نجيب فراج – احتضنت مدينة بيت لحم صباح اليوم المؤتمر الدولي الذي تقيمه جمعية الشابات المسيحية في فلسطين لمدة ثلاثة ايام وذلك تحت عنوان “الحرية والسلام والكرامة للمراة في فلسطين” وتسليط الضوء على قرار مجلس الامم المتحدة الذي يحمل الرقم 1325 للمسائلة بشان اوضاع المراة في البلاد التي تشهد نزاعات دموية ، وقد اقيم المؤتمر في قاعة فندق جاسر بالاس بالمدينة وسط حضور كبير من قبل ممثلي المؤسسات النسوية والفعاليات المختلفة وايضا عدد كبير من الضيوف من عدة بلدان اجنبية، وكان من بين الحضور الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بينما لم تستطع وزير شؤون المراة الدكتور هيفاء الاغا المقيمة في غزة من الحضور نظرا للحصار على القطاع ولكنها كانت حاضرة عبر الفيديو كونفرنس، وقد اعربت عريفة الحفل مي عميرة مشرفة قسم التدريب المهني لجمعية الشابات المسيحية في القدس عن اسفها لمنع الوزيرة الاغا من حضور هذا المؤتمر الهام.
وبدا المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء وبعزف النشيد الوطني الفلسطيني ومن ثم القت ميرا رزق السكرتيرة العامة لمجلس اتحاد جمعية الشابات المسيحية في فلسطين كلمة رحبت فيها بالحضور واشارت الى انه وحين طرحت الفكرة في اتحاد جمعيات الشابات المسيحية في فلسطين عقد هذا المؤتمر على مكتب الجمعية العالمية في جنيف، رحب بالفكرة، على أن تكون هذه المبادرة ختاما للمشروع الذي نقوم بتنفيذه بالشراكة مع الجمعية العالمية وكل من جمعيات الشابات المسيحية في سريلانكا والسودان حول قرار مجلس الأمن 1325.
وقالت “بدأنا رحلة المشاورات في شهر أيلول 2013 ، والتقينا طاقم شؤؤن المرأة الذي يحتضن الإئتلاف لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي أبدى حماسا شديدا شجعنا للتوجه إلى الإئتلاف الوطني لتفعيل القرار الأممي 1325 الذي يرأسة الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وشملت المشاورات معالي وزيرة شؤون المرأة التي تترأس اللجنة الوطنية لقرار 1325. وكم سررنا بحصيلة المشاورات التي شكلّت دعما مهد الأرضية للإنطلاق بمشروع المؤتمر”.
واضافت كان التزامنا كفريق لإنجاح هذا المشروع على الصعيد الوطني هو الحافز، والهاجس الذي ساعدنا في تخطي كل الصعوبات، والتحديات، والعوائق، وفي مقدمتها التوافق على أهداف ومخرجات المؤتمر، وايجاد مصادر التمويل – والبيان الختامي وأصارحكم القول – أننا في ذلك الوقت لم نقدر حجم هذا، ولا حجم العمل الذي ينتظرنا جيدا، لكن الشراكة الوطنية الجامعة التي كرسناها في مشوارنا الطويل، تجعلني أفتخر اليوم لأقول: أننا إستطعنا تحقيق جميع الأهداف السابقة.
ومن ثم القت عبلة ناصر رئيسة مجلس اتحاد جمعية الشابات المسيحية في فلسطين كلمة رحبت بدورها بالقادمين من خارج البلاد واصرارهم على المشاركة في هذا المؤتمر رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال العدوان على غزة وقالت” نتفهم التردد الذي مررتم به والخوف من ما يدور من احداث مؤلمة قبل اخذكم قرار المشاركة ، وعلى الرغم من ذلك فانتم هنا ، ووجودكم معنا انما يعبر عن مدى اخلاصكم للصداقة التي تربطنا ومساندتكم في صراعنا لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
اما ماري كلود مديرة برنامج العنف ضد المراة في جمعية الشابات المسيحية العالمية، فقد اشادت بقرار الامم المتحدة والذي يحتاج الى جهود كبيرة من اجل ان يصبح حقيقة واقعية مؤكدة ان القرار ينصف المراة التي تتعرض للعنف من جراء الصراعات السياسية وعلى الراس منها المراة في فلسطين التي تعاني كل هذه المعاناة من جراء استمرار الاحتلال الذي يمارس كل اشكال العنف ، بل يجب ان يشعر كل ابناء الشعب الفلسطيني بالامن والسلام بعد ان يتوقف هذا العنف.
