نجيب فراج -استنكرت وزارة السياحة و الاثار في بيان صدر عنها ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات في سبسطية حيث نشرت بعض المواقع الالكترونية أن سلطات الاحتلال ستقوم باجراء تنقيبات في داخل المدينة الاثرية في الوقت القريب و انها تستعد لتحويل الموقع الى حديقة أثرية تتبع ما يسمى سلطة الحدائق و المتنزهات الاسرائيلية.
و أكدت الوزارة أن الموقع الاثري في سبسطية يقع ضمن ما يسمى المنطقة “ج ” و تمنع الطواقم الفلسطينية من العمل فيه بشكل كامل و في مناسبات عدة تعرضت طواقم وزارة السياحة و الاثار للتهديد من قبل قوات الاحتلال أثناء تواجدها في الموقع . كما أقدمت قوات الاحتلال على منع أي تدخل فلسطيني في هذا الموقع.
كما ذكر بيان الوزارة أن قوات الاحتلال أو ما يسمى سلطة الحدائق و المتنزهات الاسرائيلية قامت بأعمال تدمير وأعمال غير قانونية في سبسيطية منها ادخال الجرافات الى وسط الموقع و ازالة مجموعة من المعالم اضافة الى تجريف و تدمير قرب شارع الاعمدة الاثري اضافة الى القيام بنقل مجموعة من حجارة الموقع الاثرية و صادرتها الى جهات غير معروفة . كما أن سلطات الاحتلال اقدمت على القيام بتنقيبات غير قانونية لمجموعة من المقابر الموجودة في محيط الموقع.
ان مثل هذه الاعمال تعتبر مخالفة للقانون و الاتفاقيات الدولية التي تحرم على سلطات الاحتلال العمل في المواقع الاثرية التي تحتلها و تلزمها بحمايتها و ليس كما تفعل سلطات الاحتلال و التي تقوم بنهب و تدمير هذه المواقع .
و بينت الوزارة ان سبسطية تكتسب اهمية كبيرة في التاريخ المحلي والانساني، وقد اظهرت التنقيبات الاثرية استمرار للحياة البشرية من الالف الثالث الميلادي حتى الوقت الحاضر، ويشهد موقع سبسطية الاثري على عمق هذا التاريخ، فقد ارتبطت هذه المدينة باحداث تاريخية هامة، كعاصمة اقليمية، الى ارتباطها بالاشوريين والاسكندر المقدوني والامبراطور اغسطوس ويوحنا المعمدان.
وقد عملت وزارة السياحة والاثار من خلال دوائرها المختصة على تطوير المقومات الاثرية والتاريخية في سبسطية، من خلال أعمال ترميم وتدعيم لمبنى كاتدرائية النبي يوحنا المعمدان ومسجد النبي يحيى ثم اعمال ترميم في المقبرة الرومانية، هذا الى جانب مواجهة افة التنيقب والاجار غير المشروع والاتجار بالتراث الثقافي، الذي تعاني منه سبسطية، وذلك بالتعاون مع شرطة السياحة والاثار والمواطنين.
كما اجرت وزارة السياحه والاثار عددا من أعمال التنقيب الانقاذي والفحص الاثري لضمان الحفاظ على الثروات الاثرية وتطوير النظرة الايجابية نحو الاثار بالتعاون مع المجلس البلدي والمواطنين.
ووضعت سبسطية على اللائحة التمهيدية لقائمة مواقع التراث العالمي الفلسطينية ذات القيمة العالمية الاستثنائية، ونحن على ثقة بأن هذه المدينة التاريخية ستتبوأ المكانة التي تليق بها عند تسجيلها رسميا على هذه اللائحة.
ورغم تقسيم أراضي القرية الى مناطق ب و ج والحصار الذي تعرضت له المدينة، وقطع الطرق، والذي ادى الى خفض معدلات السياحة فيها، الا ان هذه المدينة صمدت وحافظت على هويتها الثقافية، من خلال تعزيز برامج الحفاظ على البلدة التاريخية، وهي مبادرات قامت بها بلدية سبسطية ومركز رواق وجامعة القدس وبتمويل دولي مشكور من الحكومات السويدية والايطالية والهولندية والاسبانيه ودول اخرى.
وتعمل الوزارة على تطوير البنية التحتية السياحية لسبسطية، فقد أولت اهتماما في السنوات الماضية بتأهيل المسار السياحي في البلدة القديمة وذلك في اطار التعاون مع CHF والبلدية، و استكمل المشروع بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي وبلدية سبسطية. وهدف المشروع الى ربط البلدة القديمة بالموقع الاثري،
كما يجرى احياء مهرجان سبسطية السنوي بالتعاون مع البلدية ومحافظة نابلس وشركاء اخرين. وتحفيز القطاع السياحي الخاص على احياء دور سبسطية كمقصد سياحي.
وقد تحولت سبسطية في الاونة الاخيرة الى مركز استقطاب للمؤسسات العاملة في حقل التراث الثقافي، بما استدعى وضع الخطط الشاملة لتنظيم هذه التدخلات بما يضمن تكامليتها واستدامتها، ولهذا شرعت الوزارة بالتعاون مع البلدية واربعة وزارات الى جانب اربع مؤسسات دولية على تطوير الخطة المتكاملة للحفاظ على التراث الثقافي في سبسطية.