نجيب فراج -تظاهر العشرات من المواطنين، أمام القنصلية الفرنسية في مدينة حيفا، ضد حرب السعودية على اليمن وضد الدعم الفرنسي لهذه الحرب. وجاءت التظاهرة بمبادرة من نشطاء الحزب الشيوعي والجبهة وحركة “أبناء البلد”، في أعقاب إبرام صفقة أسلحة وُصفت بـ “العملاقة” بـقيمة 11 مليار دولار بين فرنسا والسعودية، في شهر آذار الفائت.
وطالب المتظاهرون بوقف هذه الحرب الإجرامية، والتي قُتل فيها منذ العام الماضي آلاف اليمنيين، بينهم مئات الأطفال والنساء، كما طالبوا بوقف دعم الحكومة الفرنسية السياسي والعسكري لهذه الحرب، وندّدوا بالتحالف الإستراتيجي بين الحكومة الإسرائيلية والنظام السعودي، والذي بات معالمه واضحة – بحسب المتظاهرين – في سوريا وفي اليمن وفي لبنان، وكذلك في الشأن الفلسطيني.
• انتقاد “السلطة” و”حماس”
كما انتقد المتظاهرون بشدّة الموقف الرسمي لـ”السلطة الفلسطينية” وكذلك موقف الجناح السياسي لحركة “حماس”، في تأييد الحرب على اليمن، وكذلك تأييد خطوات ما يسمّى “جامعة الدول العربية” ضد سوريا وضد المقاومة اللبنانية. واعتبر المتظاهرون أنّ هذا الموقف يسيء للشعب الفلسطيني برمّته، خصوصًا وأنّ الشعبين السوري واليمني من أكثر الشعوب العربية تعاطفًا مع فلسطين وقضيتها العادلة. وقال المتظاهرون إنّه”بينما تتبجّح فرنسا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، نراها تمدّ أكثر الأنظمة رجعيةً وانحطاطًا بالسلاح والغطاء السياسي. وهذا يؤكد أنّ الهدف الحقيقي للدول الغربية هو السيطرة على المنطقة سياسيًا واقتصاديًا، وإضعاف دول المنطقة وتفتيت شعوبها على أسس طائفية وتطبيق سياسة “فرّق تسد” الاستعمارية المعروفة، وبالتالي خدمة العدوانية والهيمنة الإسرائيلية”.
• تحية لصنعاء وتدمر والضاحية
ونقلت صحيفة الاتحاد الحيفاوية ان ك بين المتظاهرين رئيس معهد إميل توما وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي عصام مخول، وسكرتير منطقة حيفا الحزبية رجا زعاترة، وعضو اللجنة المركزية للحزب طارق ياسين، وعضوا اللجنة المركزية لحركة “أبناء البلد” طاهر سيف وأحمد خليفة، ومدير مكتب اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية الكاتب عبد عنبتاوي.
ورُفعت في التظاهرة الأعلام اليمنية والسورية والفلسطينية. ورُدّد العديد من الهتافات، من بينها: “يا بيبي ويا سلمان، تحالفكم راح ينهان”، “يا سعودي ضب فلوسك، بكرا الشعب اليمني يدوسك”، “دمِّر يا سوري دمّر، كل القوى الفاشية”، “كل الخزي وكل العار، لعملاء الاستعمار”، “من حيفا التحية، لصنعاء الأبية”، “من حيفا التحية، لتدمر الأبية”، “من حيفا التحية، للضاحية الجنوبية”،”يا فتح ويا حماس، المُقاوِم ما بينداس”، “علّمنا التاريخ وقال، أمريكا راس الحية”، “الإرهابي مين مين، هو الوهّابي اللعين”،و”ما منهاب ما منهاب، فرنسا بترعى الإرهاب”، و”مهما تفتوا ملايين، جاي دولة فلسطين”، وغيرها من الهتافات المندّدة بالثالوث الدنس – الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية، والمؤيدة لحق وواجب الشعوب في مقاومة هذا الثالوث وجرائمه الدموية ومخططاته اللصوصية.
هذا، ويُذكر أنّ دورياتٍ من الشرطة كانت قد هُرعت إلى المكان، وحاولت ثني المتظاهرين عن ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم. ولكنها باءت بالفشل الذّريع.