نجيب فراج -اعربت المؤسسات والجمعيات والفعاليات العربية الارثوذكسية في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور عن عدم ترحيبها بالبطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الارثوذكس في الاراضي المقدسة وبمجيئة الى بيت لحم في السادس من الشهر الجاري في اطار الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده ممثلو هذه المؤسسات على مدى الايام الماضية، وقد اصدرت بيانا ثمنت فيه اولا “المواقف الريادية للشباب العربي الارثوذكسي التي أظهرت الاحساس العالي بالمسؤولية وصدق الانتماء والدفاع عن حقوق الطائفة الارثوذكسية والاملاك الوقفية الارثوذكسية” .
واوضح البيان ان المجتمعين قرروا عدم توجه المؤسسات الارثوذكسية الى دير مار الياس لاستقبال البطريرك كما جرت العادة وعدم استقباله في ساحة كنيسة المهد.
ومقاطعة حفل العشاء السنوي الذي يدعو اليه البطريرك في مقر دير كنيسة المهد.
اما بخصوص المجموعات الكشفية فقد تقرر ان لا تكون ضمن موكب دخول البطريرك، وجاء في البيان “اننا أصحاب هذا العيد وأصحاب الحق بالاحتفال به ولادخال البهجة وفرحة العيد في قلوب عائلاتنا وأطفالنا فقد قرر المجتمعون ان تتحرك المجموعات الكشفية من ساحة العمل الكاثوليكي الى ساحة المهد مباشرة بعد دخول البطريرك الى كنيسة المهد”.
اننا نعاهد جماهير شعبنا وابناء وبنات مدننا ومحافظاتنا المختلفة أن نواصل العمل الوحدوي المشترك وتنسيق العديد من الفعاليات وصولا لتحقيق الغايات السامية ووضع حد لكافة التجاوزات والاجراءات التي تمس حقوقنا التاريخية ونناشد المجالس البلدية والقوى الوطنية في محافظة بيت لحم لمساندة مؤسساتنا الارثوذكسية في كافة فعالياتها”.
وجاء في البيان الذي وقعته المؤسسات الارثوذكسية في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والمجلس المركزي الارثوذكسي في فلسطين ” ان هذه القرارات جائت في ضوء امعان البطريرك ثيوفيلوس الثالث السير على نفس النهج والسياسات والممارسات التي لطالما طالبنا بالكف عنها والتي تسيء الى كنيستنا الارثوذكسية وقضيتنا الارثوذكسية وهي جزء لا يتجزأ من قضيتنا الفلسطينية هذه الممارسات التي تمثلت في :
أولا: الاستمرار في تسريب الاراضي والعقارات الوقفية الارثوذكسية بيعا أو تأجيرا بما لا يساهم في تعزيز صمودنا وثباتنا على أرض الاباء والاجداد بل يساهم في تهجير الشباب المسيحي.
ثانيا : استمرار البطريرك في المماطلة والتسويف ازاء حقوقنا التاريخية وعدم الايفاء بما تعهد به بالحفاظ على الوقف الارثوذكسي الفلسطيني وعدم دعوة المجلس المختلط للانعقاد وعدم تطبيق أي بند من بنود القانون الاردني الذي يحكم عمل البطريركية في الاراضي المقدسة رقم 27 لسنة 1958.
ثالثا: الامعان في اتخاذ الاجراءات التعسفية بحق الرهبان واخرها كان بحق رئيس دير مار سابا في مدينة بيت ساحور الراهب أركاديوس الذي كان نموذجا يحتذى به في الدفاع عن حقوق الكنيسة وعقاراتها، ان ايداع هذا الراهب في السجون مع الجنائيين مس بكهنوته ومكانته مما أثار مشاعر الغضب لدى كافة سكان منطقة بيت لحم.
وبمناسبة الاعياد الميلادية تقدم البيان من رئيس دولة فلسطين محمود عباس وجماهير شعبنا بأصدق التهاني والتبريكات داعين العلي القدير ان يعيدها علينا وقد تحققت أماني شعبنا في التحرر والاستقلال واماني طائفتنا في تحقيق نهضة ارثوذكسية واستعادة حقوقها التاريخية العادلة.
في غضون ذلك فقد علم ان”الشباب العربي الارثوذكسي ” في فلسطين قد تقدم بطلب الى محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري من اجل الحصول على تصريح لتنظيم اعتصام احتجاجي سلمي يوم الاربعاء الموافق السادس من الشهر الجاري في ساحة المهد من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وجاء في نص الطلب ” سيكون الاعتصام وقفة احتجاجية سلمية ضد تصرفات البطريرك حيث سيلتزم الشباب العربي بالحفاظ على الممتلكات العامة وعلى الصورة الحضارية للاعتصام والذي يتوافق مع الانظمة والقوانين الدولية”.
من جانبها اصدرت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم اليوم الاربعاء بيانا اكدت دعمها واسنادها بقرار المؤسسات الارثوذكسية في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والمجلس المركزي الارثوذكسي في فلسطين في مواجهة سياسات واجراءات البطريرك الهادفة الى المساس بالتفريط في ممتلكات واراضي الوقف العربي الارثوذكسي والمساس بالحقوق التاريخية للرعية الارثوذكسية وتهميش رجال الدين العرب الارثوذكس”.
هذا واكد جلال برهم رئيس النادي العربي الارثوذكسي في بيت ساحور لمراسل”القدس”ان كل هذه الخطوات سوف تتواصل من اجل وقف تسريب الاملاك الارثوذكسية واسترجاع من جرى تسريبه موضحا ان الشعار الذي يرفعه “ابناء المؤسسات الارثوذكسية في المسيرات “ثيوفيولس غير مستحق ” هو شعار كنسي بامتياز ويعني بنه لا يتقيد بقانون الكنيسة ولا يقوم بواجبه او الحفاظ على الممتلكات، ولا يقوم بالرعاية اللازمة لابناء الكنيسة”.
ورد برهم على سؤال ان كان لديهم اية اثباتات تثبت بان البطريرك مسؤول عن تسريب اية ممتلكات للجانب الاسرائيلي فاجاب “نحن نملك كل الوثائق وسبق وان عرضنا كتيبا خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة رام الله في هذا الوقت من العام الماضي واثبتنا بوجود صفقة بين البطريركية وبين مؤسسة اسرائيلية تدعى”تل بيوت حداشا”وهي عبارة عن شبكة عنكبوتية تضم العديد من المؤسسات الاسرائيلية ومربوطة بدوائر استيطانية وبرجال اعمال يهود وبدوائر اخرى حيث تبين تسريب 82 دونما من اراضي البطريركية في منطقة دير مار الياس ما بين بيت لحم ومدينة القدس”وقال نحن لا نفتري على احد وعندما نقول هناك تسريب فلدينا ما يثبت القول بالوثائق والخرائط وحتى تلك الوثائق بالنص العبري.