العزل الانفرادي السلاح المتواصل ضد الاسرى

 نجيب فراج -يخوض الأسير شكري الخواجا، إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم السابع على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك احتجاجا على عزله المستمر منذ أكثر من 16 شهرًا، وبسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له.
فمنذ تاريخ 17/12/2014 يقبع الخواجا بأوامر من جهاز مخابرات الاحتلال في العزل الانفرادي، حيث عُزل في المرة الأولى بسجن الرملة لمدة 6 أشهر، وتم تجديد عزله أكثر من مرة، فيما يقبع حالياً في عزل سجن ريمون.
وتعود جذور الأسير الخواجا إلى قرية نعلين، الواقعة غربي مدينة رام الله، تلك القرية التي وُلد فيها في العام 1969، فترعرع بين ثناياها، وتعلم حب الوطن من أرضها.
ويعدّ شكري الخواجا المعروف بين زملائه ومعارفه بـ”أبو ساجدة” وهو ، أحد أبرز القيادات التي أمضت فترات طويلة داخل سجون الاحتلال، وكان لها أثر ودور كبير في الأسر، حيث أمضى ما يزيد عن 16 عامًا في الأسر، وهي حصيلة اعتقالات عدة ابتدأت معه في العام 1992.
ففي ذاك العام، اعتقل للمرة الأولى وحُكم بالسجن 3 سنوات على خلفية نشاطه مع حركة حماس، حيث تعرض للتعذيب الشديد خلال التحقيق معه، فيما أفرج عنه بعد انقضاء محكوميته.
ولم يكد يتزوج بعد خروجه من المعتقل في بداية العام 1996، حتى أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى بعد أقل من 10 أشهر ، ليحكمه لمدة 9 سنوات جديدة انتهت بتحويله للنيابة فور انتهاء محكوميته، فحولته محاكم الاحتلال إلى الاعتقال الإداري مدة عام ونصف، ليفرج عنه بعدها ويخرج للحرية حاملًا معه مشاكل صحية عدة ألمت به بسبب الأسر.
وفي اعتقاله الأخير الذي يتواصل إلى اليوم، حوّل الاحتلال الخواجا للاعتقال الإداري مجددًا، وبعد أن انتهت شهوره الست حوله لقضية تعرّض خلالها للتحقيق العسكري، حيث تطالب النيابة العسكرية بسجنه 15 عامًا، فيما لا يزال يقبع في العزل الانفرادي منذ 16 شهرا.
عين واحدة
وقد كان من أبرز ما فقده الخواجا بسبب الاعتقال، عينه اليمنى التي فقد الإبصار بها نتيجة الإهمال الطبي داخل الأسر، ليحاول معالجتها من جديد بعد خروجه من السجن، عدا عن مشاكل عدة يعاني منها كالسمع والمعدة وارتفاع في الدهون والكوليسترول في الدم وأوجاع الظهر والقدمين، وذلك نتيجة تعرضه للتعذيب أثناء التحقيق معه.
ونتيجة للإهمال الطبي المتعمد واستمرار إدارة السجون في عزله، قرر الخواجا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام، فيما سانده الكثير من الأسرى بخطوات تدريجية في الإضراب عن الطعام، حيث أضرب إلى الآن 35 أسيرًا تضامنًا معه، وللضغط على إدارة السجون من أجل إنهاء عزله الانفرادي.