نجيب فراج -شنت صحيفة الاتحاد الحيفاوية لسان حال الحزب الشيوعي الاسرائيلي هجوما شديد اللهجة على حركتي فتح وحماس وطالبتهما بالتوقف عن حماقاتهما بحسب تعبير الصحيفة وجاء في افتتاحيتها “تملك “فتح” و “حماس” ما يكفي من حجج لتبرير الخطوات “التراشقية” المتبادلة، الآخذة بالتصعيد بينها. وهي ليست حججًا مختلفة جوهريًا عما شهدته سنوات الانقسام البغيضة”.
فحماس تتهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بشن حملة اعتقالات واسعة بحق أنصارها؛ وفتح تقول إن أجهزة حماس الأمنية، في سلطة غزة، شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف قياداتها وكوادرها هناك.
هذا التصعيد المتبادل يأتي وسط تطوّرات مركبة جدًا بل خطيرة. ربما أسوأها ميدانيًا تصعيد مرتزقة يأتمرون بأمر “داعش” إرهابهم في شمال سيناء، على مقربة من حدود القطاع الجنوبية؛ وبالتزامن مع استغلال اسرائيلي حقير لما يجري بغية تكريس التوجّه الذي وضعه بنيامين نتنياهو ومفاده “حماس هي داعش وداعش هي حماس”! كذلك، يتزامن الأمر مع اعلانات نوايا مسجلة للتنظيم الدموي تكفّر حماس وتهدد بالسيطرة على القطاع الفلسطيني المحتل. كأنّ هذا ما ينقص شعبنا!
وجاء في الافتتاحية”هذه التطورات تأتي على خلفية انكفاء ملموس في الساحة الفلسطينية بخصوص ترتيب البيت السياسي الجامع، تمثل أخيرًا بإقالة الحكومة وبدء تأليف أخرى من دون توافق بين “سلطتي” رام الله وغزة، مما يعني تكسير القواعد التي اتـُفق عليها (ولو كلاميًا فقط!).
إن أكثر ما يقلق كل وطني فلسطيني وكل من تهمه المصلحة الفلسطينية هو تعميق الانقسام والخطوات العدائية المتبادلة بين فتح وحماس، أولا لأن هذا كان وسيظل يصب 100% في خدمة الاحتلال الاسرائيلي، في لحظة تشهد تطورات دولية ايجابية فلسطينيًا، كتشديد حملة المقاطعة، ادانة اسرائيل على جرائمها بغزة الصيف الفائت، (مجلس حقوق الإنسان دعا إلى محاكمة المسؤولين الاسرائيليين عن ارتكاب جرائم حرب في غزة)، تحرّكات مختلفة المستويات لإعادة طرح القضية الفلسطينية وحسمها في مجلس الأمن.. هذا كله يثير الرعب في قلوب مسؤولي حكومة الاحتلال (وليس أي صاروخ أو قذيفة، بالمناسبة..).
هنا يجب الانتباه والحذر من الانحدار الى سيناريو خطير: تصعيد فلسطيني-فلسطيني ستلعق دماء جراحه حركات التكفير الارهابية المتربصة، مثلما نرى في دول الجوار.. أكثر ما يثلج صدور قباطنة المؤسسة الاسرائيلية!
هناك لحظات في حياة الشعوب تستدعي حركاتها وقياداتها لأن ترتقي الى مستوى المسؤولية المصيرية، وتكفّ عن السلوك الأحمق المتهوّر الطائش النابع من غرائز فئوية وأحقاد متراكمة! وخصوصًا بوجود من يتربصون بقضية عادلة كبرى، أهم من وأكبر من المتخاصمين المنقسمين، هي قضية تحرر وسيادة الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره. وعلى حماس وفتح الكف عن الحماقات والارتقاء الى درجة هذه المسؤولية وهذا الخطر!
↧
الاتحاد الحيفاوية تشن هجوما حادا على فتح وحماس وتطالبهما بالتوقف عن”حماقاتهما”
↧