نجيب فراج – عشية حلول ما يسمى بيوم الغفران اليهودي والذي صادف مرورِ اربعين عاما على حرب العام 1973، سمحت الجهات الامنية اليوم بنشرِ بعضِ بروتوكولات لجنة اغرانات التي حققت في ملابساتِ الاِخفاقِ الاستخباري الاسرائيلي بحسب ما ورد في هذه البرتوكولات.
وتُشير هذه البروتوكولات الى ان رئيسةَ الوزراء الاسرائيلية آنذاك غولدا مئير قالت في اِفادَتِها امامَ اللجنة، أن “ضميرَها يؤنِبُها على عدمِ اقتراحِها استدعاءِ قواتِ احتياط، من الجيشِ ،رغم الحديث في جلسةِ الحكومة التي سبقت اندلاعَ الحرب عن حالةِ تأهب. الى ذلك جاءَ في البروتوكولات اَن الجنرال احتياط حاييم بارليف حاولَ مواساةَ غولدا مئير بقولِهِ، اِنَّهُ شارك في جلسةِ الحكومةِ المذكورة العديد من كبارِ الضُباط في الجيش، ولم يقترح احد منهُم استدعاء قوات احتياط”
أما عضو لجنة اغرانات الرئيس الثاني لاركان جيش الاحتلال يغئال يادين، فقالَ بعدَ انتهاء اعمالِ اللجنة، اِنَّ نشرَ البروتوكولات المُتعلقة بها يُعَدُّ “مادة متفجرة”
ومما قالته مئير في سياق افادتها, انها تعذب نفسها لعدم اصرارها على استدعاء جنود الاحتياط الى الخدمة في الايام التي سبقت نشوب الحرب, ولكنها قالت انها مسرورة لاتخاذها قرارا باستدعاء بعض جنود الاحتياط في صبيحة يوم الغفران, اي قبل ساعات من بدء الحرب.
ووجهت مئير انتقادات الى رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش ايلي زعيرا, بسبب امتناعه عن نقل معلومات مختلفة الى مجلس الوزراء قبل نشوب الحرب بما في ذلك الخبر الخاص بمغادرة المستشارين العسكريين الروس للاراضي السورية.
ورفضت مئير الادعاء بان القرار بعدم استدعاء جنود الاحتياط كان يعود الى اعتبارات حزبية, نظرا لقرب موعد الانتخابات العامة في اسرائيل, وقالت انه اتخذ فعلا خشية ان تفسر مصر وسوريا مثل هذا الاجراء, على انه استعدادات اسرائيلية لمهاجمة هذين البلدين.
واعتبرت مئير ان قرار اسرائيل عدم توجيه ضربة وقائية لمصر وسوريا, هو الذي سمح بنقل المساعدات الاميركية لاسرائيل خلال الحرب.
في سياق متصل اوردت صحيفة يديعوت احرونوت في صدر صفحتها الأولى اليوم مقتطفات من يوميات قائد الجبهة الجنوبية في حرب اكتوبر الجنرال احتياط حاييم بارليف.
وجاء في اليوميات ان رئيسة الوزراء مئير قالت لبارليف في اليوم الثاني للحرب ان وزير الدفاع موشيه ديان وصف الوضع العسكري بأنه ميؤوس منه.
واقترح ديان كبديل أخير استعمال وسائل غير تقليدية ضد الجيش المصري، مستخدما عبارة “علي وعلى أعدائي”.