Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

المواطنون في مواجهة الغلاء الفاحش والظروف الصعبة بعيد الميلاد

$
0
0

10441186_950801754956617_1251755437500690984_nنجيب فراج – ينهمك خالد ابو دية”48 سنة” من سكان مدينة بيت جالا من اجل ان يلبي احتياجات عيد الميلاد المجيد لابنائه الصغار وسط الظروف المعيشة الصعبة هذا العام اذ يبلغ عدد ابنائه سبعة اكبرهم طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عاما والبقية اطفالا وفتية تتراوح اعمارهم ما بين 5 الى 16 عاما حيث يعمل سائق تكسي عمومي.
واكد خالد خلال حديثه مع “القدس” بان احتياجات العيد هي فوق طاقته ومع ذلك فهو مجبر على توفير الاحتياجات لا سيما وان العيد هو للصغار ولا بد من يتم توفير الفرحة الغائبة لهم بحكم الاجواء السياسية الصعبة واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية على ابناء شعبنا.
ويصف خالد ابودية الاوضاع بانها صعبة وان العيد هذا العام عيد مضروب بحكم تلك الاجواء فالذي يمر في شوارع بيت لحم وما جاورها يدرك بان الاجواء السياسية والاقتصادية الصعبة قد تركت اثارها بقوة على المدينة ومواطنيها فالشوارع شبه فارغة اذا ما قيست بالاعوام السابقة في مثل هذا الوقت من السنة فكانت شوارع المدينة والمدن الاخرى بيت جالا وبيت ساحور تختنق بازمة السير، لازدحام الوافدين اليها سواء السياح او القادمين من داخل مناطق الـ48 او من مدينة القدس ذاتها.
ويشير بانه ونظرا لوضعه الاقتصادي فد اثرت زوجته ان تتوجه الى السوق على مراحل لشراء احتياجات العيد للاطفال وكذلك احتياجات العيد من حيث المأكل والمشرب وما شابه.
ويشير ايضا ليدلل على مدى وضعه الاقتصادي الصعب بان احد الالمان العاملين في مدرسة طاليطا قومي وكان يصحبه ليوصله الى هناك حيث دار حديث طويل بينهما فسأله الالماني ان كان لديه رقم حساب في البنك فرد خالد بالنفي لانه لا يستطيع ان يوفر مما يجنبه من اموال من مهنته حيث الاستحقاقات كبيرة وغلاء الاسعار فاحش بشكل كبير” ونشكر الله اننا نستطيع ان ندبر انفسنا”.
وعن برنامجه بهذه المناسبة قال” هو يوم ماشي مثل كل الايام اذ نقوم باحضار الغداء في يوم العيد الموافق الخامس والعشرين من الشهر الجاري بحضور كل ابناء العائله اخوته واخواته ومعايدة الاحبة والصبايا ومن ثم بالنسبة لي في اليوم التالي الى العمل، لانه ببساطة لا يمكنني ان اعطل اكثر من ذلك”، وقال ان الهبة الشعبية التي انطلقت في اوائل شهر اكتوبر عكست نفسها تماما على الوضع وان اسرائيل بعدوانها المستمر هي تريد ان تخرب الفرحة لدى الفلسطينيين”.
ويحاول جورج رشماوي من سكان مدينة بيت ساحور ان يقنع “اشبين ” ابنائه الاطفال الثلاث ان لا يقدم لهم الهدايا نظرا للاوضاع الصعبة، والاشبين هنا في العرف المسيحي هو ذلك الذي يشهد على عمادة الطفل في الكنيسة وهي تقاليد اعلان الطفل مسيحي الديانة، ومنذ هذا الاجراء يصبح “الاشبين “كانه اب ثاني للطفل الذي شهد على عماده ، وعندما تحل الاعياد يقدم الاشبين للاطفال الهدايا مثل ما يقدم لأبنائه، هذه المرة يقول جورج انه حاول اقناع الاشبين ان يتغاضى عن الهدية هذا العام نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولربما فعل الكثير لاقناعه وطبعا كان الرد هو الرفض.
ويقول جورج ان مشكلة غلاء الاسعار الفاحش هي مشكلة حقيقية ولربما ارتفعت بشكل ملحوظ في هذا الموسم ليس فقط الملابس وانما كل المواد كالخضروات واللحوم والمشروبات والشوكلاتة والعاب الاطفال ولذلك اصبحت هذه الاسعار سيفا مسلطا على المواطنين الذين بالفعل اضطروا ان يقتصدوا في المشتريات .
وسرد جورج ايضا عدد من العادات في هذا العيد ومن بينها عادة ربما تكون محصورة في بيت ساحور وهي التي تعرف باسم “الحرومية” وهو دعوة نساء العائلة المتزوجات خارج المدينة مع اطفالهن وازوجاهن على مأدبة الغذاء مؤكدا ان عادة جميلة توثق عرى الترابط العائلية على اعتبار ان العيد هو عيد العائلة الكبيرة ولا شك ايضا هي تثقل كاهل العائلات ولكن لا بد منها.