الدكتورة هيفاء الاغا وزيرة شؤون المراة تحدث عبر الفيديو كونفرنس من غزة والذي انقطع عدة مرات فوجهت التحية الى كل الحضور وتمنت ان تكون حاضرة في هذا المؤتمر بين اهلها وشعبها في بيت لحم الا ان اجراءات الاحتلال حالت من دون ذلك ولكن لهذد الاجراءات لا بد من نهاية محتمة ولا بد في نهاية المطاف الا ان يصح الصحيح ، وقالت “انني اتحدث اليكم بعد واحد وخمسين يوما من الحرب البربرية على قطاع غزة التي طالت كل شيء، ولكن كل هذا العنف الاسرائيلي لن يقابل الا بمزيد من الصبر والصمود من قبل ابناء شعبنا”.
وتطرقت الى وضع المراة الفلسطينية قد تطور بشكل ملحوظ منذ العام 1967 حيث لم يعد دور المراة ومهماتها في المنزل وتربية الابناء وحسب بل تطور الى ان تشارك في عملية الانتاج وفي كافة النشاطات من اجل تطور المجتمع والوطن ، رغم وجود كثرة اثار العنف الذي يولده الاحتلال الاسرائيلي”.
من جانبها تحدثت فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم حيث ذكرت ان المعاناة التي تواجهها المراة الفلسطينية تحت الاحتلال الغاشم هي معاناة متشعبة حيث يستهدف الاحتلال كل القطاعات من ابناء شعبنا فحينما يتم استهداف الرجل والطفل والابنة فان كل هذه التبعات تتحملها المراة ايضا ، متسائلة اين دور المراة في العالم واين المجتمع الدولي مما يحدث للمراة الفلسطينية ، مؤكدة ان الوقت قد حان كي يتم رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني المستمر منذ نحو 67 عاما”.
بدورها قالت انتصار الوزير رئيسة الاتحاد العام للمراة الفلسطينية “ان المراة في فلسطين هي اكثر نساء العالم حاجة للحماية ولاقرار قوانين تحميها وتحمي اطفالها وعائلتها من العنف والالم الذي يسببه الاحتلال للمجتمع الفلسطيني ، ولا ننسى المراة اللاجئة التي شردت من ارضها وبيتها منذ العام 1948 وهي اليوم تعيش ظروف التهجير والابعاد مرة اخرى في بلدان الشتات وقطاع غزة، تعيش ظروفا قاسية افقدتها مكانها وامانها ، كما لا ننسى المراة المقدسية التي تتعرض لمختلف الممارسات الاسرائيلية من اجل ابعادها عن مدينة القدس ضمن مخطط تهويد المدينة المقدسة ، معتبرة القرار الاممي نقطة انطلاق نحو اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير المزيد من الحماية للنساء.
وكان اخر المتحدثين الدكتور صائب عريقات الذي حرص ان يبعث تحياته الى الاسير احمد سعدات امين عام الجبهة الشعبية من خلال زوجته عبلة سعدات الحاضرة في المؤتمر وكذلك الى الاسير مروان البرغوثي من خلال زوجته فدى الحاضرة في المؤتمر هي الاخرى كما بعث بتحياته الى الاسير الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والى كافة الاسرى والاسيرات ، ونقل للحضور تحيات الرئيس محمود عباس وقال ان المراة الفلسطينية اثبتت وعلى مر العصور انها قدر التحدي ولا بد من انصافها في مختلف المحافل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
واشار في سياق كلمته ان دائرة المفاوضات التي يتراسها فيها 15 موظفا بينهم سبع نساء وقد اثبتن وجودهن بكل ما تحمل الكلمة من معنى
وشدد في خديثه على اهمية الوحدة الوطنية وقال ان المسحيين في فلسطين ليسوا اقلية انهم جزء اصيل من مجتمعنا وحياتنا وحاضرتنا وتاريخ بلادنا ولنقول للنفر الذي يستغل الدين الاسلامي كي يقوم بمجازر رهيبة ضد المسحيين كما حصل في العراق ، ان هذا ليس من اخلاقيات ديننا الحنيف الذي حافظ ويحافظ على كل مكونات المجتمع منذ ان انتشر الدين الاسلامي وحتى يومنا الحاضر.
وفي اعقاب انتهاء الكلمات الافتتاحية انقسم الحضور للاستماع الى جلسات العمل المختلفة حيث كانت الجلسة الاولى بعنوان فلسطين الدولة : المسار ، الالتزام والاستحقاق السياسي والقانوني والانساني ، وادارها المحامي شعوان جبارين المدير العام لمؤسسة الحق، وكانت الجلسة الثانية بعنوان” الاطار للاستراتيجية الوطنية لقرار مجلس الامم المتحدة رقم 1325في فلسطين” تجارب وتوقعات” وقدمتها منى الخليلي عضو الامانة العامة وامينة السر للاتحاد العام للمراة ، اما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان ” تأثيرات الاحتلال على العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي وقدمتها مها ابو دية مؤسسة ورئيسة مركز المراة للارشاد القانوني والاجتماعي.
↧
بيت لحم تحتضن مؤتمر حاشدا حول واقع المراة في فلسطين
↧