نجيب فراج – نظمت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيت لحم ظهر اليوم اعتصاما امام البوابة الحديدية التي تفصل بين بيت لحم وتوأمها مدينة القدس عند المعبر الشمالي احتجاجا على الاعتداء الذي نفذه جنود اسرائيليون ضد المصور الصحفي يوسف شكارنة من سكان قرية نحالين مساء السبت الماضي حينما كان يقوم بالتصوير لصالح فيلم وثائق حول معاناة العمال الفلسطينيين وكيف يضطرون لاجتياز مناطق الخط الاخضر للوصول الى اماكن عملهم نظرا لعدم تمكنهم من الحصول على تصاريح الدخول الى المناطق الاسرائيلية واثناء ذلك انقض عليه اربعة جنود كانوا ينصبون الكمائن للعمال بالقرب من قرية وادي فوكين غرب بيت لحم المحاذية تماما لمناطق الخط الاخضر، وضربوه ضربا مبرحا وهم يعرفون بانه صحفي وحطموا كاميرته، وادى ذلك الى اصابته بجروح في وجهه ويديه واقدامه ونقل الى مستشفى بيت جالا الحكومي.
العشرات من الصحافيين المشاركين في الاعتصام اعلنوا عن استنكارهم لهذا الاعتداء ورفعوا اللافتات التي تطالب بضرورة وضع حد لاعتداءات الجيش الاسرائيلي المتعمدة ضد الصحافيين من اجل الحد من حريتهم والحد من نقل الحقيقة على الارض، وقرأ من بين الشعارات “حرية الحركة للصحافيين الفلسطينيين حق مقدس ولن يفلت مجرمو الاحتلال من العقاب”، “نطالب الاتحاد الدولي للصحافيين العمل على فضح الانتهاكات الاسرائيلية ضد الصحافيين الفلسطينيين”، “لا للاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين”.
وقال عبد الناصر النجار نقيب الصحافيين ، جئنا اليوم لنرفع صوتنا ضد الاعتداء الجديد على الصحافيين وهذه المرة جرى استهداف زميلنا عضو الهيئة العامة للنقابة يوسف شكارنة والذي اصيب بجراح في مختلف انحاء جسده، انه اعتداء وحشي يؤكد للمرة المليون ان دولة اسرائيل تريد حرية الصحافة على طريقتها وعلى حجم قبضة يدها وبالتالي فهي تدعي انها مع هذه الحرية ولكن الحقيقة غير ذلك على الاطلاق والاثباتات كثيرة على الارض ، فالسجون تشهد لعدد المعتقلين من الصحافيين والكتاب على مر العقود الماضية ، وكذلك استشهاد عدد اخر من الصحافيين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقال النجار ان استهداف الصحافيين بهذه الطريقة الوحشية يؤكد على ان ادعاءات اسرائيل بانها تجري تسهيلات للصحافيين انما هي ادعاءات كاذبة على الاطلاق، معلنا ان سيم توكيل محامي بالتعاون مع وزارة الاعلام الفلسطينية لرفع شكوى على الجنود الذين استهدفوا الزميل يوسف كونه صحفيا.
اما وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة فقد استنكر بدوره الاعتداء على الصحفي شكارنة وقال ان ذلك يثبت بان حكومة اسرائيلية حكومة فاشية وهي لا يمكن ان تعد شريكا في عملية السلام بانتهاجها كل هذه الممارسات المتمثلة بمواصلة الاستيطان ونهب الارض وسرقة الموارد الطبيعية والاعتداء على المواطنين والقطاعات المختلفة وعلى الراس منها الصحافيين وممثلي وسائل الاعلام المختلفة.
وكانت قوات الاحتلال ما ان شاهدت جموع الصحافيين قد وصلوا الى محيط الحاجز اغلقوا البوابة الحديدية امام حركة السير مما ادى في البداية الى حدوث اختناقات مرورية.
وفي اعقاب الاعتصام توجه المعتصمون من الصحافيين الى قرية نحالين حيث مسقط راس الصحفي شكارنة وجرى معايدته هناك والاطمئنان على صحته.