ومع ذلك يؤكد جورج رشماوي بان الاحتفالات الدينية والشعبية وادخال الفرحة لدى الاطفال رغم انها منقوصه هو واجب لكي نوصل رسالة واضحة ليس فقط لأبنائنا وانما لكل العالم ان بلادنا بلاد جميلة وتستحق العيش فيها رغم كل هذه الاوضاع التي يجب مواجهتها ليس فقط هذا العام بل على مدى السبعين عاما الماضية ودعا رشماوي الذي يشغل منصب مدير مركز التقارب بين الشعوب للمشاركة في مسيرة الشموع التقليدية التي ينظمها المركز كل عام مساء الخامس والعشرين من الشهر الجاري في بيت ساحور وهذا العام تحت شعار “اضيء شمعة من اجل القدس” وهي مسيرة تكون دائما حاشدة وتلقى فيها الكلمات التي تعبر عن معاني العيد والتمسك بالوطن رغم جراحاته.
اما رائد عبد ربه فقد قال اننا مضطرين للاحتفال بهذا العيد من اجل ادخال الفرحة لدى اطفالنا ومع ذلك لا يمكن لنا ان ننسى ما نعيشه من ظروف صعبة جراء الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته التي لا تتوقف على ابناء شعبنا فاسرائيل تريد تخريب الاحتفال كما عهدناها ، ولاشك ان الشهداء الابرار حاضرون في اجواء العيد ولا ننسى حتى ان المسيح هو الشهيد الاول الذي قتل ظلما ولا زال شعبه يعاني من جراء الولايات الاسرائيلية وقال” نحن نختصر العيد واجوائه لنقول ان العيد الحقيقي هو عيد انهاء الاحتلال وحينها سيبكون عيد الميلاد المجيد كاملا وفيه اجواء الفرحة.
واوضح رائد وهو اب لطفلين بانه حتى اللحظة لم يتوجه الى السوق لشراء المشتريات اللازمة لعائلته وذلك من الناحية النفسية لا اكثر اذا اعتاد ان ينتهي من المشتريات في كل عام حتى الخامس عشر من الشهر الجاري ولكن هذا العام لم يذهب حتى تاريخه لاتمام هذه المهمة معربا عن امله ان يتممها في غضون اليومين المتبقيين للاحتفالات.
وقال ان المخطط له هذا العام سوف يذهب هو وزوجته الى قداس منتصف الليل في كنيسة المهد الذي يتراسه البطريرك فؤاد طوال ليلة الخامس والعشرين، كما ان المراسيم والتقاليد الاخرى سوف يقوم بها ومن بينها غداء العائلة التقليدي ومعايدة اقاربه وبالتحديد اخواته وابنائهن وهذا لا بد منه رغم الاوضاع الصعبة، مشيرا الى انه لا يخطط للذهاب للقدس اذ حصل على تصريح خاص للدخول وذلك نظرا للظروف السائدة.
الشابة هبة الاعمى من سكان مدينة بيت لحم عددت هي الاخرى المتاعب الاقتصادية التي يواجهها المواطنين تزامنا مع الاحتفال بالاعياد الميلادية اذ ان غلاء الاسعار هو الشغل الشاغل لهم وضربت مثلا ان سعر كيلو الشوكلاتة وهي مادة اساسية في اجواء العيد يبلغ 55 شيقلا والعائلة المتوسطة لا يكفيها كيلو واحد او اثنين حتى وهذا يدلل على مدى العبء الاقتصادي اذ لا تقتصر المسالة على الشوكلاتة بل تنسحب على كل المشتريات الاخرى وبالتالي فان المواطن يخرج من العيد وميزانيته خاوية تماما.
وتطرقت هبة وهي مدرسة موسيقى في مدرسة دار الكلمة بالمدينة الى ما نفذ في المدرسة بهذه المناسبة من فعاليات بهدف ادخال الفرحة لاطفال المدرسة اذ جرى تزيين ساحاتها وعرضت العديد من المسرحيات اضافة الى تدريب الاطفال الذين سيشاركون في مراسم العيد على ما سيتم عزفه وتقديمه من اغاني لفيروز وماجدة الرومي واغاني اخرى التي من خلالها ان نحاول ابعاد الاطفال قدر الامكان عن اجواء الحزن.

لا شك فان هناك الكثير من العائلات المعدمة من الناحية الاقتصادية وتدخل العيد وهي تعاني من هذا الوضع وعلم ان عدد من المؤسسات وعلى راسها الكنائس قد قدمت طرودا ومساعدات لهذه العائلات كما في كل عام، وهذا يدل على ان روح العيد وجوهره هو الشعور مع الضعفاء والمحرومين وتذكرهم كما يقول البطريرك فؤاد طوال مرارا بهذه المناسبة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles