نجيب فراج -سلط معهد الابحاث التطبيقية “اريج الضوء على قضية اراضي قرية كيسان الى الشرق من بيت لحم والتي تقوم قوات الاحتلال بعمليات تجريف واسعة النطاق لاقامة منطقة صناعية عليها من بينها عدة مصانع للكيماويات على غرار مصانع اقيمت في منطقة طولكرم.
وفي التحليل الجيوسياسي الذي قام به وحدة مراقب الاستيطان في معهد أريج، تبين بان الاراضي المستهدف في قرية كيسان هي جزء من المخطط الاسرائيلي الاستيطاني الهادف الى توسيع التجمع الاستيطاني الاسرائيلي “غوش عتصيون” ليصل الى شواطئ البحر الميت، وهي جزء من مخطط القدس الكبرى
ولهذا السبب، تشكل اراضي قرية كيسان التي يقدر مساحتها 600 دونم حجر الزاوية لتمهيد الطريق امام الربط الجغرافي بين التجمع الاستيطاني الاسرائيلي غوش عتصيون ومنطقة البحر الميت اخذا في عين الاعتبار ان هذه
الاراضي تقع في منطقة ذات اهمية استراتيجية، حيث تتوسط التجمع الاستيطاني الاسرائيلي غوش عتصيون ومنطقة البحر الميت..
كما تقع بمحاذاة “منطقة المحمية الطبيعية”، وهي المنطقة التي يمنع على الفلسطينيين دخولها.
وتقع قرية كيسان كذلك على الطريق الرابط بين تجمع غوش عتصيون الاستيطاني وشواطئ البحر الميت (مع العلم انه خلال الاشهر الماضية عمدت وزارة النقل والمواصلات الاسرائيلية على اعادة تأهيل اجزاء كبيرة من هذا الطريق لتسهيل وصول المستوطنين الاسرائيليين القاطنين في تجمع غوش عتصيون الاستيطانية الى شواطئ البحر الميت).
تعتبر قرية كيسان الفلسطينية احد اهم المراكز الحضرية والعمرانية التي تقع بمحاذاة منطقة المحمية الطبيعية (+166,000 دونم) ومستوطنة معالي عاموس والبؤرة الاستيطانية أبي ناحال امتدادا للمنطقة العسكرية المغلقة رقم 912 وصولا الى شواطئ البحر الميت..
وقال التقرير الصادر عن المعهد فانه في حال تنفيذ مشروع المنطقة الصناعية على هذه الاراضي ، سيكون من سهولة العمل على ربط هذه المنطقة الصناعية بالتجمع الاستيطاني الاسرائيلي “غوش عتصيون”، لتصبح جزء من التجمع الاستيطانية، والذي بواسطته سيصل التجمع الاستيطاني الى شواطئ البحر الميت.
علاوة على ذلك، جميع التجمعات البدوية الفلسطينية التي تقع الى الجنوب والشرق من قرية كيسان ابتداءا من منطقة المحمية الطبيعية المحاذية لقرية كيسان ومنطقة اطلاق النار 912 مرورا بمنطقة ال 139,000 دونم التي تمت مصادرتها عام 2009 وصولا الى الشواطئ البحر الميت، جميع هذه التجمعات الفلسطينية (عرب الرشايدة، الرواعين، الولالجة واراضي ) تقع تحت خطر التهجير والترحيل.
ووفقا لذلك اغلبية الاراضي التي تقع بين التجمع الاستيطاني الاسرائيلي “غوش عتصيون” ومنطقة البحر الميت استولت عليها سلطات الاحتلال الاسرائيلية بالقوة وتحت ادعاءات مختلفة وغير شرعية، حيث مهدت الطريق لعملية توسيع التجمع الاستيطاني غوش عتصيون ليصل الى شواطئ البحر الميت.
في الثامن من شهر آذار من العام 2015، اقتحمت جرافات اسرائيلية بمرافقة قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي قرية كيسان الواقعة جنوب شرق محافظة بيت لحم، وقامت بتجريف 80 دونم من الاراضي الفلسطينية الخاصة.
وخلال عملية التجريف قام ضابط في الادارة المدنية الاسرائيلية باعلام اصحاب الاراضي المستهدفة في عملية التجريف، بان اراضيهم (80 دونم) والتي هي جزء من 600 دونم مجاورة تمت عملية مصادرتهم خلال العام 2004 تحت ادعاء انها “اراضي دولة”.
منطقة صناعية في قرية كيسان
وفي مقابلة قام مع رئيس مجلس قروي كيسان، السيد حسين علي غزال، الذي افادة بان الاراضي المستهدفة والتي تصل مساحتها الى 80 دونم تعود ملكيتها الى عائلات فلسطينية تسكن قرية كيسان واخرى تسكن في بلدة سعير الى الشمال من الخليل ، حيث استهدفت هذه المنطقة عام 2004 بفعل امر مصادرة اسرائيلية تحت ادعاء “اراضي دولة”، في حين قدم اصحاب الاراضي اعتراض على هذا الامر في المحكمة الاسرائيلية والتي تبث في القضية الى يومنا هذا…
وقد عرف من بين اصحاب الاراضي المستهدفة: ايون يوسف محمد صبيح ومحمود يوسف محمد صبيح ومحمد يوسف محمد صبيح وموسى محمد عوض الله عبيات وعلي محمد عوض الله عبيات وعيسى محمد عوض الله عبيات واحمد محمد عوض الله عبيات.
قرية كيسان:
كيسان قرية فلسطينية نقع الى الجنوب الشرقي من محافظة بيت لحم. يحدها من الشمال قريتي التقوع والمنيا، ومن الجنوب البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية “ابي ناحال”، ومن الغرب قرية أم بطم، ومن الجنوب الشرقي مستوطنة “معالي عاموس” الاسرائيلية غير الشرعية (تأسست عام 1982 على مساحة تصل الى 320 دونم)، من الشرق شواطئ البحر الميت. يصل التعداد السكاني في القرية بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2015 الى 557 فلسطيني.
وبحسب اتفاقية أوسلو الثانية والمؤقتة والموقعة عام 1995، قسمت اراضي قرية كيسان الى: 11% من اراضي القرية اعتبرت ضمن منطقة المحمية الطبيعية، في حين 40% من الاراضي تم تصنيفها مناطق “ب” وهي مناطق تقع تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية في الناحية الادارية، وتسيطر اسرائيل على الامور الامنية. بينما 49% من مساحة قرية كيسان صنفت على انها مناطق “ج” وهي مناطق تقع تحت سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية بشكل كامل، امنيا واداريا..