وتتواصل فعاليات تكريم الكاتب اسامة العيسة

نجيب فراج – كرمت مؤسسة ابداع في مخيم الدهيشة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية بيت لحم  وجمعية اهالي قرية زكريا المهجرة الكاتب اسامة العيسة بحصوله على جائزة الشيخ زايد للاداب على روايته “مجانين بيت لحم” وذلك في قاعة المركز الروسي بمدينة بيت لحم  بحضور حشد كبير من المواطنين وقد بدا الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء ومن ثم عزف النشيد الوطني الفلسطيني.
وبعد ذلك القى صالح ابو لبن رئيس مؤسسة رواق المهد الادبية التابعة لمؤسسة ابداع  كلمة اعرب فيها عن اعتزازه بهذا الفوز الفلسطيني الذي هو ليس للكاتب العيسة وحسب بل لكل شعبنا المقهور الذي يواجه الاحتلال منذ 67 عاما ولكنه ظل صامدا وظلت الجبهة الثقافية الفسطينية جبهة قوية عصية عن الكسر وما كتابات العيسة الا انها تصب في هذا الاتجاه وجائت جائزة الشيخ زايد للتاكيد على ان الادب الفلسطيني يستحق كل التقدير والاهتمام والنهوض به وتطويره رسميا وشعبيا من خلال تخصيص الميزانيات اللازمة لتربية الاجيال على القراءة والتعبير عن ذاتهم، مباركا للكاتب العيسة هذا النجاح الباهر.
اما مصطفى الفرارجة رئيس جمعية زكريا المهجرة حيث تعود جذور العيسة اليها فقد قدم التهاني بهذا الفوز، وقال اننا نعتز ونفتخر بهذا الانجاز الكبير الذي يجب ان يتطور ، وقال “اننا نحارب على كل الجبهات من اجل الحياة الحرة الكريمة، ان الاية الاولى التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت بكلمة اقرأ وهي رسالة بليغة على اهمية القراءة والكتابة والثقافة وتعزيزها، هذه الجائزة هي فخر ليس لاسامة هذا الكاتب الفلسطيني الذي ولد وعاش في مخيم الدهيشة وكبر وتطور وابدع فيه، او لعائلته وحسب انها جائزة لفلسطين الوطن والشعب”.
من جانبه قال نادي فراج رئيس الهيئة الادارية لمؤسسة ابداع في كلمته مقتبسا اقوالا ومقولات للكتاب العيسة بقوله” نحن الفقراء اكثر الناس على العشق والعشق هنا شامل ويعني الابداع والانجاز والدفاع عن الوطن وحريته”.
وكان من بين المتحدثين ايضا الكاتب العيسة الذي قدم شكره الجزيل لكافة المؤسسات الراعية لهذا الاحتفال ، مقدما نبذه عن علاقته بالكتابة حيث الف نحو 14 كتابا  وسط المعاناة الشديدة جراء ما يعانيه مخيمه من اضطهاد وفقر وظلم واستهداف اسرائيلي مستمر ولكنه تمكن من ان يبدع كما غيره الكثيرون من ابناء النكبة المستمرة.
وتخلل الاحتفال عروض فنية لمؤسسة ابداع وسط اعجاب الحضور، وقد لوحظ خلال الاحتفال رفع العلمين الفلسطيني والاماراتي كما علقت صورة الشاعر العربي المصري الكبير عبد الرحمن الابنودي الذي غيبه الموت قبل يومين ، كما حضرت بقوة اغاني الشيخ امام عيسى فنان الشعب العربي من اشعار الشاعر المصري الكبير احمد فؤاد نجم.
وفي جامعة بيت لحم جرى استضافة العيسة حيث التقى طلبة اللغة العربية.
  وخلالها قدم المربي يوسف عدوي المحاضر قائلا “نحن اليوم فرحين فرحة كبيرة جدا بوجود كاتبنا اسامة العيسة معنا والذي هو من الفقراء والمهمشين الذين عانوا وما زالوا يعانون من بطش الاحتلالات المتوالية وظلمها الذي لا يعرف حدودا”.
وأضاف عدوي: “أسامة المتميز بالتعبير الصادق الدقيق، وتجسيد الواقع بلغة أدبية واضحة وسلسة، وممتعة ومشوقة، يدمج بين البحث التاريخي، والتحقيق الصحفي الاستقصائي”.
واكد: “اننا نتفق في حيثيات معينة ونختلف في جوانب اخرى مع كثير ممن كتبوا حول رواية مجانين بيت لحم، لكنها بحق عمل أدبي رائع صادق جريء”.
وكان اللقاء برعاية الدكتور سعيد عياد رئيس دائرة اللغة العربية والدكتورة هالة اليمني عميدة  كلية التربية اللذين رحبا بالكاتب العيسة معتبرينه فخرا للثقافة والكتابة الفلسطينية مثمنين الدور الذي يقوم به في ابراز الكتاب والرواية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي.
 وتحدث العيسة الى الطلاب مركزا على انه في كتاباته ينحاز الى الناس الاقل حظا في الحياة، ويهتم بتقديم الانسان والمكان الفلسطينيين اللذين يوجد بينهما ترابط كبير.
ودار حوار مطول بين الطلبة والعيسة الذي اجاب عن اسئلتهم والتي تمحورت حول القراءة والكتابة واهمية الادب خاصة الرواية في حياة الشعوب والمجالات التي يكتب فيها، ووجود الهوية الفلسطينية في الكتابة وسبب تركيزه على الرواية في كتاباته.