نجيب فراج – ينهمك المحاضر الجامعي الشاب يعقوب الصليبي بالتفكير كثيرا من اجل التوصل الى افضل النتائج بشان التطورات الاقتصادية في فلسطين وحل بعض المعادلات المعقدة اكاديميا ، وخاصة فيما يتعلق باسعار صرف العملات المتداولة في الاراضي الفلسطينية والتي تؤثر كثيرا على اداء الاقتصاد الفلسطيني.
تاثير صرف العملات على الاقتصاد الفلسطيني
وبهذا الصدد فقد اعد الاستاذ الصليبي الذي يحاضر في مجال العلوم المالية والمصرفية بجامعة بيت لحم، بحثا علميا متخصصا واستحوذ كل العوامل المهنية، وقد اعده باللغة الانجليزية اثناء وجوده في بريطانيا لمدة عام وعلى اساس هذا البحث لم يتمكن فقط من ان يحصل على شهادة الماجستير من جامعة براد فورد العريقة خلال تواجده لمدة عام وحسب بل تمكن ان يحظى باهتمام وسائل الاعلام البريطانية المكتوبة او تلك على مواقع الانتر نت ، وكانت الرسالة حول”تاثير علاقة تذبذبات اسعار صرف العملات على اداء الاقتصاد الفلسطيني”.
المهمة المعقدة
وقال الصليبي انه عندما فكر باتمام هذا البحث واستشار عددا من زملائه الطلبة الدارسين معه وكان واحدا من امريكا والثاني من المانيا والثالث من فلندا استغربوا اختياره البحث عن هذا الموضوع اذ قال له الطالب الامريكي “ان البحث لن يكون مجديا حيث تتناول موضوعا في مجتمع صغير لا يتعدى السكان فيه اربعة ملايين والمقصود الفلسطينيين المتواجدين في الضفة والقطاع، ومع ذلك فانه صمم على انجازه، وكانت المهمة معقدة للغاية على اعتبار انه وعندما عاد للبحث عن مراجع او ابحاث قد انجزت للبناء عليها لم يجد شيئا وهنا تعقدت المسألة من جهة ومن جهة اخرى فانه البحث الاول من نوعه بهذا الخصوص عكس ما وجده الامريكي في بحثه عن الاقتصاد الامريكي الذي اعتمد على الكثير من المواد والابحاث التي اعدها الباحثون والدراسون في امريكا.
ومع ذلك استمر المحاضر الصليبي في البحث الذي مكث معه من الزمن عام واحد وعندما قدمه للاستاذ المشرف عليه تبين كم هو هام وقيم لدرجة انه احتل مساحة في الصحافة البريطانية التي تكاد ان تفرد له مكانا وبالفعل نجح في ذلك.
وضع اسعار العملات
واحتوى البحث العلمي على مكانة صرف سعر العملات المتداولة في الاراضي الفلسطينية وقد تبين انه عندما يكون ارتفاع في سعر الدولار الامريكي مقابل الشيكل فانه سوف يؤثر بشكل كبير سلبيا على الناتج المحلي من حيث الاستهلاك والاستثمار والانفاق الحكومي وعلى صافي الوارادات والصادرات وفي هذه الحالة فان المواطنين سوف يضطرون للاتجاه نحو تجميد اموالهم او اخراجها للاستثمار خارج الوطن وربما بعضا منها الى اسرائيل.
اما في حالة ارتفاع سعر صرف الدينار مقابل الشيكل الاسرائيلي فان ذلك سوف يؤثر بالايجاب على الناتج المحلي والسبب يعود كون سعر الدينار ثابت امام الدولار ولذا فان وتيرة انفاق الفرد والاستثمار في البلاد يزيد، وكذا الحال وضع اليورو الاوروبي مقابل الشيكل فعندما ترتفع اسعاره فان التاثير علينا يكون ايجابي مائه بالمائه، والسبب يعود في ذلك لوجود كثير من الداعمين من الدول الاوربية لفلسطين سواءا كان حكومي او غير حكومي، ونوه صليبي في حديثه اننا نتحدث هنا عن اربع عملات في الاراضي الفلسطيني وبدون ان تكون عملة فلسطينية وهنا تكمن المعضلة ولذا فانني استخلصت في بحثي بضرورة العمل على اعتماد عملة فلسطينية من اجل الخروج من هذا المأزق المتمثل ببط نمو الاقتصاد الفلسطيني نظرا لاختلاف العملات المعتمدة وحينها سوف يكون الوضع مثالي ويتم تسريع نمو ونهوض الاقتصاد الفلسطيني، مع اشتراط ان تكون العملة الفلسطينية ولنفترض “الجنيه الفلسطيني” لها سعر صرف قريب من الدينار او اليورو والافضل ان يتم تبيت سعر صرف العملة مقابل الدينار وذلك نظرا لخصوصية العلاقة مع الاردن جغرافيا وتاريخيا.
شرطان للعملة الوطنية
وقال الصليبي ان البحث توصل الى انه من اجل اصدار عملة فلسطينية يحتاج ذلك الى شرطين هامين اولهما يجب ان تكون موحدة مع قطاع غزة صحيح ان الاقتصاد في الضفة يختلف عنه في القطاع ولكن يجب ان تكون العملة موحدة، اما الشرط الثاني يكمن في عدم محاولة الحكومة الفلسطينية تغطية عجزها عن طريق طباعة مزيد من النقود لتغطية العجز وهو خطأ كبير على اعتبار انها ليت قادمة من عملية انتاجية وهنا سوف يحصل تضخم كبير في الدولة.
وشدد الصليبي في حديثه على ان العملة الوطنية والبنك المركزي متلازمان ولذا لا بد من انشاء بنك مركزي ليتبنى هذه العملة وحينها هو بحاجة الى معدات كبيرة لطباعة العملة وهذا يحتاج الى موافقة اسرائيل واعتقد انها ترفض ذلك ولذا فان الاستقلال لفلسطين هو الحل الامثل والجذري للخروج من حالة الارباك في تداول العملات بغياب العملة الوطنية وهذا ما توصل اليه البحث.
الفكرة الفريدة
عندما انجز البحث وهو الاول من نوعه ابدى القائمون عليه وزملاء الشاب الصليبي الذين كانوا قد نصحوه بعدم عمله اعجابا كبيرا لما حمل من فكرة فريدة ولما احتوى عليه من ارقام وحقائق مسندة بمراجع عديدة ولما امتاز من مصطلحات باللغة الانجليزية، موضحا بانه لم يجد مرجعا فلسطينيا واحدا في الموضوع يستند اليه وهذا ما احزنه، مؤكدا على ضرورة ان يتم انتهاج سياسة البحث العلمي الدقيق والجاد في فلسطين لما ذلك سوف يرفع من مستوى التعليم وبالتالي تطور بلادنا.
الابحاث العلمية في بلادنا
بعد انتهائه من رسالة الماجستير في العام 2013 عاد الشاب الصليبي البالغ من العمر 27 عاما الى جامعته بيت لحم التي تخرج منها ليعمل محاضرا فيها بكلية ادارة الاعمال في مجال العلوم المصرفية والمالية، كما يشغل يعقوب سفيرا لجامعة برافورد في فلسطين