Image may be NSFW.
Clik here to view.نجيب فراج -قال معهد الابحاث التطبيقية ” اريج” في تقرير رصد فيه اهم الاحداث للعام المنصرم في الاراضي الفلسطينية المحتلة انها شهدت عاما دمويا بفعل الاجراءات والممارسات والسياسات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم. فلم يختلف العام 2015، عن غيره من اعوام الاحتلال الاسرائيلي الثماني والاربعين، الا انه شهد تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.
ففي قطاع غزة المحاصر، وعلى مدار العام 2015، عمد جيش الاحتلال الاسرائيلي وبشكل ممنهج الى انتهاك الهدنة التي وقعت بين الفلسطينيين واسرائيل برعاية جمهورية مصر العربية وذلك عقب انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في صيف 2014. حيث قام جيش الاحتلال المتمركز على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الى اطلاق النار، وبشكل شبه يومي، على الفلسطينيين في حال تواجدهم بالقرب من الشريط الحدودي، بالإضافة الى التوغلات التي كانت تقوم بها جرافات الاحتلال الاسرائيلي لبعض المناطق القريبة من الشريط الحدودي. هذا ولا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تفرض حصار جوي وبري وبحري على قطاع غزة، وتقوم السفن الحربية المنتشرة في بحر غزة باستهداف الصيادين الفلسطينيين على الرغم بانهم لم يتجاوزوا في ابحارهم الثلاث اميال بحرية. اما على صعيد المعابر الحدودية التي تتحكم فيها اسرائيل، فتعتبر مصيدة للفلسطينيين حيث تم اعتقال العشرات من الفلسطينيين، مرضى ورجال اعمال وطلاب، عند عبورهم هذه المعابر. علاوة على ذلك، لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمنع دخول مواد البناء اللازمة لإعادة اعمار ما دمرته آليات الحرب الاسرائيلية خلال الحرب الاخير على قطاع غزة (صيف عام 2014).
اما على صعيد الضفة الغربية المحتلة، فقد اشتعلت المواجهة بين الفلسطينيين من جهة وجيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه من جهة اخرى، الامر الذي ادى الى ارتقاء الشهداء، ووقوع عدد من الجرحى، بالإضافة الى آسر المئات من الشبان والشابات الفلسطينيين. وذلك في ظل تصاعد غير مسبوق في انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه بحق كل ما هو فلسطيني في الاراضي المحتلة.
اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين تتصاعد خلال العام 2015
وقال التقرير اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم واراضيهم والاماكن الدينية والاثرية، شكلت تحول ملحوظ خلال العام 2015، حيث ان هذه الاعتداءات تصاعدت تدريجيا لتصل ذروتها مع نهاية العام الحالي. كما شكلت طبيعة هذه الاعتداءات التي ترافقت مع حماية من جيش الاحتلال الاسرائيلي، نقطة فارقة في تحويل الصراع الفلسطيني–الاسرائيلي، وتفاقم الاوضاع الامنية في الاراضي المحتلة، في ظل هجمات عنيفة شنها المستوطنين الاسرائيليين اودت بحياة عدد من الفلسطينيين، والتي كان ابرزها قيام المستوطنين الاسرائيليين بأحراق منزل فلسطيني في قرية دوما في محافظة نابلس، والتي ادت الى استشهاد الاب والام وطفل رضيع، فيما الطفل الاخر لا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.
من خلال المتابعة اليومية لاعتداءات المستوطنين الاسرائيليين في الاراضي المحتلة خلال العام 2015 لوحظ تصاعد في هذه الاعتداءات بالمقارنة مع الاعوام السابقة. حيث في العام 2013، بلغت اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين الذي يقطنون في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية التي تحتل الاراضي الفلسطينية، ما يقارب 753 اعتداء، اما في العام 2014 فقد بلغت 764 اعتداء. أما في العام 2015 فقد وصلت اعتداءات المستوطنين الى اكثر من 898 اعتداء.
ان ما شهدته الاراضي المحتلة خلال العام 2015 من اعتداءات للمستوطنين الاسرائيليين، انعكس سلبا على سير عملية السلام، والمحاولات الدولية الساعية الى احياء المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية. حيث ان طبيعة اعتداءات المستوطنين خلال العام 2015، كشفت الوجه الحقيقي للمستوطنين الاسرائيليين وارهابهم، وكراهيتهم للفلسطينيين، كما رفعت النقاب عن حقيقة الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، التي تتغاضى عن اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بل وتؤمن الحماية لهم وتمتنع عن محاسبتهم .
فاعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في الاراضي المحتلة خلال العام 2015، والتي وصلت الى 898 اعتداء، تصاعدت تدريجا منذ مطلع العام 2015، لتصل ذروتها مع بداية شهر تشرين الاول، والذي شهد قفزة نوعية في عدد اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين وكذلك في طبيعة هذه الاعتداءات، حيث وصلت اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين خلال شهر تشرين الاول 2015 الى ما يزيد عن 240 اعتداء.
اما المحافظات الفلسطينية الاكثر تأثرا بفعل ارهاب المستوطنين الاسرائيليين، هي محافظة القدس، والتي سجلت 315 اعتداء خلال العام 2015 ( ما نسبته 35% من اعتداءات المستوطنين خلال العام 2015). وتلتها محافظة الخليل، حيث وصلت انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين فيها الى 195 اعتداء (ما نسبته 21.6% من اعتداءات المستوطنين خلال العام 2015). ويعود ارتفاع اعتداءات المستوطنين في كل من محافظة القدس والخليل، الى الوضع الخاص بهماـ حيث يحتل المستوطنين الإسرائيليين قلب المدينتين، وفي احتكاك دائم مع الفلسطينيين، مما يعرض الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في هذه المناطق الى اعتداءات متكررة وشبه يومية من قبل المستوطنين الاسرائيليين وبحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي.
تميز العام 2015، فيما يخص انتهاكات المستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين، بطبيعة هذه الانتهاكات التي اتسمت بالمزيد من العنف والكراهية، والسعي الدائم الى احداث اكبر ضرر ممكن بالفلسطينيين وممتلكاتهم. حيث اقدم المستوطنين الاسرائيليين على تعمد قتل الفلسطينيين في احيان كثيرة بأكثر الطرق دموية ووحشية، فوصلت اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين والتي تتمثل بالاعتداء الجسدي عليهم (ضرب، اطلاق النار، احتجاز، حرق، وقتل) خلال العام 2015 الى 275 اعتداء. اما اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق الاماكن الدينية والاثرية والتي تتمثل باقتحام وتدنيس الاماكن الدينية، وزيارة الاماكن الاثرية الفلسطينية، فقد وصلت خلال العام 2015 الى اكثر من 265 اعتداء، وتليها اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين على ممتلكات الفلسطينيين (منازل، مركبات، محلات تجارية ومؤسسات) التي وصلت الى 231 اعتداء، هذا اضافة الى اقتلاع اكثر من 13670 شجرة ، كما جرى هدم 482 منزل ومنشأة واصدرت اوامر هدم لـ629 منزل ومنشأة ، كما عملت سلطات الاحتلال على مصادرة 3670 دونما لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية ، كما اعلنت عن مصادقتها على عطاءات ومخططات لبناء 7843 وحدة استيطانية في المستوطنات الاسرائيلية القائمة على اراضي الضفة الغربية المحتلة