التراث الفلسطيني ومعضلة مواجهة سياسة السرقة الاسرائيلية

نجيب فراج – اعتبرت مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطيني ومقره مدينة بيت لحم والباحثة في التراث الشعبي الفلسطيني الاحتفال بيوم التراث الفلسطيني الذي اقرته وزارة الثقافة ان يكون السابع من اكتوبر من كل عام مناسبة هامة للغاية، مطالبة ان يكون الاحتفال بهذه المناسبة على نطاق واسع كونه يوم وطني كبير على مستوى فلسطين التاريخية بامتياز.
الهدف الدائم لاسرائيل طمس التراث
واشارت السقا التي سبق لها ان شارك مركزها باربعين معرضا دوليات حول العالم عن التراث الشعبي الفلسطيني ان الوطن بمعناه الواسع هو تراكم تراث وحضارة وتاريخ، والتراث هنا لا ينحصر فقط على الزي او المأكولات الشعبية او طرق الصناعة والانتاج وحسب وانما ينسحب على كل مناحي الحياه ولذلك تعرض تراثنا الى سرقة وطمس حقيقيان من قبل الاحتلال الاسرائيلي، أي ان التراث هو كل ما تركه لنا الاجداد من موروث ثقافي وتراثي وحضاري ، ولذا فلا بد ان يكون هناك استراتيجية دائمة ومتواصلة للدفاع عن تراثنا في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة على هذا التراث العريق والمتمثل بسرقة الماكولات الشعبية كالفلافل الذي يقدمه الاسرائيليون على انه كباب اسرائيل، وهناك سرقة لكوفيتنا الفلسطينية بتغيير لونها الى اخضر، وهناك حتى سرقة للدبكة الشعبية الفلسطينية والاغاني الشعبية وتقديمها على انها اغاني من التراث الصهيوني.
الزي التراثي لطالبات المدارس

وشددت  ان هذه السياسة الاسرائيلية الخطيرة تحتاج فعلا الى خطة وطنية فاعلة ودائمة وخاصة وللاسف الشديد في ظل غياب للمجلس التشريعي الذي لا زال معطلا نفتقد من خلالها سن القوانين لحماية التراث، مشيرة الى اقتراحها السابق الذي قدم لوزارة التربية والتعليم وعدد من الوزارات الاخرى والمتمثل باعتماد زي تراثي لطالبات المدارس لكافة المراحل يحمل النجمة الكنعانية ويربط بين تقاليد تراثية لمدن فلسطينية مختلفة ومنها حيفا والقدس وغزة في اشارة الى ان الوطن واحد موحد من حيث الارث التراثي، وقالت ان هذا الاقتراح حتى اللحظة لم يقر ولكنه لا زال قائما وهناك اجري بروفه عليه في مدرسة بنات العودة ببيت لحم وقد لاقى ترحابا كبيرا من قبل التربية والتعليم وادارة المدرسة وذوي الطالبات، كما شددت على ضرورة اعتماد التراث في المنهاج على نطاق اوسع مما هو عليه الان، اضافة الى ضرورة ان يكون دور لكل الجهات والمؤسسات في الداخل والخارج ومن بينها سفارات فلسطين حيث نطالب تخصيص جانب لمعارض تراثية في هذه السفارات وعرضها وبشكل مستمر لكي يكون كمقصد سياحي هام، كما طالبنا بضرورة ان نمنح حقوق الطبع لخارطة فلسطين التاريخية وتوزيعها في السفارات اذ تبرع المركز بذلك مشددة ان التراث لا يقسم ولا يجزأ فتراث عكا هو من تراث بيت لحم ، وتراث حيفا هو من تراث القدس، وتراث طبريا هو من تراث غزة، وهكذا دواليك.
الهدايا التراثية ومغزاها
كما طالبت على ان تكون الهدايا التي نقدمها لضيوف بلادنا الرسميين هدايا تراثية تعبر عن معاني حقيقية لتراثنا واهميته وعراقته وهي في الحقيقية هدايا اقل تكلفة من هدايا غالية كالصدف وما شابه ولكنها بدون معنى ، فمثلا عندما جاء البابا الى بيت لحم في ايار الماضي قدمت له السقا هدية رمزية من شال فلسطيني عليه مفاتح حق العودة وبعض من التطريز وقد كان له مغزى كبير وحاز على اعجاب البابا ذاته وهذا ما حصل حينما جاء البابا بندكتوس السابق في عام 2008 حيث قدم هدية مماثلة له.
ضرورة اعتماد السابع من اكتوبر يوما وطنيا عاما

وانتقدت السقا والتي سبق وان اعتمدتها وزارة الثقافة الفلسطينية الشخصية الثقافية التراثية الفلسطينية لعام 2013 عدم وجود مظاهر حقيقية لاحياء يوم التراث في السابع من اكتوبر فيجب ان يكون هناك فعاليات على نطاق واسع من اجل اولا مجابهة المؤامرات الاسرائيلية وثانية غرز التراث في عقول وقلوب كل الاجيال المتعاقبة في شعبنا بكافة اماكن تواجده ، فشعب بلا تراث شعب بلا مستقبل ، ولهذا السبب تنفذ الحركة الصهيونية حملات محمومة لتجيير تراثنا الكنعاني العربي لصالح دولتهم، مذكرة ان مضيفات في شركة العال للطيران يلبسن في بعض الرحلات الثوب الفلسطيني لتقديمه على انه ثوب لدولتهم.