نجيب فراج -ستشعر الطفلتان التوأمان سندس ونور اللتان بزغتا على هذه الدنيا قبل نحو سنتين ونصف وبعد اعتقال والدتهما فجر اليوم من منزلها الكائن بمخيم الدهيشة من قبل قوة عسكرية كبيرة داهمت المخيم بانهما الان وحيدتين بدون الوالدة هنادي التي كانت لهما بمثابة الاب والام كون والداهما الاسير احمد المغربي داخل السجن منذ 15 عاما تقريبا وهو محكوم بالسجن المؤبد لـ18 مرة، وطبعا بالتاكيد سيشعر شقيقهما محمود الذي ولد بعد اعتقال والده في العام 2002 باربعة اشهر.
وكانت العائلة قد رزقتا بالطفلتين التوأمين في العام 2013 بالنطف المهربة من والداهما داخل السجن، الامر الذي ادخل الفرحة الكبرى على العائلة التي اضيف لها هاتين التوأمين، ولكن الاحتلال وحسب والد هنادي موسى هماش لا يريد ان يترك هذه العائلة بسلام فقامت قواته فجر اليوم باقتحام منزل العائلة الذي سبق وان هدمته قوات الاحتلال اثناء مطاردتها للاسير احمد قبل وبعد اعتقاله مرتين حيث تم اقتحام المنزل بطريقة همجية وجرى تفتيشه ومن ثم تم اعتقال هنادي والتي تعمل مدرسة في المدارس الحكومية.
واضاف الوالد” ان اعتقال هنادي بهذه الطريقة انما يدخل الحزن والغضب في صفوف العائلة، التي تحاول مواجهة الواقع الشديد والالم الكبير من جراء استمرار اعتقال احمد منذ 14 عام واستهدافه دوما وهو داخل السجن حيث كان قد عزل في السجن الانفرادي لاكثر من 11 عاما ولم ينتهي قرار العزل الا بعد ان اعلن الاضراب لاكثر من 30 يوما من قبل المئات من المعتقلين عام 2012 الى ان تم الغاء العزل لاكثر من 12 اسير فلسطيني وجميعهم من قادة الفصائل داخل السجن”.
وكانت الوالدة هنادي قد شرحت مرارا عن المعاناة التي كانت تواجهها مع نجلها محمود في كيفية التعامل مع والده حينما بلغ سن الثلاث سنوات حيث تمكنت من ادخال الوالد الى قلب وعقل محمود الطفل وذلك من خلال الهدايا والمشتريات التي يحتاجها ودائما كانت تقول له بانها من والده كهدية له وبهذا تمكنت من ادخال الفرحة من جهة الى قلب محمود ومن الجهة الاخرى وهم الاهم ادخال احمد في حياة محمود، وهذه المهمة بدأت تنفذها ايضا مع الطفلتين التوامين ولكن جاء الاحتلال ليخطف الوالدة بهذه الطريقة بحسب والدة الاسير احمد التي تواكب الرعاية والعناية بالاطفال الثلاث واصبحت الان مهمتها اكثر تعقيدا واكبر تركيزا.
عائلة المغربي من بين العائلات التي واجهت معاناة كبيرة من جراء الاحتلال الاسرائيلي حيث استشهد النجل محمود في العام 2000 مع بدء انتفاضة الاقصى برصاص قوات الاحتلال اغتيالا بالقرب من طريق الانفاق في بيت جالا، فيما اعتقل احمد وشقيقه علي في العام 2002 وحكم على احمد بالسجن المؤبد لـ18 مرة وعلى علي بالسجن المؤبد لمرة واحدة ولكنه اطلق سراحه في العام 2011 ضمن صفقة تبادل الاسرى بين حماس والكيان الاسرائيلي وكان احمد لدى اعتقاله قائد كتائب شهداء الاقصى الفتحاوية ولكنه داخل السجن حول انتمائه الى حركة حماس ليصبح من الهيئة القيادية العليا لها في السجون.
اما الوالد يوسف البالغ من العمر 65 عاما فكان قد اصيب في بداية السبعينات بقدمه حينما انتمى الى خلية عسكرية تابعة لحركة فتح وابعد الى الخارج وتزوج هناك وانجب ابنائه في مخيم عين الحلوة، ولكنه عاد وعائلته الضغير الى ارض الوطن بعد تطبيق اتفاقية اوسلو، وفي ذهنه ان السلام سيد الموقف ولكن الحقيقة الاحتلال لازال جاثما على ارضنا وشعبنا وياصل اعتداءاته التي لا تتوقف حسبما قال.