Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

معابر تتحول الى علب ساردين لالاف العمال التي تكلفهم المس بكرامتهم

$
0
0

12660488_1803757296518112_864607769_nنجيب فراج – يعود العامل الفلسطيني رشيد البيك الى منزله في بلدة الخضر عند الساعة السابعة مساءا منهكا بعد يوم طويل من العمل في داخل احدى الورش الاسرائيلية بمنطقة المالحة في القدس المحتلة، وما ان يتناول طعام الغداء والعشاء معا يخلد الى النوم بعد مداعبة ثقيلة لابنائه الاطفال الثلاث ليستعد الى يوم عمل جديد يبدأ عند الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم التالي كي يستطيع ان يصل الى موعد عمله الذي يبدأ رسميا عند السابعة صباحا، حيث يضطر للخروج المبكر حتى يتمكن من الولوج عبر معبر بيت لحم الشمالي حيث يكون قد سبقه الالاف من العمل، ويليه الالاف مثلهم الذين يمرون في اجراءات مرور صعبة للغاية لا يمكن وصفها، ويؤكد هذا العامل البالغ من العمر 37 سنة انه لا يقوم باي شيء اخر من المهمات الاخرى في منزله او الواجبات الاجتماعية او ممارسة الهوايات التي يعشقها واهمها المطالعة والكتابة اذ ان العمل الذي يقوم به وبهذا الهدر الطويل من الوقت والجهد لا يسمحان له بذلك.
ساعات الانتظار الاصعب من ساعات العمل نفسها
ويؤكد البيك في حديث لمراسل”القدس” ان الساعتين او الثلاثة التي يمضيها العامل من انتظار في الطوابير الطويلة على المعبر وسط هذا الضغط الشديد اصعب بكثير من الساعات الثمانية الاخرى التي يمضيها العامل في العمل، مشيرا الى ان جنود الاحتلال يتعمدون تطبيق اجراءات اذلالية شديدة من بينها تخصيص ممر لا يزيد عرضه من متر واحد حيث يقسم الى ثلاثة مسارب كي يمر العمال من خلالها ليتحول اولا الى علبة ساردين بامتياز وثانيا يبدا العمال بدفع بعضهم البعض في مبارزة للوصول الى نقطة التفتيش تحت أي ظرف من الظروف اذ ياتي العامل الى المعبر وهو في ذهنه الدخول تحت أي ظرف رافضا أي احتمال للعودة الى المنزل جراء هذا الازدحام لان هذا الاحتمال بالنسبة له هو الاكثر اذلالا اذ عدم العمل فانه سيعرض عائلته للجوع، وقال ” يشاهد الجنود كل هذه الفوضى المتعمدة والتزاحم واحيانا المشاجرة بين العمال انفسهم بدون أي تدخل بل هم معنيون بهذه الفوضى ، ودائما ما يكون للتزاحم نتائج سلبية فهناك من يصاب برضوض او حتى كسور وضرب مثلا على ذلك ان احد اصدقائه اصيب بكسر في ضلعه جراء هذا التزاحم العنيف، هذا اضافة الى ما يقوم به مئات العمال بالقفز على القضبان الحديدية في محاولة لاستباق الزمن وتجاوز الطوابير الطويلة، والتزاحم يكون اكثر الما للنساء اللواتي يمررن بمثل هذا الطريق من الالام ، فمئات النسوة من الممرضات والمدرسات والعاملات في مؤسسات القدس، وكذلك طالبات الجامعات يدخلن في هذا التزاحم بدون رحمه وبدون أي مراعاة لاحوالهن فيقعن فريسة هذا التزاحم، وقال “انه معبر للذل والظلم والهوان، والانانية وعدم مراعاة أي حالة حتى اولئك الذين يعانون من اعاقات جسدية، موضحا بانه لا يوجد أي دور لاي من المؤسسات النقابية والحقوقية في هذه المعاناة، مشيرا الى ان افرادا اجانب من منظمة العمل الدولية يتواجدون على المعبر في ايام محددة وكل عملهم يقومون بعملية التدوين على ما يشاهدون من دون أي تدخل.

