نجيب فراج- تواصلت الانتهاكات والاعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين المحتلة خلال شهر حزيران 2015 بذات الوتيرة المرتفعة التي سجلت في الشهور التي سبقته.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” خلال حزيران الماضي ما مجموعه 48 اعتداءا وانتهاكا ضد الحريات الاعلامية في الضفة وقطاع غزة ارتكبت جهات فلسطينية القسم الاكبر منها (27 انتهاكا) فيما ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 21 انتهاكا.
ولوحظ ان الانتهاكات الفلسطينية خلال الشهر الماضي قد تجاوزت “بخلاف معظم الفترات السابقة” من حيث عددها الانتهاكات الإسرائيلية، كما واشتملت مجموعة من الانتهاكات المركبة والمقلقة التي تظهر كيف يتم استسهال المساس بحرية الصحافة والصحافيين من قبل بعض الجهات والأوساط الفلسطينية الرسمية والمجتمعية.
الانتهاكات الفلسطينية
وقال التقرير انه في سابقة نادرة الحدوث ارتكبت جهات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال حزيران الماضي القسم الاكبر من الانتهاكات التي سجلت ضد الحريات الاعلامية حيث ارتكبت ما مجموعه 27 انتهاكا (12 منها في الضفة و15 انتهاكا في قطاع غزة).
ويمثل مجموع ما ارتكبته جهات فلسطينية خلال هذا الشهر 56% من مجمل الانتهاكات التي سجلت ضد الحريات الاعلامية وهو امر نادر الحدوث حيث ان الانتهاكات الاسرائيلية وعلى امتداد السنوات الماضية ظلت وبصورة شبه منتظمة تشكل النسبة الاكبر والاخطر مما تتعرض له الحريات الاعلامية في فلسطين من انتهاكات.
ولوحظ هذا الشهر ان بعض الانتهاكات التي ارتكبتها جهات فلسطينية اتخذت اتجاها يبعث على القلق الشديد ازاء استسهال المساس بحرية الاعلام من قبل بعض الجهات الرسمية والامنية والمجتمعية الحزبية، حيث اعتقل جهاز الامن الوقائي يوم 8/6 طالب الصحافة في الكلية العصرية محمد علي عتيق واحتجزه وعاود استدعائه عدة مرات متتالية بدعوى انه يتهم الاجهزة الامنية الفلسطينية بالخيانة وذلك بناء على مشاركته صورة نشرتها احدى صفحات الفيسبوك تظهره اثناء مشاركته في معسكر نظمه الامن الوطني الفلسطيني للصحافيين، ومنع عناصر امن فلسطينيون يوم 15/6 مراسل فضائية” القدس” الصحافي ممدوح حمامرة من الدخول الى قاعة مؤتمر السياحة الدولي الذي نظم في بيت لحم ومنعوه من تغطية المؤتمر واقتادوه الى مقر جهاز الامن الوقائي بعد ان احتج على ذلك بصورة سلمية علما انه كان استصدر قبل ذلك بطاقة للتمكن من تغطية المؤتمر، كما وتم منع مراسل موقع “الجزيرة نت” الصحافي عوض ابراهيم الرجوب من تغطية ذات المؤتمر وتم طرده من القاعة لاحتجاجه على منعه وعدد من الصحافيين من التغطية، واصيب مصور تلفزيون فلسطين شامخ جارح الجاغوب يوم 12/6 بحجر في راسه اثناء تغطيته مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في سلواد شرق رام الله.
وفي غزة استدعى جهاز الامن الداخلي يوم (16/6) مدير شبكة “وكالة النهار الاخبارية الفلسطينية” الصحفي هاني الأغا ثلاث مرات متتالية وحققوا معه ودهموا منزله وصادروا عدة اجهزة خاصة به، وفي نفس اليوم (16/6) تعرض مراسل صحيفة الاخبار اللبنانية الصحفي أمجد ايمن ياغي وهو من سكان مدينة غزة لعملية تهديد من قبل ذوي احدى النساء اللواتي قتلن في غزة على خلفية تحقيق نشره حول جرائم قتل النساء، كما واعتدى عناصر من الشرطة الفلسطينية في غزة يوم 17/6 على مراسل صحيفة الجارديان البريطانية حازم خليل بعلوشة وزميليه ماسيو مصور الفيديو في جريدة الجارديان ، والسيدة / فيدي مذيعة تلفزيون أون لاين في الجارديان ايضا، ومنعوهم من التغطية واحتجزوهم وصادروا معداتهم كما اوقفوا بعلوشة بعد ان نقلوه الى احد مراكز الشرطة، واعتدى عناصر من الشرطة الفلسطينية يوم 19/6 على عضو الامانة العامة في نقابة الصحافيين والمصور في وكالة الانباء الفرنسية موسى احمد الشاعر واحتجزوه، كما واقدم اشخاص على تهديد الصحفي فراس طنينة مراسل وكالة وفضائية “معا” في رام الله بالمساس به وشهروا به (اتهموه بالكفر) من خلال تعليق نشروه على موقع يدعى “طقس فلسطين” يوم (22/6).
