نجيب فراج – قام مساء اليوم وفد كنسي كبير من بريطانيا والولايات المتحدة واسبانيا بزيارة حي وادي كريمزان من اراضي مدينة بيت جالا للاطلاع عن كثب على الااضي المهددة بالضم والعزل من قبل جدار الفصل العنصري الذي من شانه ان يعزل نحو اكثر من ثلاثة الاف دونم ونصف تعود لنحو 58 عائلة من سكان المدينة وهي مزروعة منذ عشرات السنين واكثر باشجار الزيتون والمشميات والسرو اضافة الى ديرين للرهبان والراهبات.
وتكون الوفد 40 من مطراناً اضافة للقنصل البريطاني العام اليستر مكفيل، وقد قال كاهن الرعية اللاتينية في بيت جالا الاب فيصل حجازين، ان وفد المطارنة يمثل مجالس الأسقفية في جميع أنحاء العالم، للإطلاع على ما يعانيه المواطنون في ضاحية كريمزان وما سيحل بالمنطقة من خراب جراء بناء الجدار، اذا تم ذلك.
وأضاف أن زيارة الأساقفة جاءت للدفاع عن حقوق الإنسان في المرتبة الأولى مسيحين ومسلمين سواء، أملاً أن يستطيع الأساقفة الضغط على صناع القرار في اسرائيل للحيلولة دون بناءه في كريمزان.
وحول قرار المحكمة العليا المنتظر للبت في قضية بناء الجدار في المنطقة، قال حجازين ان المحكمة لم تصدر القرار بعد، حيث أن قرارها المنتظر هو النهائي، مضيفاً أنها ستحكم لمصلحة الإحتلال عاجلاً ام اجلاً وهو ما نحاول منعه من خلال هذه الزيارات.
وكان غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك اللاتين في القدس وباقي الاراضي المقدسة قد وجه نداء الى المجتمع الدولي خلال عظة عيد الميلاد المجيد الاخيرة حيث قال يخشى الأهالي بأَن يبتلع الجدار أراضيهم فيصعب أو حتى يستحيل عليهم الوصول إليها. والأمر يقلق بال 58 عائلة من بيت جالا ويدّمر الرسالة التي لا زال الرهبان والراهبات يعيشونها.
وقال: “باسم العدل والأخلاق والإنسانيّة أناشد المسؤولين السياسيين والحقوقيين أن يوقفوا تقدم الجدار”، مستذكرا موقف قداسة البابا فرنسيس في حجه الاخير الى بيت لحم قي ايار الماضي حينما وقف أمام الحائط الفاصل بين بيت لحم والقدس، واتكأ عليه وصلّى. “وكم كان بودّه أن يُزيحه بكتفه وأن يُلغي معه جدران الكراهية والخوف، والعَمى السياسي ومحاولةَ إقصاء الآخر”. مشيرا الى ان “العالم قد نسي خطابات قداسته أثناء وجوده بيننا، ولكنه لن ينسى وِقفته أمام الجدار. البابا فرنسيس يريد ونريد جسوراً تجمعنا وتوحدنا، فتتشابك الأيدي لعمل الخير، وإذا كانت الحرب تستلزم شجاعة وعناداً وتصميماً، فالسلام يتطلب شجاعة أكثر، وتصميماً أكثر، وعناداً قد يصل إلى حدّ الشهادة”.