البحث في كيفية النهوض بواقع ذوي الاحتياجات الخاصة

نجيب فراج -نظمت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة جنين والاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة فرع جنين ورشة عمل بعنوان ” النهوض بواقع مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل الفلسطيني”.
ورحبت ريما قنواتي مديرة تطوير البرامج والمشاريع في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل بالحضور خلال افتتاحها للجلسة، وعرفت قنواتي الحضور بعمل جمعية بيت لحم العربية للتأهيل والدور الذي تلعبه في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في سوق العمل كجزء من عمل برنامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة. ووضحت الهدف من اللقاء والمحاور الرئيسية للنقاش. وذكرت ريما في كلمتها أهمية تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في سوق العمل، والأثر الإيجابي لذلك، علما بأن نسبة البطالة في لدى الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين تصل إلى 87.6%.
وفي كلمته الافتتاحية أكد السيد محمد كميل مدير عام غرفة تجارة صناعة محافظة جنين على أهمية الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المحلي. كما تحدث عن دور الغرفة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، وثمن السيد كميل الدور الذي تلعبه جمعية بيت لحم العربية للتأهيل فيما يخص تدريب وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة. كما أشاد بدور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأنه رافعة العمل التنموي في فلسطين، الأمر الذي يؤكد على أهمية القطاع الخاص في دمج وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة. وأكد في ختام كلمته بأن غرفة الصناعة والتجارة ستعمل على تحفيز القطاع الخاص ودعمه وتشجيعه ليلعب هذا الدور.
واستهل النقاش منسق التوعية والمناصرة عوض عبيات، بمداخلة ناقش فيها ضرورة الخروج من مرحلة التعامل مع قضية الإعاقة من منطلق الشفقة إلى التعامل مع قضية الإعاقة من منظور تنموي حقوقي وشمولي. وأكد على أن الإعاقة في ظل النهج التنموي الشمولي هي شكل من أشكال التنوع البشري الطبيعي. كما أشار في كلمته بأن تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة يجب ألا يبنى على أساس رعائي مبني على الشفقة بل على أساس قدرات مبني على الحقوق الطبيعة والتي من أهمها الحق في العمل اللائق. وفي خلال حديثه تطرق عبيات لضرورة الوصول إلى بيئات عمل دامجة وجامعة، وأن ذلك هدف تنموي يحقق مصلحة المجتمع، ولا تنحصر فوائده على الأشخاص ذوي الإعاقة. كما عرج السيد عوض على أن الإعاقة تنتفي في ظل وجود بيئة عمل موائمة ودامجة. وأورد في نفس السياق مجموعة من الأمثلة الحية تثبت بأن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون قدرات وطاقات تؤهلهم للعمل وهذا ما نعايشه خلال عملنا مع العديد من مؤسسات القطاع الخاص والعام وخصوصا تلك التي أعطت الفرص لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أثبتوا نجاحا وظيفاً وساهموا بشكل كبير في تحقيق الأرباح للشركات التي عملوا فيها.
وعرض السيد مهران الطويل مدير برنامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل على الحضور فوائد الدمج وآلياته. وذكر الدور التي تلعبه جمعية بيت لحم العربية للتأهيل والذي يبدأ بمرحلة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، ثم التشخيص مهني، ومن ثم مرحلة المساعدة في تحديد التوجهات، ومن ثم التشغيل والمتابعة في مكان العمل. بهذا يكون الشخص على جاهزية عالية للاندماج في سوق العمل. كما استعرض الطويل الآثار الإيجابية التي تجنيها الشركات نتيجة تبنيها لمفهوم التنوع ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة عملها، الأمر الذي أكدت عليه مجموعة من الدراسات الدولية وعلى رأسها دراسة منظمة العمل الدولية، كما أن التجربة العملية تؤكد على هذه النتائج والتي من أهمها تحسيت صورة الشركة لدى المجتمع، الانفتاح على أسواق جديدة، واستقطاب فئة جديدة من الزبائن، وزيادة أرباح وانتاجية الشركة. علماً بأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر التزاماً بالوقت ولديهم ثبات وظيفي أعلى.
وخلال النقاش طرح الحضور مجموعة من الاستفسارات حول موضوع تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في سوق العمل. ومن النقاط التي تم طرحها موضوع الموائمة وتأمين العمال من ذوي الإعاقة. واكد السيد مهران بأن تأمين العمال والموظفين من الأشخاص ذوي الإعاقة مكفول بالقانون، وأنه لا يوجد تكلفة إضافية لتأمينهم. وفي موضوع الموائمة عدد السيد مهران الطويل الفوائد التي تجنيها الشركات في حال وائمة أماكن عملها، وأورد للحضور عدد من الأمثلة من الشركات المحلية والعالمية التي زادت نسبة أربحاها بعد أن وائمة أماكن عملها ومنتجاتها.
وفي ختام اللقاء أكد الحضور على ضرورة استمرار التواصل والتعاون وذلك من خلال البدء بتطوير مبادرات من شأنها الوصول إلى تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي نفس السياق أكدت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل بأنها جاهزة لتسخير مصادرها وخبراتها وكادرها من أجل تقديم خدمات مهنية لشركات القطاع الخاص من أجل عمل الترتيبات التيسرية اللازمة.