Quantcast
Channel: مدونه الصحفي نجيب فراج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

وتوفيت ام شادي بحسرتها من دون احتضان زوجها المعتقل منذ 30 عاما

$
0
0

فهرسنجيب فراج -  اعلن في قرية الجبعة الى الغرب من بيت لحم مساء اليوم عن وفاة الحاجة ام شادي الطوس زوجة الاسير محمد احمد عبد الحميد الطوس المعتقل منذ نحو 30  عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي وكان من المفترض ان يطلق سراحه في الدفعة الرابعة  من معتقلي ما قبل اوسلو والتي كان من المقرر ان تتم في الثلاثين من اذار من العام الماضي الا ان حكومة اسرائيل تنكرت لتكل التفاهمات مع الجانب الفلسطيني
وبحسب عيسى قراقع رئيس هيئة الاسرى والمحررين لمراسل”القدس”فان تشييع جثمانها سيكون يوم غد السبت وقال ان ام شادي زوجة الاسير الطوس كانت تأمل ان يكون زوجها ضمن هذه القائمة حيث وقبل موعد الافراج بثلاثة ايام كانت تتجول في اسواق مدينة الخليل تحضيرا لمناسبة الافراج المفترض عن زوجها وحينما علمت في ذلك الوقت عن ان ابو شادي لن يكون في هذه الدفعة وقعت على الارض فاصيبت بغيبوبة ونقلت الى مستشفى الاهلي بالخليل لتلقي العلاج، حيث زارها قراقع هناك واضاف في تعبير مجازي “ام شادي فتحت عينيها قليلا حينما علمت بوصول الاسرى في الدفعة الثانية
حكاية الأسير الطوس تشبه الأسطورة، وهو بعد ربع قرن من اعتقاله لا يصدق انه مازال حيا، بعد أن نصب له ولزملائه في مجموعته العسكرية كمينا محكما وأطلقت عليهم زخات من الرصاص لإعدامهم، فسقط الجميع شهداء باستثناء الطوس الذي أصيب بجراح بليغة.
ويضيف قراقع “ان مجموعة جبل الخليل، اسم له صدى، وخاصة في سنوات الثمانينات، وهي مجموعة فدائية مطاردة قامت بسلسلة من العمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال، وأصبح هدف إلقاء القبض عليها أو إعدامها، هدفا إسرائيليا مركزيا، وكان الناس يروون قصصا مثيرة عن هذه المجموعة السرية، التي اتخذت من جبال وكهوف الخليل مأوى لها، وسببت الخوف والفزع في صفوف جنود الاحتلال، وكتبت الصحف العبرية وقتها الكثير عن هذه المجموعة التي أصبحت المطلوب رقم واحد لجهاز الأمن الإسرائيلي”.
كان الأسير محمد الطوس عامل بناء، لم تتح الفرصة له لاستكمال تعليمه، فخرج من المدرسة ليعمل كي يساعد أسرته على سد رمق عيشها، فاعتقل عام 1982 وكان عمره 18 عاما، وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر، فخرج من مدرسة السجن أكثر صلابة وتشبعا بروح المقاومة.
المجموعة ضمت خمس مناضلين هم محمد حسن سعيد ومحمد عدوان ومحمود النجار وعلي خلايلة إضافة الى محمد الطوس، تعرضت لمجزرة و قتل بدم بارد، عندما حاولت المغادرة الى خارج البلاد بالاتفاق مع أحد الادلاء، حيث نصب كمين موت لهم في الطريق قرب الحدود مع الأردن، استخدمت فيه الطائرات وكل أنواع الأسلحة.
محمد الطوس يتذكر اللحظات الأولى عندما أنصب الرصاص والقنابل فوق رؤوسهم داخل السيارة التي كانوا يستلقونها، و يقول أنه كان بالإمكان إلقاء القبض علينا، ولكنهم أرادوا إعدامنا عن سبق إصرار.
لم يستيقظ إلا بعد مدة طويلة في المستشفى، ومن هناك اقتادوه مصابا الى التحقيق، ليخضع لفترة قاسية من العذاب، كانت الدماء تنزف من جروحه ، وكانت الصدمة صعبة عليه بعد أن علم أن كافة رفاقه قد استشهدوا.

زوجته أم شادي قالت أننا لم نعلم أن أبو شادي على قيد الحياة إلا بعد ستة شهور، فكافة الأخبار وخاصة الإسرائيلية أعلنت أنها قتلت كافة أفراد المجموعة، وجرى تعتيم واسع، ولم يسمح لنا ولا للصليب الأحمر الدولي لمعرفة ما جرى، وعشنا في حالة نفسية قاسية للغاية.
وتروي أم شادي كيف حاصر الجنود المنزل، وفرضوا حظر التجول على قرية جبع، وقاموا بهدم المنزل عن بكرة أبيه، وكانت حاملا وأولادها لازالوا صغارا، لتتشرد الأسرة وتعيش في ظروف مؤلمة، ولم يكتف الاحتلال بهدم منزل أبو شادي وإنما أيضا قام بهدم منزل شقيقه انتقاما وحقدا.
وبعد أن قام أهالي قريته ببناء المنزل، قام جنود الاحتلال مرة أخرى بإعادة هدمه، وكأنه أراد أن يحكم على أسرة الأسير الطوس بالبقاء في العراء عقابا لها، بسبب بزوغ فدائي بطل من هذه الأسرة المكافحة والصابرة.
ويضيف قراقع ان الوالدة ام شادي والتي اصيبت بغيبوبة منذ نحو عام ونيف ولم تستفق منها هي والدة  لولدين وفتاة واصبحت حفيدة، ظلت على العهد مع زوجها الاسير حيث لم تترك سجنا الا وزارته ولم تترك اعتصاما تضامنا مع الاسرى الا وشاركت فيه فهي زوجة وفية ووطنية بامتاياز ووالدة حنونه بكل المقاييس ربت ابنائها الثلاثة وهم اطفال بعيد اعتقال والدهم الذي ظل طيلة العقود الثلاثة الماضية


Viewing all articles
Browse latest Browse all 11356

Trending Articles