في المدينة، مؤكداً على أن مبلغ 250 شيكل التي تطالب البلدية السائقين بدفعها كرسوم استخدام المحطة المركزية هو حد أدنى لتشغيل المجمع ، وطالب 
السائقين بالكف عن الاضراب والاضرار بمصالح المواطنين وانعكاسات ذلك على الاقتصاد المحلي