نجيب فراج -تحتفل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بانطلاقتها السابعة والاربعين التي تصادف في الحادي عشر من كانون اول من كل عام، حيث اصدرت الجبهة بيانا بهذا المناسبة جاء فيه الذكرى تاتي متزامة مع الذكرى السابعة والعشرين لانتفاضة الحجارة وتحل الذكرى ” في لحظة يتصاعد فيها كفاح شعبنا ضد الفاشية الصهيونية التي تشتد وتتمادى على الصعيدين السياسي والميداني، فاشية تعبّر عن نفسها في القتل الممنهج وإطلاق العنان لسوائب المستوطنين واستخدام سياسة الدمار الشامل والإبادة الجماعية خلال خمسون يوماً من الحرب العدوانية المبيتة على قطاع غزة، والإمعان في تهويد القدس وتصعيد النهب الاستيطاني في الضفة مترافقاً مع سياسة غطرسة وإملاءات ليس آخرها إقرار حكومة العدو لقانون (إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي) الذي يضرب شعبنا قضية ووجوداً ورواية وحقوقاً وطنية وتاريخية، فهو ضربة لحق العودة، وضربة لحقوق شعبنا في مناطق 48، عدا عن كونه ضربة لأوهام الرهان على خيار المفاوضات الثنائية برعاية أمريكية وهو الخيار الذي لم يسترجع أرضاً ولا جلب سلاماً، ولا أوقف استيطاناً أو عدواناً طيلة عقدين ويزيد من التفاوض العبثي المدمر بالتزاماته السياسية والاقتصادية والأمنية. إننا أمام قانون يستهدف قضية شعبنا من كل جوانبها ويلغي روايته بالكامل”.
وجاء في البيان “إننا نعيش منذ حزيران الماضي حالة مقاومة شعبية تحاول الإفلات من كل القيود المفروضة عليها وتشق طريق البديل الشعبي وتعبّر عن إرادة شعبنا الصلبة واستعداده غير المحدود للمقاومة بكل أشكالها وقدرته الهائلة على الصمود، ونبع وطنيته الذي لا ينضب، وتضحياته الجسيمة الغالية التي لم تتوقف يوماً. لقد أيقن شعبنا كل اليقين أن لا طائل ولا جدوى من استمرار خيار التفاوض العبثي المدمر. إن إدراك الجماهير العفوي لذلك يقتضي من القيادة المتنفذة في منظمة التحرير ومثلها قيادة حركة حماس أن تصغي لصوت الجماهير وفعلها وأن تفتح خياراتها في مواجهة آلة الدمار الصهيونية التي قتلت ما قتلت ودمرت ما دمرت في قطاع غزة المكافح الذي أثبت أن خيار الوحدة والمقاومة هو الخيار القادر على دحر العدوان، وأن تدعم خيار الكفاح الشعبي الذي انطلق من عاصمتنا الأبدية وتعمل على بناء قيادته الوطنية الموحدة بما يمكن شعبنا من الاستمرار في الدفاع عن نفسه وعن الأرض والمقدسات ومغادرة حالة التناقض بين الفعل الشعبي الواحد وحالة الانقسام الداخلي والارتهان لخيار التفاوض العبثي والتزاماته السياسية والأمنية والاقتصادية المدمرة وإعادة قطار المشروع الوطني لسكته الصحيحة، والإنهاء الفعلي للانقسام بعيداً عن مناورات اقتسام المصالح وتقاسم سلطة لا سلطة لها ويحكمها ويتحكم بها الاحتلال بشكل مباشر في الضفة وغير مباشر في قطاع غزة. إن كل ذلك لن يكون إلا بالتفعيل الفوري لاجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لإعادة بنائها على أسس وطنية وديمقراطية وتوحيد الحركة الوطنية الفلسطينية في إطارها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وقائد لنضالاته في الوطن والشتات”.
وطالب البيان “إنهاء التعاقد السياسي لاتفاق أوسلو والتزاماته الأمنية والاقتصادية، وإعادة ملف القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة، ودعوتها إلى عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قراراتها ذات الصلة بالصراع لا التفاوض عليها، وأولها قرار 194 القاضي بحق اللاجئين في التعويض والعودة إلى ديارهم التي شردوا منها”، وكذلك طالب بانهاء الانقسام الداخلي وإعادة بناء وتوحيد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات، والصيغة الفلسطينية للجبهة الوطنية في مرحلة التحرر الوطني التي لم تنتهِ بقيام سلطة الحكم الذاتي تحت الاحتلال كما طالب بإنهاء لعبة التهدئة الميدانية المجانية وإطلاق العنان لمقاومة شعبنا بأشكالها في مواجهة الفاشية الصهيونية، فالصراع الشامل والمفتوح هو صراع بين حركة تحرر وطني واحتلال استيطاني احتلالي إقصائي لن يرحل إلاّ بتحويله إلى مشروع خاسر بشرياً واقتصادياً وسياسياً ومعنوياً، وليس صراعاً بين دولتين بجيشين متكافئين.
ووجه البيان التحية الى روح الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة وامينها العام لاكثر من ثلاثة عقود وكذلك الى روح امينها العام الشهيد ابو علي مصطفى وللامين العام الاسير احمد سعدات ولكوكبة الشهداء الذين سقطوا تباعا على مذبح القضية الوطنية الفلسطينية.
↧
الجبهة الشعبية تطالب في انطلاقتها “بانهاء التعاقد لاتفاق اوسلو مع اسرائيل”
↧