نجيب فراج- “اعدام عائلة” بهذه العبارة وصف الناشط يوسف ابو ماريا من سكان بلدة بيت امر ما اقدمت عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم باستهداف عائلة المواطن فلاح حمدي زامل ابو ماريا “53 سنة” من سكان البلدة الواقعة الى الشمال من مدينة الخليل حينما جرى اقتحام المنزل من اجل اعتقال محمد البالغ من العمر 22 سنة، فكانت ايدي عشرات جنود الاحتلال على زناد البنادق ضد هذه العائلة البالغ عدد افرادها من الابناء ستة اضافة الى الوالدين، حيث دخل الجنود المنزل في ساعات الفجر خلسة، اذ قاموا بتفجير المدخل الرئيس ودخلوه قبل ان يستفيق ابناء العائلة الامنة الذين كانوا يغطون في نوم عميق، فاستفاقوا مذهولين على صوت الجنود الذين احضروا معهم العديد من الادوات عدا البنادق وكانهم جاؤوا لاقتحام موقع عسكري وليس بيتا فيها اناس ابرياء مدنيين فكان معهم نحو ثلاثة كلاب بوليسية ادخلوها الى داخل المنزل اضافة الى مصاعد وهروات ودروع ، وكان منة بين الجنود من وضعوا على وجوههم اقنعة سوادء واخرون طلوا وجوههم بطلاء اسودن وفرقة اخرى لوحظ افرادها وقد تسلوا بنوع من السلاح الابيض وضعت عند البساطير العسكرية التي ارتدوها.
وحينما استفاق محمد المستهدف على ما يبدوا للاعتقال صرخ في وجوههم عما يفعلوه داخل المنزل دون استئذان فما كان من احد الجنود ان اطلق الرصاص باتجاهه فاصيب على الفور بواحدة في الحوض وسقط مغشيا عليه على الارض وحينما شاهد الاب هذا المشهد المروع جثى على ركبتيه في خطوة ابوية عفوية كي يقدم المساعدة لنجله الجريح وحينها بادره احد الجنود برصاصة في صدره الحقها جندي اخر برصاصة اخرى نحو جسد الوالد الضعيف مما ادى الى استشهاده، وذلك وسط صياح الاهل من الابناء والبنات الاطفال منهم والكبار ، عندها توجه احمد الابن الاكبر البالغ من العمر 25 سنة نحو والده وشقيقه فرد عليه الجنود بضربه في اعقاب البنادق على وجهه فادموه ما ادى الى سقوطه على الارض كما اصيب بشطظايا في مختلف انحاء جسمه من جراء فتح النار بداخل المنزل واطلاق عدة رصاصات.
ونقل الجريحان احمد ومحمد الى مستشفى الاهلي بمدينة الخليل، اما الوالد فقد نقل الى ثلاجة الموتى، وبعد ان انهى الجنود “مهمتهم” بهذا الشكل المروع خرجوا من المنزل وكانهم لم يفعلوا فيه شيئا، واكد يوسف ابو ماريا ان عناية الله جل وعلا هي التي منعت من اعدام العائلة باكملها فعندما يتم اطلاق الرصاص بهذه الطريقة الفاشية فان احتمال اعدام اكثر من واحد واردة، ومع ذلك فان الاثار النفسية للابناء على هذه الطريقة البشعة من القتل سوف تكون وخيمة بكل تاكيد.
هذا وقد جرى بعد صلاة ظهر اليوم تشييع جثمان الوالد الشهيد من منزله الى مسجد البلدة الكبير ومن ثم الى مثواه الاخيرة في مقبرة البلدة وسط حشود كبيرة من المواطنين الغاضبين، وتحولت البلدة الى ثكنة عسكرية حيثانتشر نحو 300 جندي اسرائيلي في الشارع الرئيس القدس الخليل المحاذي لمدخل البلدة وقد هتف الاف الحناجر ضد اسرائيل وجرائمها وعنصريتها مطالبين بوقف المفاوضات نهائيا وعدم الرهان عليها، وقال ابو ماريا بانه يجب الرهان على وحدة الدم الفلسطيني ووحدة المصير بين الفصائل المختلفة وابناء الشعب الواحد.
يشار هنا الى ان الوالد الشهيد يعمل نجارا وقد ورث هذه المهنة عن والده واجداده وظل يكافح من اجل تحصيل لقمة عيش كريمة لافراد عائلة حتى جائت رصاصات الغدر لتضع حدا لطموحاته واحلامه وحياته
↧
اهالي بيت امر: اعدام عائلة الوصف الادق لما حصل في منزل ابو ماريا
↧