Image may be NSFW.
Clik here to view. نجيب فراج – تستضيف كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة ومقرها مدينة بيت لحم، الفنان العراقي سينا عطا المختص بالفن التشكيلي، ولكن هذه الاستضافة من نوع اخر وتحمل رائحة اخرى ومغزى اخر حيث دعته من اجل ان يحاضر لطلبتها في مجال الفن التشكيلي اذ يقيم عطا في الاردن منذ العام 1991 حين خروجه من بغداد مسقط راسه ولكنه يحمل الجنسية الامريكية، وقد وصل الاراضي الفلسطينية في اواخر الشهر الماضي عبر معبر الشبخ حسين كي يقيم هنا لمدة خمسة اشهر ليحاضر في هذه الكلية الا ان السلطات الاسرائيلية لم تسمح له الا لمدة شهر ومع ذلك قرر استغلال هذه المدة ايما استغلال بحسب ما يقول.
لا شك ان عطا يشعر بانه شخص مميز في الكلية لانه يكاد ان يكون الشخص العربي الوحيد المتواجد في اروقة الكلية وساحاتها وبالتالي يميزه الطلبة والمدرسين على حد سواء ويهتمون به في كل شيء ، فهو لايمكن ان يجلس في كافتيريا الكلية الا ان يتحدث واياه من يدخلها سواء بالقاء التحية عليه او يتقديم عرض له عما يريد ان يشربه ودائما رده يكون بالابتسامة والشكر على حد سواء، وهو يقر خلال لقائه مع “القدس” بان المعامله معه فيها الكثير من الخصوصية نظرا لطبيعة الشعب الفلسطيني المضياف ونظرا لافتقادهم التواصل الطبيعي مع بعدهم القومي.
يبلغ الفنان عطا 59 سنة ومن الواضح بان الزمن قد توقف عند حد ما من العمر الاصغر لديه فمن يشاهده لا يمكن الا ان يفكر انه شاب لا يتعدى الاربعين ويجيب على ذلك بثقة كاملة بان العمر غير مهم، المهم هنا الروح، وبماذا يشعر المرء ذاته ، ويشير الى بدايات انخراطه في هذا النوع من الفن الى الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لثمانية سنوات وتكبد فيها الجانبين خسائر كبيرة جدا وقال “تولد لدي احباط شديد ولكي اعمل على معالجته التجأت الى هذا النوع من الفن رغم ان دراستي كانت في مجال الهندسة ، حيث عملت او حاولت ان اوظف الاحباط بشكل ايجابي لتفريغ الاوهام، فكانت اللوحات التي رسمتها غامقة الالوان ووجوه حزينة ، والى ما شابه من ذلك ، ومن يشاهد اللوحات يدرك مدى الدمار ويدرك ان من يرسمها هو ضد هذه الحرب رغم عدم وجود أي مساحة للتعبير عن ذلك في زمن نظام حزب البعث الاستبدادي “.
اقام الفنان سينا عطا العديد من المعارض في العراق وبالتحديد في العاصمة قبل مغادرتها وكان اخر معرض اقامه في بغداد بقاعة الرواق حيث امتازت بغداد بحركة فنية نشطة لا يمكن وصفها ولكنها انعدمت بعد الدخول الامريكي في العام 2003 .
وواصل هذا الفنان رسوماته في عمان العاصمة الاردنية واقام العديد من المعارض في كل من عمان ودبي على حد سواء ، ويصف الوضع الفني بالاردن لا باس به وهناك العديد من قاعات الفن في عمان، معتقدا ان النزوح العراقي الى الاردن فادها لان الكثير من الفنانين العراقيين ذو الامكانيات الكبيرة قد سكنوا الاردن وساهموا في نشر انتاجاتهم وخبراتهم التراكية هناك فشكل ذلك نوع من رفد الحركة الفنية التشكيلة في الاردن.
ويعتبر عطا نفسه بانه فنان انساني يعكس الكثير من المواقف والمشاهد والاحداث بشكل انساني لتكون صالحة في كل زمان ومكان ويتعاطى معها كل من يشاهدها بغض Image may be NSFW.
Clik here to view.Image may be NSFW.
Clik here to view.النظر عن ظروفه الخاصة فيمكن ان يراها في لوحاته.
اما عن رايه في الفن التشكيلي الفلسطيني فقد قال بانه لم يقم بعد بتشكيل الفكرة عنه كونه حديث الزيارة ولكنه قام في رام الله بمشاهدة قاعة “ون” واخذ انطباعا جيدا من حيث المساحة ومن حيث الجهود المبذولة في المعارض الفنية بهذا الاتجاه وعن وجوده في كلية دار الكلمة وفي بيت لحم اعرب عن اعتزازه وفخره لوجوده في هذه البلاد وقال انها التجربة الاولى له في مجال تقديم المحاضرات فالفلسطينيون منحوه فرصة التدريس في مجال الفن وهذا من شانه ان يعمق من تجربته ويعطيها بعدا اخر مشيدا بالكلية وادارتها فهي توفر حرية كاملة للطلبة والتعمق في الحداثه بالدروس، كما اشاد بالطلبة انفسهم فهم رائعون ولديهم الكثير مما يقولونه ويفعلونه على صعيد التعبير عن ذاتهم واوضاعهم ، ومن بين ما فعله طلبته انجزوا لوحة باللغة العبرية كتبوا فيها “انا فلسطيني” وهذا يعكس مدى الاعتزاز بقوميتهم والتمسك بها حتى في لغة العدو.
ومن بين الاعمال الفنية ثلاثية الابعاد التي نفذها الطلبة وبافكار منهم قيام الطالب يزن ابو سلامة بحفر قبر في حديقة الكلية الخلفية ويقول هذا الطالب لمراسل”القدس” بان الفكرة نبعت ان الموت في هذه الديار بفعل الاحتلال كثير وانه غير طبيعي حينما يدفن الاب ابنه، ولذلك جائت الفكرة وبدأ بالفعل في الحقر اذ بذل جهدا عضليا وجسديا كبيرا.
وفي فكرة اخرى نفذها الطالب مارك ابو عميا وبمعية عدد من زملائه هو تكديس كبير لعلب من الحديد واصفا ان الفكرة جائت لديه من قبيل ان الحديد بدون مشاعر في اشارة الى مدى قسوة البشر على بعضهم البعض بمشاعر قريبة من الحديد.
اما الطالب محمد مصطفى فقد نفذ شكلا على الارض يرمز الى جدار الفصل العنصري والذي اعطى شكل رقم 8 بالانجليزية أي لا نهاية ولا بداية ويقول لمراسل القدس ان المغزى من ذلك هو اظهار مدى قساوة الجدار وعنصريته.
كل هذه الاعمال يشرف عليها الفنان سينا عطا ويؤكد انها لها دلالات كبيرة واهمها عكست عما يجول في خواطر الطلبة وكذلك بينت على مدى اكتنازهم لمواهب فنية يمكن ان تتطور ولا بد لان يكون لكلية دار الكلمة دورا كبيرا في صقل هذه المواهب..
وبهذا الصدد تقول تمارا مصلح من دائرة العلاقات العامة ان الكلية هي اول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الادائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم، حيث ان خريجيها وطلبتها يشاركون في المعارض والنشاطات والمهرجانات الفنية والثقافية المحلية والدولية.