نجيب فراج - أفتتح على مسرح جمعية الرواد للثقافة والفنون العرض الأول للمسرحية الكوميدية الناقدة “دكتوراتو” والتي تنقد الوضع الإقتصادي في فلسطين وخاصة في ظل إزدياد عدد العاطلين عن العمل وزيادة نسبة البطالة بين الشباب رغم وجود الكفاءات العلمية والمهنية المختصة في الكثير من المجالات التي تسهم في إزدهار الاقتصاد في حال توفرت فرص العمل المناسبة .
وتتحدث مسرحية دكتوراتو للكاتب المسرحي عيسى أبو سرور عن محاولة الشباب للبحث عن العمل في ظل عدم وجود فرص عمل ولكن بطريقة معاكسة وتسلط الضوء على الفساد الموجود في المهن وجشع التجار واصحاب النفوذ في استغلال المواطنين ، وتدور احداث المسرحية بتسلسل لتنقد بطريقة ساخرة الأخطاء التي يقوم بها اصحاب المهن لتبدأ المسرحية في مشهد لغرفة عمليات يقوم فيها الطبيب باجراء عملية قلب مفتوح لمريض لم يخضع للتخدير بسبب غياب المسؤول عن التخدير وتظهر مشاهد المسرحية الاستهتار الذي قام به الطبيب وطاقم التمريض في التعامل مع المريض وحالته الصحية وتركه بلا علاج لعدة ساعات لتتم له العملية بشكل خاطئ مما ادى لنسيان هاتف الطبيب داخل جسد المريض ليكتشف الطبيب ذلك متاخرا مما يعيدنا هذا المشهد للكثير من الاخطاء الطبية التي تحدث داخل المستشفيات وما لوحظ مؤخرا من ازياد حالات الوفيات بسبب الاخطاء الطبية ، وفي مشهد اخر يحاول مجموعة من التجار رشوة احد اصحاب القرار للتحكم باسعار البضائع والسلع بما يتناسب مع مصالحهم فيما يقوم اخرون باستغلال الدين لغرض استجداء اموال المواطنين وسرقتها بحجة انها تذهب لأعمال خيرية ، وتنتهي أحداث المسرحية في محاولة لقمع الفساد واستغلال النفوذ من قبل المواطنين إلا ان تسلط اصحاب القرار وتحكمهم بالحياة المعيشية ادى الى اضعاف قوة تمردهم مما عكس الحالة التي وصل اليها المجتمع من فتور في التعامل مع قضايا الفساد وتحكم اصحاب النفوذ في السيطرة على الحالة الاقتصادية والسياسية في المجتمع وردع كل المحاولات لمعاقبة ومحاكمة الفاسدين واخلاء سبيلهم وعودتهم لاستغلال المواطنين من جديد .
بدوره قال الكاتب المسرحي عيسى ابو سرور انه حاول من خلال احداث المسرحية نقد الوضع الذي وصلت إليه الحالة الإقتصادية في فلسطين وإزدياد نسبة البطالة وخاصة بعد تفاقم الوضع المعيشي السيء في المجتمع نتيجة جشع التجار واصحاب النفوذ واستغلالهم للمواطنين ، ومن خلال مشاهد المسرحية سلط الضوء على هذه القضايا بطريقة كوميدية تحاكي حالة الشارع الفلسطيني ورفضه لما يجري والذي يطالب بضرورة محاكمة الفاسدين والمتستغلين ومعاقبتهم .
من جهته اكد مدير عام جمعية الرواد د. عبد الفتاح ابو سرور ان ازدياد نسبة البطالة بين الشباب وقلة فرص العمل زاد من الوضع المعيشي في المجتمع سوءا وإن وجود اشخاص متنفذين يسيطرون على الاقتصاد يمنع من دفع الحالة الإقتصادية للامام ويعكس حالة من عدم الاستقرار في السوق الفلسطيني ، وإن هذا العمل المسرحي الناقد استطاع ان يكشف الكثير من القضايا التي هي بحاجة لمعالجة ومتابعة من الجهات المختصة تقتضي إنهاء ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين عنها .
وقد جاء العرض الاول لمسرحية “دكتوراتو” ضمن فعاليات جمعية الرواد الختامية لشهر رمضان المبارك وذلك في امسية رمضانية شارك فيها متطوعي جمعية الرواد بحضور جمع من أهالي مخيم عايدة ، وقد تخللت الامسية فقرة غنائية وطنية قدمتها فرقة كورال الرواد وعرض لمجموعة من لوحات الدبكة الشعبية لفرقة الرواد للدبكة الشعبية .