نجيب فراج -يستذكر اهالي بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم حين انتشار خبر اصابة الطبيب هشام عطوان عصر اليوم برصاص الاحتلال الاسرائيلي بجروح وصفت بالخطيرة ولكنها مستقرة تلك الحادثة التي ادت قبل نحو 14 عاما في ذات البلدة وعلى مسافة ليست ببعيدة عن حادثة اليوم استشهاد الطبيب احمد نعمان برصاص الجيش الاسرائيلي وهو مدير مستشفى اليمامة الذي تغير اسمه ليصبح “مستشفى الدكتور احمد نعمان”.
وحسب العديد من الاهالي فان قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة الواقعة على بعد عدة كيلو امتار من مدينة بيت لحم اطلقت الرصاص العشوائي وبشكل جنوني في البلدة ما ادى الى اصابة الدكتور عطوان البالغ من العمر نحو”40 عاما” وهو يقف امام عيادته وهو احد اشهر الاخصائيين في معالجة اللثة وتقويم الاسنان حيث اصيب بجراح في صدره جراء شظايا عدة اصابت صدره ونقل بحسب محمد عوض مدير الاسعاف والطواريء في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني الى مستشفى اليمامة ووصف وضعه بانه صعب ومن ثم جرى نقله الى مستشفى بيت جالا الحكومي وقد تلقى العلاج الطبي اللازم اذ اعلن هناك ان حالته قد استقرت.
واصيب في احداث الخضر اليوم ايضا الفتى يزن عبد السلام صلاح برصاصة في صدره حيث وصفت حالته بانها خطرة واخضع للعلاج في مستشفى اليمامة، وجائت الاحداث عقب قيام قوة عسكرية اسرائيلية بالتوغل في وضح النهار الى قلب الخضر لتقع مواجهات مع قوات الاحتلال التي اطلقت الرصاص وبشكل جنوني ما ادى الى اصابة الطبيب والفتى.
وبلا شك فان حادثة اصابة الطبيب عطوان ذكرت الاهالي بحادثة استشهاد الدكتور نعمان في التاسع من اذار من عام 2002 حينما كان يقف على بعد مسافات قليلة من مدخل المشفى فادى الى استشهاده في ذلك الوقت حيث اصيب برصاصات قاتلة وهو في الاربعين من عمره من قبل جنود الاحتلال من دون ان تقع اية احداث في ذلك الوقت حيث لم تصل الشمس الى منتصف السماء بعد .
ويقول الناشط احمد صلاح منسق لجنة مواجهة الاحتلال والاستيطان في البلدة “ما اشبه اليوم بالبارحة فحادثة اصابة الدكتور عطوان ذكرتنا جميعا لماحصل للشهيد الدكتور نعمان، وهو تاكيد على ان شيء لم يتغير علينا نحن ابناء الشعب الفلسطيني في كل المواقع، وبالتالي ورغم مرور ليس فقط 14 عام على الحادثتين بل مرور نحو سبعين عاما على النكبة والمجازر والاحداث المتلاحقة من قبل قوات الاحتلال، حيث اثبتت ان حكومات اسرائيل المتعاقبة ظلت على ذات النهج في التدمير والقتل وتهويد الارض وهي أي هذه الحكومات لم يغادر عقليتها هذه القوة الغاشمة التي تستهدف الطفل والشيخ والرجل والمراة والطبيب وطواقم الاسعاف والصحافيين، وهذه الحكومات مصرة على انتهاج هذا النهج رغم ادعائها انها تسعى للسلام وهي اكذوبة كبيرة”، متسائلا ما ذنب الطبيب بان يصاب او يقتل بمثل هذه الطريقة الغاشمة وما ذنب المراة الحامل او الشيخ العجوز فقط لانهم فلسطينيون ، وقال لو ان الحادثة في امريكا او اوروبا لقامت الدنيا ولم تقعد ولكن ان يحدث هنا استهداف الاطباء فاصبح شيء عادي، وقال ان المجتمع الدولي غير عادل حيث يتكرر مشهد الاعتداء على الاطباء الذين يملكون في كل اصقاع المعمورة حصانة في الحرب والسلام في الليل والنهار، مستذكرا ايضا الطبيب الالماني المتزوج من فلسطينية في مدينة بيت جالا الشهيد هاري فيشر الذي خرج من منزله ليلا في بيت جالا بعد قصف اسرائيلي لمنازل هناك وقد سمع صراخا من المواطنين يطالبون بالنجدة والاسعاف نظرا لوقوع اصابات فاستل الشهيد فيشر حقيبته الطبية كي يعالج المصابين وقبل ان يصل المنزل المستهدف سيرا على الاقدام استهدفه صاروخ من مروحية فحوله الى اشلاء، وكل جريمته بانه خرج لانجاد من يحتاج”.
دفع القطاع الصحي والطبي الكثير من الشهداء لان جريمتهم هو اسعاف المصابين وتكررت الاحداث في الانتفاضتين وخلال الحروب الثلاث على قطاع غزة وتكررت في هذه الهبة فقد سجلت الكثير من الاصابات في صفوفهم وخاصة طواقم الاسعاف في الهلال الاحمر الفلسطيني وكذلك الطبيب الشاب عمرو عقل من الخليل والذي اصابته في شهر اكتوبر الماضي رصاصة مغلفة بالمطاط فادت الى اقتلاع عينه اليمنى وكل ذنبه انه كان يقوم بمعالجة مصابين خلال مواجهات في المدينة.
↧
ما اشبه اليوم بالبارحة.. بين استهداف الطبيبين هشام عطوان واحمد نعمان
↧