الانتهاكات الاسرائيلية
وتفاوتت الاعتداءات الاسرائيلية التي سجلت الشهر الماضي ما بين الاعتقال والاعتداءات الجسدية والمنع من السفر والمنع من التغطية.
واعتقلت قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي المحرر في وكالة “قدس برس انترناشونال للانباء” في الضفة الغربية احمد حامد خضير البيتاوي من منزله فجر يوم 1/6، وفي ذات اليوم رفض جيش الاحتلال منح مصور وكالة الانباء الصينية “شينخوا” نضال شفيق اشتية تصريحا للعلاج في مستشفى العيون بمدينة القدس اثر اصابته بجروح في عينه نتيجة رصاصة مطاطية اطلقها عليه جنود الاحتلال اثناء تغطيته مسيرة في بلدة كفر قدوم، ومنع جنود الاحتلال يوم (2/6) مراسل “القدس” دوت كوم محمد اسماعيل العدم ومصور تلفزيون فلسطين شامخ جارح الجاغوب من تغطية حادثة استيلاء المستوطنين على بيت البركة في مخيم العروب بمحافظة الخليل،
وتعرض موقع شبكة “ماي ارينا الاعلامية” يوم 9/6 لهجوم الكتروني وعملية قرصنة مصدرها اسرائيل ما ادى لتعطيل الموقع وذلك بعد وقت قصير من نشره تقريرا حول تجربة اجرتها اسرائيل على” قنبلة قذرة”، ومنعت قوات الاحتلال بالقوة اربعة صحافيين (مراسل تلفزيون فلسطين علي دار علي والمصور الصحفي جهاد القاضي، ومصور الوكالة الفرنسية عباس مومني، ومحمد تركمان) من تغطية مواجهات وقعت قرب مخيم الجلزون بمحافظة رام الله واعتدت عليهم والقت قنابل غاز وصوت نحوهم لابعادهم عن المكان وذلك يوم 12/6، ومنع جيش الاحتلال يوم 20/6 طاقم فضائية “فلسطين اليوم” (مراسلة التلفزيون رغدة نضار نور الدين عتمة وزميلها المصور عطا عوض) من تغطية تداعيات مقتل مستوطن في قرية دير ابزيغ بمحافظة رام الله واحتجزوهما وحققوا معهما.
واعتدى جنود الاحتلال يوم 19/6 على مصور التلفزيون في وكالة الانباء الاميركية (AP) عماد محمد سعيد واحتجزوه وحققوا معه اثناء تغطيته حادثة قتل احد المستوطني في قرية دير ابزيغ بمحافظة رام الله، كما اوقفت شرطة الاحتلال يوم 25/6 مراسلة وكالة قدس برس انترناشونال للانباء في القدس فاطمة محمد ابو سبيتان واحتجزوها في مركز الشرطة واخضعوها للتحقيق وابعدوها عن المسجد الاقصى لمدة 15 يوما.
ومنعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي (الجيش) يوم 21/6 نائب نقيب الصحافيين ومدير تحرير صحيفة الحياة الجديدة في غزة الصحافي تحسين الاسطل (43عاما) من السفر الى الضفة للمشاركة في اجتماع الامانة العامة لنقابة الصحافيين، كما واحتجز جنود الاحتلال يوم 29/6 طاقم تلفزيون “وطن” (المراسلان ايسر البرغوثي وحمزة السلايمة والمصور امجد شومان) ومنعوهم من اعداد تقرير حول منطقة اثرية بين بلدتي بيت ايلو ودير عمار في محافظة رام الله.