الاعتداء هو الاحتمال القائم
عامل اخر يدعى محمود مهدي شرح لمراسل “القدس” ما تعرض له من معاناة قبل نحو اسبوعين فهو متعود ان يجتاز المعبر ومن ثم يتوجه الى موقف محطة الباصات المركزية في محني يهودا وهناك ينتظر مشغله كي ينقله الى مكان العمل كالمعتاد وعندما كان ينتظر ويلتفت يمينا وشمالا في حركة عادية ينتظر مشغله واذا باثنين من الشرطة الخاصة حضروا بسرعة البرق الى المكان وعلى ما يبدو بعد اتصال من بعض المنتظرين اليهود بحجة الاشتباه به، فهجم عليه الاثنان كالمصروعين وطرحوه ارضا وضربوه ضربا مبرحا حتى اغمي عليه ومن ثم نقل الى المستشفى للعلاج، وقال ان شكل الضرب كان جنونيا وهم يفتشون عن سكين ولم يجدوا معه الا كيسا بداخله بعض من الاكل كي يسد رمق جوعه اثناء ساعات العمل، وفي جريرته اعتدى الاثنين ايضا على عامل من القدس حيث انبرى بشكل خجول الدفاع عنه وقال للشرطيين بالعبرية بانه لم يعمل شيء وهو الذي كان خائفا من ان يعتدى عليه وهذا ما حصل حينها انقض الشرطيين ايضا على الشاب المقدسي وصلبوه على الجدار بعد ان عرفوا انه فلسطيني.
ازدياد العنصرية منذ الهبة

ويؤكد الكثير من العمال انه ومنذ اندلاع هبة القدس الحالية في الاول من تشرين اول الماضي قد ازدادات العنصرية ضد العمال الفلسطينيين فمن جهة ان الاسرائيليين يريدونهم في العمل ومن جهة اخرى يمارسون ضدهم المزيد من الريبة والشك والملاحقة وهناك الكثير من الحالات التي سرعان ما يتفاجأ منها العامل وخاصة وهو في الطريق الى عمله بحضور عناصر امنية وشرطية ويحيطونه ومن ثم يضعونه للتفتيش وكل ذلك ناجم عن اتصالات هاتفية من الاسرائيليين بدعوى انه اثار الشبهات وهذه الحالات قد كثرت بشكل كبير واصبحت ظاهرة تخيف العمال وتجعل الكثيرين منهم عدم التوجه الى اعمالهم “فكل فلسطيني مشبوه حتى يثبت العكس” بحسب ما قاله العديد من العمال، والعكس هنا هو مهاجمته من قبل افراد الشرطة وتفتيشه وفي بعض الاحيان عاريا من ملابسه حتى يتم التأكد انه لا يحوي أي اداة حادة، ومن ثم يخلى سبيله حتى بدون كلمة اسف.
السوق الفلسطينية غير مؤهله لاستيعابهم
العامل قاسم ابو عدوان قال بان السواد الاعظم من العمال في اسرائيل لا يحبذون العمل هناك، وعيونهم ترمق على السوق الفلسطينية للعمل فيها حتى بادنى الاجور ولكن هذه الفرصة لا يجدونها موجها اللوم الى اصحاب الشركات والمصانع الفلسطينية التي تمارس استغلال حاجة العمال ولا يلتزمون بالحد الادنى من الاجور ومن جهة اخرى غياب الرقابة على اصحاب هذه الشركات حتى ان الرقابة غائبة بشكل كبير على غلاء المعيشة اذ ان ارتفاع نسبة الاسعار تصل الى حد 200% وهذا من شانه ان يؤثر على العمال الذين يضطرون للذهاب الى سوق العمل الاسرائيلي كي يحصلوا على اعلى ما يستيطعون من اجور.
المعاناة المضاعفة

