نجيب فراج اتهم تقرير صادر عن معهد الابحاث التطبيقية” اريج” الحكومة الاسرائيلية بزعامة بن يامين نتنياهو بانها تواصل سياسة الخداع والتضليل العالم اجمع بما يتعلق في موضوع الاستيطان بل تستغفل كل المجتمع الدولي بهذا الاتجاه .
وجاء في التقرير الى ان إسرائيل اصبحت في ردة أفعالها اتجاه ما يحدث فيما يتعلق بعملية السلام أشبه ما تكون بطفلة مدللة ، ففي الوقت التي تواجه فيه وابلا من الانتقادات حول بناءها الاستيطاني من كافة أطراف المجتمع الدولي حتى من اقرب حلفائها، يصدر وبشكل فجائي عن طريق ما يسمى وزير الإسكان في حكومة الاحتلال أوري اريئيل إعلان عن خطط بناء حوالي 24,000 وحدة استيطانية في مختلف مستوطنات الضفة الغربية بما في ذلك خطة أل 3,900 وحدة في منطقة أل E1 المعلنة منذ العام 1997 والتي تربط جغرافيا التجمع الاستيطاني معالي ادوميم مع القدس الشرقية المحتلة. وفي اليوم التالي يخرج على العالم نتنياهو ليعلن وقف العطاءات المتعلقة بالإعلان المذكور بل ويوبخ الوزير المذكور معللا أن أسلوبه لا يساهم في تعزيز برنامج الاستيطان بل يضربه، خاصة في ظل مساعي إسرائيل للتحريض على تحقيق اتفاق فيما يتعلق بمساعي إيران النووية، في الوقت الذي لم تبرح العديد من خطط البناء المضمونة في الإعلان مثل أل E1 المرحلة الأولى كالمصادقة على المخطط. بالإضافة إلى ذلك جاءت ردة الفعل الدولية قوية جدا بالتنديد بالإعلان الإسرائيلي لدرجة أن اقرب حلفاء إسرائيل – الولايات المتحدة الأمريكية- قد أوشكت الإعلان بصراحة بان إسرائيل هي من يتسبب بعرقلة وضرب كل الجهود الرامية لدفع عميلة السلام لمراحل متقدمة، واكتفت بالإعلان بان الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية المستوطنات وتعتبرها غير قانونية خاصة وأن كافة الجهود الدولية تقف في خضم رمال متحركة فإما ستدفع بعملية السلام إلى الأمام أو تبتلعها لتلفظ أنفاسها الأخيرة. حتى أن إسرائيل اهتزت إلى حد ما بجدية ردة فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة بشكل عام وتعاملت معها على غير المعتاد لدرجة أنها دفعت بحلفاء حكومة اليمين بان يتكالبوا على بعضهم البعض، حيث رفض نتنياهو هذه الخطط على الأقل في هذه المرحلة وتحديدا مخطط أل E1 واصفا تحرك أوري اريئيل بغير المسئول في ظل مساعي التحرك لمنع اتفاقية دولية حول مشروع إيران النووي.
خطة السراب الإسرائيلية:
وقال معهد اريج ان ذلك جزء من سياسة إسرائيلية قديمة – جديدة وهي مستوحاة من استراتجيات القتال العسكري للجنرال صن – تسو، فبينما تدفع إسرائيل العالم للانشغال والحديث عن فظاعة مخطط أل 20,000 وحدة في المستوطنات أصبح إعلان أل 5000 وهو المخطط الحقيقي القابل للتنفيذ طي النسيان أو انه أصبح مقبولا في ظل مساومة بين إسرائيل والمجتمع الدولي وذلك بان يقوم الأخير بغض النظر عن ما تم طرحه في بداية الشهر الحالي وهو خطة بناء الوحدات السكنية أل 5000 ومن ضمنها 1500 وحدة في رامات شلومو والتي تم الإعلان عنها في شهر آذار 2010 إبان زيارة نائب الرئيس الأمريكي بايدن مقابل تجميد إعلان مخطط أل 20,000 وحدة سكينة.
وشدد التقرير على ضرورة التركيز على ما يحدث على ارض الواقع أما ما كان غير ذلك فيندرج تحت مسمى مناكفات. فالحديث عن قانونية أو شرعية المستوطنات وغير ذلك قد ساهم في واقع الأمر في تلوين وتمييع ماهية الوجود الاستيطاني والذي أول ما بدء بالإشارة إليه إلى انه “باطل”، ثم أصبح يشار إلية “لاغ” وبعد ذلك “عقبة” ولاحقا “غير مصرح به” واليوم “غير متناغم مع القانون الدولي” والقادم مبهم أكثر في ظل رفض رؤية خطة إسرائيل من خلال حكوماتها المتتابعة والتي تبين حقيقة نيتها اتجاه عملية السلام برمتها بتدمير كل فرص السلام سواء كان ذلك من خلال اقتراح الدولة الواحدة أو حل الدولتين أو أي فرصة لأي حل سلمي لا يتماشى مع رؤية إسرائيل بدولة يهودية يحدها الجدار الفاصل شرقا ويقطن خلفه ملايين الفلسطينيين في تجمعات منفصلة عن بعضها البعض جغرافيا تحيطها تجمعات استيطانية يحرسها الجيش الإسرائيلي وبدون أي سيطرة على الموارد الطبيعية أو الحدود الدولية وتبعية اقتصادية.
↧
اسرائيل ما بين تجميد الاستيطان واستغفال العقول
↧