من جانبه اقر النقابي محمود ابو عودة رئيس الدائرة القانونية في اتحاد نقابات العمال بالضفة الغربية بوجود معاناة كبيرة للعمال الفلسطينيين في كل تفاصيل حياتهم بدءا ما يواجهونه من معاناة على المعابر ومرورا ما يتعرضون له من عنصرية في الشوارع الاسرائيلية وانتهاءا بالمعاناة في اماكن العمل ” انه وضع ماسوي بامتياز حسبما يقول ونحن نتحدث هنا عن العمال الذين يحصلون على تصاريح العمل وهناك معاناة اكبر للعمال الذين يجتازون الحواجز بطرق التفافية نظرا لرفض اعطائهم التصاريح بدعوى المنع الامني فهؤلاء معاناتهم مضاعفة، حتى العمال الذين يحصلون على التصاريح كل همهم ان تستمر ولذا فمعظمهم يرفض ادلاء بتصريحات للاعلام خوفا من ان يتم سحب التصاريح منهم، موضحا ان المعاناة على المعابر ومن بينها معبر بيت لحم هي معاناة كبيرة لا يمكن وصفها ولربما ما يزيد الطين بلة ما قررته ما يسمى بالادارة المدنية الاسرائيلية من تخصيص عمال يطا ويعدون بالالاف للعبور فقط عبر معبر بيت لحم اذ يمنع عليهم الدخول عبر معبري الظاهرية وترقوميا ولذا فهذا يضاعف قضية الازدحام مقرا بغياب رقابة فلسطينية تامة على هذا المعبر من قبل اتحاد نقابات العمال وهناك اقتراح بتشكيل لجنة خاصة من العمال كي ينظموا قضية العبور عبر المعبر بشكل امن والابتعاد عن الفوضى الخطيرة التي يواجهونها هناك لانهم يكونون فوق بعضهم البعض ويتعرضون للاصابات في احيانا كثيرة، والاتحاد يشجع على هذه الخطوة وهناك تجربة ناجحة على معبر قلقيلية على سبيل المثال، واضاف ان كل ما يفعله الاتحاد هو رفع التقارير بشان معاناة هؤلاء العمال بالاعتماد على التقرير الذي تصدره منظمة العمل الدولية سنويا حيث سيكون موعده في منتصف الشهر القادم وسيتم تسليم نسخة منه الى الاتحاد العام.
حوادث العمل والوفيات
واشار الى ان العمال يعملون في ظل وضع خطير ايضا في الورشات اذ يبلغ على سبيل المثال عدد الوفيات في صفوفهم سنويا ما بين 30 الى 40 حالة جراء وقوعهم وسقوطهم عن علو اثناء العمل اضافة الى اصابة المئات منهم، متهما في هذه الحالات المقاولين الكبار من الفلسطينيين الذين يعمدون الى نقل الجرحى من العمال حين وقوع مثل هذه الحوادث الى المشافي الفلسطينية رغم بعد المسافة عن مكان العمل متجنبين تحويلهم الى المشافي الاسرائيلية الاقرب لان ذلك اقل تكلفة فنقل المصاب الى المشافي الاسرائيلية قد يكلفهم 300 الف الى 400 الف شيكل بينما التوجه الى المشافي الفلسطينية لايزيد تكلفة المصاب عن عشرة الاف وهناك عمال مصابين يلفظون انفاسهم الاخيرة كون المسافة طويلة، هذا الى جانب ان المقاولين يمتنعون عن انجاز تامين العمل لهؤلاء العمال، وقال ان الاضطهاد كبير بهذا الاتجاه وان اتحاد نقابات العمال قد رفعت العديد من الشكاوي للمحاكم الفلسطينية ضد هؤلاء المقاولين، هذا عدا عن انهم يقاضون عمالهم اجور الحد الادنى من الاجر الذي لا يتعدى اكثر من 120 شيكل في الوقت الذي يتقاضى عنه اكثر من 300 شيكل مؤكدا ان الاتحاد مصر على متابعة هذه القضايا رغم عدم وجود تجاوب من هؤلاء المقاولين مستغلين بان السلطة الفلسطينية غير مسموح لها تطبيق قوانينها عليهم على اعتبار ان مكان العمل هو داخل اسرائيل.

 

 

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles